قرر الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، أن يطوف معرض "عايشين"، وهو أطول جدارية عن شهداء 25 يناير ومذبحة بورسعيد للفنان أحمد قاعود جميع محافظات مصر وليس عواصمها فقط بل مراكزها وريفها المصرى ودعمه بكل ما يتاح لوزارة الثقافة من إمكانات وكذلك غيره من المعارض لأنه صورة تعبر بصدق عن روح الثورة المصرية ومعنى الشهادة والتضحية فى سبيل وطن دفع المصريون أرواحهم من أجل الحصول على الحرية. جاء ذلك خلال افتتاح وزير الثقافة، الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض بعنوان "عايشين" للفنان أحمد قاعود بقاعة إيزيس بمتحف محمود مختار الذى يستمر لمدة عشرة أيام، حضر المعرض الفنان مصطفى حسين، والفنان جمعة فرحات، والدكتور محمد دياب رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون بالجزيرة، وأحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية لشئون المعارض والمتاحف، هشام فرج وكيل وزارة الثقافة بالأمن، وعصام كامل رئيس تحرير جريدة فيتو، وحركة شباب ماسبيرو والألتراس، وبعض أهالى شهداء 25 يناير ومنهم والدة الشهيد زياد بكير الذى قام وزير الثقافة بتقبيل يدها. وأضاف عرب بأن هذا العمل الإبداعى الرائع لأحمد قاعود هو حالة إنسانية ووطنية وفنية يستحق الإشادة والتهنئة لأنه يحمل أهمية كبيرة فى كونه يمثل توثيقاً خالداً لشهداء الحركة الوطنية المصرية لثورة 25 يناير ومذبحة بورسعيد فى مشهد بديع، مؤكداً أنه ليس لدينا فى مصر أغلى من هؤلاء الشهداء وليس لدينا أغلى من هذه الدماء التى أريقت فى كل ميادين مصر، فهذه الحالة الإنسانية ستظل فى ضمير ووجدان كل مصرى بل ستظل خالدة بين صفحات تاريخه. وأشار عرب إلى أن الفنان أحمد قاعود استطاع بموهبته الفنية مع أبناء جيله من الشباب أن يحفر اسمه فى سجلات التاريخ المصرى بتوثيقه لهذا العمل المبدع لجيله ولآلاف السنين القادمة وأن معظم الذين استشهدوا من الشباب تتراوح أعمارهم مابين 20- 30 عاما وأثنى على المعرض بقوله "أن هذا جهد جبار استغرق أحد عشر شهرا وهذا يحتاج لثلاث سنوات"، مضيفاً بأن هذا المعرض هو أقل ما يمكن أن نقدمه لهؤلاء الشهداء الشباب من مسلمين ومسيحيين وحتى من ضباط الجيش جميعهم كلهم تضامنوا بأرواحهم من أجل تحرير الوطن لتعود إليه الحياة من جديد. وأضاف عندما تقابلت فى هذا المعرض مع إحدى أمهات الشهداء تجمدت وتوقفت كلماتى عن النطق لأننا إذا أردنا أن نعبر عن هذه الحالة الإنسانية فلن نستطيع وصفها فأقل ما نقدمه لأمهات الشهداء تقبيل أيديهن لأنهن قدمن للوطن أغلى ما عندهن. يضم المعرض أطول جدارية عن شهداء 25 يناير ومذبحة بورسعيد، حيث يبلغ طولها أكثر من 50 مترا، وتتكون من 42 لوحة تضم 131 بورتريه للشهداء مع رسم مشاهد الثورة أسفل البورتريه، وفى الخلفية عبارة عن خطوط وحمام طاير يدل على الحرية والانطلاق، بجانب الجدارية 6 بورتريهات لشباب ألترس مذبحة بورسعيد، وكذلك لوحة بعنوان "الوحدة" تجمع ما بين مينا دانيال والشيخ عماد عفت. ويقول قاعود إننى أؤمن بهذا العمل الذى جاء بعد الثورة مباشرة الذى استغرق أحد عشر شهراً، ولكن تعثر عرضه كثيرا منذ 25 يناير الماضى لأنه كان يحرص على أن يعرض فى الميدان، ولكن نظرا للظرف التى تمر بها البلاد تم عرضه بالقاعة للسيطرة على كل هذه المساحة، متمنيا أن يجوب كل ميدان فى مصر كى يرى الجميع مصر العظيمة من شبابها وضابطها ومسلميها ومسيحيها وأطفالها الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الحرية وأن تصبح مصر فى أحسن حال.