الألتراس وسقوط الأقنعة وراء تهاوى جدران المجلس فى عصر يُسدل الستار عليه شيئًا فشيئًا ذابت فيه كل مؤسسات الدولة حتى أصبحت فيه مصر عزبة تُقسم الغنائم فيها وفقًا لهوى مالكها الأوحد، حتى صارت داخل هذا الدولة دول عدة، غطاؤها الفساد المُمنهج فى كل المجلات ومنها الرياضة، إلا أن ثورة 25 يناير أسقطت بعض من هذه التابوهات، وفى طريقها لإسقاط الباقى، ومن الآخرين الساقطين "إدارة الأهلى" نادى الأهلى الذى كان ولا يزال يمثل قلعة القيم والمبادئ، فاستطاع حمدى وجماعته استغلاله جيدًا. القلعة الحمراء فى عصر النظام البائد صارت دولة يمرح معظم مسئوليها، مثلما يشاءون فى كل الاتجاهات، ويرسون القواعد التى توافق هواهم، دون محاسبة لهم على ما يفعلون، بل وصل عنفوان قواتهم بوجود مبررين لمطالبهم الغير مشروعة فى بعض الأحيان، مثل المعارضة الشديدة التى وجدها إقرار بند ال 8 سنوات وقت طرحه، رغم أنه يوافق أبسط قواعد الديمقراطية لتداول السلطة فى نادى حكمه، على مدار أكثر من مائة عام 12 حاكمًا فقط!، القوة مثلها حمدى الذى تواجد بجوار إبراهيم نافع رجل مبارك الأقوى، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، الذى كان جزءً من المعارضة، قصف إعلامى أحمر استغلت فيه قناة أشهرت غصبًا عن تقاليد تليفزيونية الأندية، وقامت بدك أهلاوية، لمجرد معارضتهم لحمدى لبناء صالح سليم آخر من مثل القيم الحمراء فى الإدارة. دائمًا ما كان تباهى مسئولو القلعة الحمراء بأن ناديه مرسى للقيم والمبادئ ولا وجود لأى خارج عن النص أو مختلف حول نزاهته بين جدرانه إلا أن ما يحدث كان عكس ذلك على مدار عقود وعقود، فمعظم رجال الأعمال الذين كانوا يدعمون الأهلى ماليًا أُثيرت حولهم الشبهات لكن لم يتحرك المسئولون داخل القلعة الحمراء ساكنًا لتوضيح هذه الشبهات لأن غلاف قلعة القيم والمبادئ كان يحرق كل من يدخل هذه المدار متمثلاً فى قنوات إعلامية حمراء تدافع بشد عن كل قرارات إدارات الأهلى المتعددة عبر العصور منها إيجار محلات ومطاعم للحبايب وتوظيف وبيع حقوق للسنيدة لاكتمال حلقة الضغط على المعارضة. لكن بعد ثورة قامت على أساس التكنولوجيا الحديثة ونظام إعلامى جديد أصبحت القنوات الإعلامية الحمراء خلاله غير مؤثرة خاصة وأنها تقدم وجوه يعرف الشارع الأهلاوى أنها تناصر حمدى لا الأهلى خاصة فى أوساط الشباب الثائر الذين أصبحوا لا يكترثون بالمسكنات المنتشرة فى معظم هذه الوسائل الإعلامية لتبدأ الأقنعة فى التساقط بعد غياب الدراع الواقى لهم. ومن الأسباب التى قوّت حصون القلعة الحمراء ضد المعارضين هى الشعبية الجارفة التى كان يستغلها مسئولو الأهلى فى التنكيل بكل من يقف ضدهم مستغلين الحب الأعمى لبعض الجماهير للنادى دون تحليل للموقف جيدًا فكان سلاحًا رادعًا لكن هذا السلاح بدأ فى الضعف عندما ظهرت روابط الألتراس التى كانت لها مواقف معارضة لسياسية الإدارة الحمراء على مدار سنوات ظهورها الخمسة، ووصلت ذروة معارضتها بعد مذبحة بورسعيد بعدما دفعت 74 شهيدًا ثمن حبها للنادى واصتدمت بموقف مسئولى النادى الذين باعوا القضية ولهثوا وراء المصلحة دون وضع فى الاعتبار استرجاع حق الشهداء أو مراعاة شعور ذويهم. ومع زوال نظام كان يحمى دولة الأهلى بآلته الأمنية الباطشة، أصبح شباب الألتراس أحد أهم المسامير التى ستُدق فى نعش دولة حمدى من خلال تفننهم فى إيجاد طريقة لإسقاط مجلس إدارة الأهلى، وهو ما ينتظره الجميع فى دولة مصر الجديد خاصة شباب كانوا من جزء ثورة مصر ضد الظلم ومازالوا يناضلون ضد الفاسدين. نادى القيم والمبادىء من أكثر النغمات التى عزف عليها مسئولو الأهلى طوال تاريخهم للتنكيل بالمخالفين لهم فى الرأى وراح ضحيتها العديد من أصحاب المواقف الشجاعة أمثال معظم أبناء جيل نجم الأهلى الأسبق طاهر أبو زيد لرفضهم سياسية النادى بغض النظر من هو الذى على صواب، وتدور الأيام ويأتى موقف الإدارة الحمراء تجاه محمد أبو تريكة، صانع ألعاب الفريق الحالى ورفضه لخوض مباراة كأس السوبر المصرى أمام إنبى على خلاف رغبة إدارة النادى تضامنا منه مع موقف الألتراس الرافض لاستئناف النشاط المحلى قبل القصاص لضحايا المذبحة ليُثبت انهيار نظام الديكتاتورية داخل القلعة الحمراء. الخطيب وخشبة والبدرى والحاج "ميمى" يؤازرون رئيس النادى أثار قرار جهاز الكسب غير المشروع برئاسة المستشار يحيى جلال، بإخلاء سبيل حسن حمدى، رئيس النادى الأهلى بكفالة قدرها 2 مليون جنيه بعد مواجهته بتحريات الأجهزة الرقابية، التى ثبت منها حصوله على مبالغ مالية وثروة طائلة باستغلال نفوذه، حالة من الارتباك والقلق داخل القلعة الحمراء، فقد شهد النادى الأهلى طوال الساعات الماضية تحركات مكثفة من جميع مسئوليه تقريبًا، للتضامن مع حسن حمدى فى هذه "المحنة"، وتحدث معه أكثر من عضو بمجلس الإدارة "هاتفيًا" خلال تواجده فى "الحجز" أمثال إبراهيم صالح وصفوان ثابت وهشام سعيد، كما حرص محمود الخطيب، نائب رئيس النادى المتواجد حاليا فى ألمانيا للعلاج على الاتصال أكثر من مرة برئيس النادى، قبل وبعد خروجه من جهاز الكسب غير المشروع. الجهاز الفنى للفريق بقيادة حسام البدرى واللاعبين لم يكونوا بعيدين عن الأزمة، فقد انشغل "كبار" الفريق تحديداً بالقضية، وحرصوا على الاتصال بسيد عبد الحفيظ، مدير الكرة وهادى خشبة، مدير قطاع الكرة للاستفسار عن موقف حمدى، كما حرص البدرى على إجراء اتصال هاتفى بحسن حمدى، خاصة وأن رئيس النادى كان رئيسًا لبعثة الفريق فى نيجيريا خلال مواجهة صن شاين التى أقيمت السبت الماضى فى ذهاب الدور قبل النهائى لبطولة أفريقيا، والتى انتهت بالتعادل (3-3). وقد حرص أكثر من مسئول حالى وسابق بالنادى على الوقوف بجوار حسن حمدى. وعلم "اليوم السابع" أن خالد مرتجى وخالد الدرندلى وهانى أبو ريدة عضو المكتب التنفيذى بالاتحادين الدولى والأفريقى لكرة القدم، وتيسير الهوارى عضو مجلس الأهلى السابق وهادى خشبة مدير قطاع الكرة، ومحمود علام مدير عام النادى ونائبه محمد مرجان، قاموا بزيارة حسن حمدى أثناء التحقيق، كما حضر المهندس محمد عبد الوهاب عضو المجلس الأحمر السابق، وغادر حمدى جهاز الكسب غير المشروع فى سيارة محمد عبد الوهاب الشهير بالحاج "ميمى" الذى أصر على توصيل رئيس النادى لمنزله بإحدى ضواحى الجيزة. مدارس الألعاب.. تهذيب.. وإصلاح لم يفت رجال حمدى فى معركة السيطرة أن الضنى غالى جداً.. فكانت فكرة افتتاح مدارس للألعاب، وأكاديميات كروية.. هى رأس الحربة لمزيد من السيطرة! يكفى أن ترفع يدك موافقًا على قرار.. أو مصفقًا لرئيس النادى، أو موافقًا على ميزانيته، أو حتى تلتزم بيتك ولا تحضر حتى لا تكتمل الجمعية ليصبح نجلكم مكرمًا من الأوائل، أو نجمًا ساطعًا.. أو بارعًا فى طريقه للاحتراف!. المدارس بالطبع تستوعب آلاف الأولاد، بالتالى تضمن آلاف الأصوات، أمام الأكاديميات فأنها تصدك أن كنت مع الرئيس ورجاله، أن يتم رفع الاشتراك عن أبنائك، وتضمن لهم مكانًا مجانيًا حتى لو كان وزنه غير مناسب أو عديم الموهبة! أما إذا رأيت أن تحاول أو تسعى نحو محاولة جادة للمشاركة فى إدارة ناديك أو تقديم فكرة، قد تفيد، فأن التهذيب والإصلاح فى انتظارك.. فابنك عديم الموهبة.. ووزنه زائد.. لازم تأخذه للتدريب فى مدينة نصر، بعيدًا عن أعين البشر الذين يحسنون الاقتناع، برئاسة حمدى.. وقد علمنا أن الأيام القليلة المقبلة، ستشهد شكاوى عديدة من أولياء الأمور تجاه ما حدث مع أولادهم، ولم يكن أمامهم إلا السكوت.