تسأل إحدى الأمهات طفلى عمره 8 سنوات، وقد تعرض منذ فترة للاعتداء الجنسى، هل يمكن علاجه نفسيا؟ وكيف يمكن التعامل معه حيث إن الطفل حالته النفسية سيئة، وأخشى عليه من التعرض لمضاعفات ما حدث؟ يجيب الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة قائلا: "إذا تعرض الطفل لأى حادث اعتداء يجب علاج الطفل من خلال التأكيد على الحماية فى المستقبل من تكرار نفس الحدث، فإن الاستمرار فى التعرض للاعتداء الجنسى يؤدى إلى ممارسة الاعتداء على الأطفال الآخرين، أو أن يكسر ويزعزع الثقة بالنفس، وقد يؤدى إلى انحراف جنسى فى المستقبل، ويبدأ العلاج بجعل الطفل يتكلم بكامل الحرية عما حدث. وعند الحديث مع الطفل عما تعرض له فى اعتداء جنسى يجب جعل الطفل يتكلم بطريقته، وأن نتركه يستخدم ألفاظه الخاصة للتعبير عما حدث، بل إنه يجب أن نستخدم نفس طريقة كلام الطفل للحديث معه، ويجب عدم إشعار الطفل أثناء الاستفسار عما حدث بأنك تستجوبه أو كأنه فى محكمة. ويجب ملاحظة أنه علينا أن نحاول أن نجمع المعلومات البسيطة لمعرفة التفاصيل كاملة، وذلك لعدم قدرة جميع الأطفال على سرد القصة كاملة لمرة واحدة، وكذلك كون الطفل قد ينسى بعض التفاصيل. كما يجب عدم إظهار الخوف والهلع مما حدث، وذلك لعدم إخافة الطفل، فلا يستطيع أن يسترسل بالكلام. وإشعار الطفل أن كل ما يشعر به تقدره الأسرة ومن حوله، وأن ما يشعر به أو يتعرض له ليس سيئاً أو عيباً يجب عدم قوله. مع التأكيد على أنه يجب الاستماع للطفل والإنصات له حتى لو تحدث عن شىء فظيع جداً. ويفضل أن نترك المجال للطفل للتحدث فى أى شىء يشعر به أو يطرأ على فكره، وأنه ليس من العيب الحديث عن ذلك ولا نرفض أبداً الاستماع له. مع التنبيه على ضرورة التهدئة من روع الطفل وإظهار الحب له، وأنك لا تلومه على أى شىء وإشعار الطفل بالأمان والحماية، لأنها من حقوقه وطمأنة الطفل والتوضيح له بأن هذا الاعتداء الجنسى عليه لن يدمر حياته، ويجعله أقل من أقرانه، أو أنه سوف يكون شخص غير مرغوب فيه. كما يمكن أن نوضح للطفل عما ستقوم به من إجراءات وطلب المساعدة من الهيئات المختصة لحماية الطفل. أما الدكتور جمال فرويز فيقول إن هناك شقين للعلاج ولابد من معرفة عما إذا كان الطفل قد أصيب بنوع من الاكتئاب من عدمه، ففى حالة وجود الاكتئاب لابد من إعطائه بعض أدوية الاكتئاب، ولكن بجرعات ضئيلة ويحتاج إلى جلسات نفسية تدعيمية له وللأسرة، ويمكن علاج هذا الطفل خلال 3 : 6 شهور. وننصح الأسرة بسرعة علاجه وعرضه على طبيب نفسى من البداية حتى لا يدخل فى اضطراب ذهانى، أو أن يصبح شاذا جنسيا عندما يكبر.