أقيم مساء أمس بمكتبة "أ" حفل لتوقيع كتاب "حوارات الموتى" للسفير محمد البدرى مدير المعهد الدبلوماسى بوزارة الخارجية ونائب مساعد وزير الخارجية، وذلك فى حضور بعض الطلاب الذين شهد حفل تخرجهم من المعهد من دفعتى 43 و44 صباح أمس، مشيدا بنشاطهم وحماسهم خلال فترة الدراسة بالمعهد. وحضر اللقاء أحد الشباب الذى كان يعمل كملحق دبلوماسى فى سفارة مصر بليبيا وقت الثورة الليبية، وأشاد البدرى بشجاعته لصموده لمحاولة إنقاذ الجالية المصرية بليبيا وإجلاء الرعاية بشكل أمن، مؤكدا أنه كان المصدر الرئيسى لوزير الخارجية للاطمئنان على الجالية. وقال الدكتور محمد البدرى عن كتابه أنه تناول فى الكتاب مجموعة من الشخصيات التاريخية البارزة التى صنعت أحداثا وحولت مجرى الحضارات وقام بمحاولة إجراء حوار تخيلى معهم، فى صياغة أدبية، مع الاستعانة ببعض الأقوال المأثورة لهم. وأضاف البدرى أنه بدأ الكتاب بشخصية معاوية بن أبى سفيان خليفة المسلمين ومؤسس الدولة الأموية، معتبره رجل دولة حقيقى رغم ما أثير حوله من جدل فهناك كتب تاريخية قالت إنه انتزع السلطة من على بن أبى طالب وأخرى قالت إن الدولة الإسلامية آنذاك كانت فى حالة فوضى، مؤكدا أنه لم يتطرق لهذا النزاع لأنه كان يهدف إلى إبراز أسلوبه فى الحكم كرجل دولة معتمدا على الحقائق التاريخية والأقوال المأثورة على لسان معاوية. فيما جاءت الشخصية التى تطرق لها البدرى فى كتابه هو "مارتن لوثر" رائد الإصلاح الدينى فى الغرب، الذى ثار على رجال الدين المحتكرين لصكوك الغفران، ولفت السفير إلى أنه فى مصر لا يوجد سواء فى الإسلام أو المسيحية السطوة التى كانت تعانى منها أوروبا من الكنيسة، حين قام مارتن لوثر بثورته، قائلاً: لكننا فى مصر لا نحتاج إلى ثورة فى الإسلام، لكن ما يحدث من تصادمات فهو بسبب سوء التعليم، متذكر مقولة شهيرة لفولتير "من الصعب أن تحرر الجاهل من قيوده"، داعيا لتغيير الخطاب الدينى. وتحدث فى الكتاب عن شخصية "أبو العباس السفاح" الذى قضى على الدولة الأموية وأسس للدولة العباسية، واصفا إياه بالداهية ورجل دولة أيضا بكل ما تعنيه الكلمة، مشيرا إلى قسوته وجبروته فى القضاء على خصومه. وتطرق فى ختام الكتاب إلى شخصية محمد على، مشيرا أيضا إلى أنه رغم ديكتاتوريته وقمعه إلا أنه أسس لمصر الحديثة، وانتهج نهج الفرنسيين عندما كانت لديهم رغبة فى بناء مصر، ووضع بها مؤسسات لم تكن موجودة من قبل. وأكد البدرى خلال حديثه عن شخصيات الكتاب أنه ليس بالضرورة أن يكون رجل الدولة يتحلى بأخلاق، ولكن الأهم أنه يضع مصلحة الدولة أولا فوق كل اعتبار، مشيرا إلى أنه كثير من الدول التى حكمها ديكتاتوريون وقمعيون إلا أنها أصبحت دولا متقدمة وحققت تنمية حقيقية. وكشف فى نهاية حفل التوقيع أنه يستعد حاليا لإصدار كتاب آخر بعنوان "الرسائل الدبلوماسية المستترة" وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التى كتبها وتدور حول ثلاث نقاط أساسية هى: السياسية والثورة فى التاريخ، الدين الإسلامى، ومصر فى التاريخ، وكل مقال يحمل إسقاطا على الواقع.