صحيفة أمريكية تصف سيناء ب"ملاذ المسلحين فى الشرق الأوسط".. وخبير بمعهد واشنطن يزعم: العمليات العسكرية فى شبه الجزيرة "نسر بأجنحة مقصوصة"

نشرت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية تقريراً، زعمت فيه تحول سيناء إلى ملاذ للمسلحين فى الشرق الأوسط، وقالت إن شبه الجزيرة أصبحت قاعدة لمهربى الأسلحة ومحطة للجهاديين من مصر والشرق الأوسط الساعين إلى شن هجمات على إسرائيل، حسبما يقول خبراء أمنيون.
وأشارت الصحيفة إلى أن البدو الذين يعيشون هناك يقولون إنه برغم العملية نسر التى قامت بها مصر فى سيناء، بعد هجوم رفح فى أغسطس الماضى، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة، ويشكون من أن قوات الأمن التى أعلنت أنها تستهدف العناصر الإجرامية تعاملت بخشونة مع مواطنين أبرياء، وبعيداً عن عدد قليل من الغارات غير الفعالة، فإن الحكومة المنتخبة فى مصر بقيادة الإخوان المسلمين لا تفعل الكثير لوقفها.
ونقلت الصحيفة عن إيهود يارى، الخبير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قوله إن العملية نسر، هى نسر بأجنحة مقصوصة، فالأمر لم يعد مسألة قدرة، بل مسألة عزم.
وترى الصحيفة الأمريكية أن التشدد ليس جديداً على المنطقة، وسردت عدداً من العمليات الإرهابية التى شهدتها سيناء منذ مطلع الألفية، مثل تفجيرات طابا فى أكتوبر 2004 وتفجيرات شرم الشيخ فى يوليو 2005 وتفجيرات دهب فى إبريل 2006.
وتنقل الصحيفة عن خبراء قولهم، إنه فى الأشهر الأخيرة، أطلق المسلحون هجمات جريئة على الأمن والمؤسسات المصرية فيما يبدو فى بعض الحالات محاولة لفتح جبهة جهادية جديد ضد إسرائيل من مصر.
وتحدث خبير معهد واشنطن إيهود يارى عن جماعة أنصار بيت المقدس، التى أعلنت مسؤليتها عن هجوم 21 سبتمبر الماضى، الذى أدى إلى مقتل جندى إسرائيلى، وقال إن هذه الجماعة تحاول أن تكون مظلة لعدة فصائل جهادية سلفية مختلفة، والتى تعمل فى سيناء تحت أسماء مختلفة، مضيفا أن أنصار بيت المقدس هى الجماعة الأخطر من نوعها فى شبه جزيرة سيناء.
ويشير يارى إلى أن هناك صلات جديدة بين بعض الجهاديين السلفيين فى سيناء والقاعدة فى اليمن فى شبه الجزيرة العربية التى يعتبرها البنتاجون أخطر فرع لتنظيم القاعدة.
من جانبه، قال شلومو بورم، من معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى، إن أحد أسباب نمو التشدد وفشل مصر فى وقفه هو أن الجماعات الجهادية تحظى بحماية بعض البدو المسلحين بأسلحة ثقيلة تم تهريبها من السودان وليبيا.
ويضيف بورم أن الأمر سيكون تحدياً عسكرياً صعباً، لأن السكان مسلحون بقوة، وأيضاً بسبب التكلفة المادية للتعامل مع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الفئة من السكان، والتى تعد مصدراً لكثير من نضالهم.