خطط الإنقاذ الأمريكى تشير لوجود ضوء فى نهاية النفق

جاءت نتائج خطة وزارة الخزانة الأمريكية بضخ 1 تريليون دولار لدعم القروض لتبشر بالتفاؤل من خطط الإنقاذ، التى انتهجتها الإدارة الأمريكية منذ بدء الأزمة الاقتصادية العالمية، فلقد حققت مبيعات المنازل الأمريكية مفاجأة كبيرة بإرتفاعها بنسبة 5.1% الاثنين، ضاربة بتوقعات المحللين ويمثل أكبر قفزة شهرية منذ يوليو 2003، الأمر الذى أثار تجمع أسواق المال العالمية فى بريطانيا وأمريكا وأوروبا.
وقالت صحيفة التايمز فى تقرير لمراسليها بوشنطن ولندن، إن الخطة التى أعلن عنها وزير الخزانة الأمريكى تيم جيثنر، تعد أحدث جهود الإدارة الأمريكية لإنقاذ أسواق الائتمان وتحقيق استقرار المؤسسات المالية الأمريكية، مما دعا المستثمرين فى وول ستريت ليردوا على العرض من خلال رفع مؤشر داو جونز الصناعى بنسبة 6.8% ليصل إلى 777586 نقطة، حيث حقق أعلى مكسب منذ أكتوبر 2008.
كما دفعت تلك الأنباء أسهم بورصة لندن نحو الارتفاع، حيث قفز مؤشر الفايننشيال تايمز بنسبة 2.9% ليصل إلى 395281 نقطة فى أعلى نسبة منذ خمسة أسابيع.
ويرى أوباما أن الخطة التى استهدفت تحرير المصارف من الأصول المشكوك فيها، والتى تعرقل فى الوقت الراهن النظام المصرفى الأمريكى من شأنها أن تساعد على حماية أموال دافعى الضرائب.
وتقوم الخطة على تسليم مستثمرى القطاع الخاص قروض أقل فائدة لشراء الأصول سيئة السمعة، بما يصل إلى مليار دولار، حيث تثقل تلك الأصول التى ترجع إلى سوق الرهن العقارى من كاهل البنوك، كما أدت لانسداد خط الائتمان للمستهلكين والأعمال التجارية.
وقال أوباما، أمس الاثنين، إن خطة الإنقاذ المالى من شأنها أن تسمح لدافعى الضرائب للمشاركة فى الصعود والهبوط، وأضاف "أن هناك أنباء سارة بامتلاكنا أحد أكثر العناصر الحاسمة للانتعاش، إلا أنه ما زال أمامنا طريق طويل للشفاء تماماً".
بيل جروس مؤسس "بيمكو" أكبر شركة فى العالم للسندات المالية، وأحد الممولين بوول ستريت، الذين يؤيدون خطة الإنقاذ الحكومى، قال فى تعليقه على الخطة، "ربما يكون هذا أول سياسة فوز على الجانبين تطرح على المائدة، لذا لا بد من الترحيب بها، ونحن نعتزم المشاركة والقيام بدورنا فى خدمة العملاء، فضلاً عن تعزيز الانتعاش الاقتصادى".
ووصف هوارد سلفيربلات، المحلل البارز فى نيويورك، هذه الخطوة بالكبيرة، حيث قال إن هذه الخطوة كبيرة من كافة المعايير، وأضاف "نحن فى حالة حرب، لذا يتوجب علينا القيام بكل ما يجب فعله لتحقيق الفوز، كما يجب علينا أن ننتظر لنواجه العواقب".
وأكد سلفربلات، أن الارتفاع الذى شهدته أسواق العالم بعد الإعلان عن الخطة، يشير إلى وجود ضوء فى نهاية النفق، ورغم أنه من المبكر الجزم بهذا، لكن هناك أمل وتطلعات إلى ذلك.
و يصل مجموع خطط الإنقاذ التى رصدتها الحكومة الأمريكية منذ بداية الأزمة المالية، التى ضربتها منذ أغسطس 2008 إلى 11.7 مليار دولار.