بليغ حمدى طفل صغير، ظل يحمل هذه الروح بداخله ولم يتخل عنها حتى وفاته، ارتبط بأسرته ووالدته بالتحديد ارتباطا شديدا، خاصة بعد أن توفى والده الذى اكتشف فيه حبه للموسيقى وهو لا يزال فى العاشرة من عمره، وشقيقه الأكبر مرسى سعد الدين الملحق الثقافى لمصر فى لندن سابقا والذى تحدث عن هذا الارتباط قائلا: "ارتباط بليغ بوالدتنا كان من أهم الجوانب الإنسانية فى شخصيته، فهى التى تولت تربيته بعد وفاة الوالد وأثناء غيابى عن الأسرة، وأذكر أنه ترك كل ارتباطاته الفنية، وسافر بها إلى ألمانيا عندما أصيبت بوعكة صحية شديدة، وأصر على البقاء إلى جوارها داخل المستشفى فى برلين، وعندما عادا سوياً إلى القاهرة، حجز لها غرفة فى أحد الفنادق الراقية، وجلس إلى جوارها لمدة شهر حتى اطمأن على سلامتها وبدأ ينتبه إلى عمله وينشغل ب"نوتته" الموسيقية مجدداً. ويضيف مرسى " بمجرد استقرارى فى القاهرة بعد سنوات غربتى الطويلة، قررت الاهتمام ببليغ وكنت شديد الحرص على اجتماعنا الأسبوعى على الغداء فى بيت الوالدة، وكانت صداقتنا ليس لها حدود ولم أتعامل معه باعتبارى الشقيق الأكبر، كما ارتبط بليغ بالأطفال، وكان دائم العطف عليهم رغم أن الله لم ينعم عليه بنعمة الإنجاب، وهذا ما لمسته بوضوح فى علاقته بهيثم حمدى ابن شقيقنا الثالث الراحل حسام، الذى رباه على حب الموسيقى وورث هيثم التلحين عن عمه. مرسى يؤكد أنه حصل على وعد من وزير الثقافة فاروق حسنى بإقامة متحف يضم كل مقتنيات بليغ الفنية ونوتته الموسيقية التى لا يزال يحتفظ بها فى غرفة مكيفة فى بيت العائلة، ويسعى حاليا لاختيار أستاذ متخصص من معهد الموسيقى العربية ليتمكن من فك الشفرات الموسيقية التى تركها بليغ حتى تخرج هذه الألحان إلى النور وتجد من يغنيها، ويقول مرسى: إن كل ما كان يمتلكه بليغ لم يكن ملكه بل كان ملكا لمن حوله، فمنزله كان مفتوح الأبواب أمام كل أصدقائه، وكانت هناك أوامر من بليغ لمدير منزله "سامى" أن يقدم كل خيرات البيت إلى ضيوفه، والمفارقة أنك عندما تبحث عن بليغ فى تلك الجلسات التى تقام داخل منزله لا تجده فيها، حيث يكون إما نائماً فى غرفته أو بداخل الصومعة "البلكونة"، يؤلف نوتة موسيقية جديدة". ◄ 61 عاما كان عمر بليغ حين رحل بفنه عن عالمنا فى 17 سبتمبر 1993 موضوعات متعلقة.. ◄ بليغ حمدى عاشق الأصالة والألحان ◄ نقاد وصناع الدراما يعترضون على اختيار نجاتى لتجسيد الدور ◄ شباب الملحنين يؤكدون: نصدقه رومانسيا وحزينا وفى أوقات "الدلع" ◄ الرجل الغامض الذى فتح بيته لكل من هب ودب واتهم فى جريمة قتل