زاد معدل الإصابة بالسكر فى الحقبة الأخيرة ليصل لمعدلات وبائية على مستوى العالم خاصة مع تغير نمط الحياة بالاعتماد على المأكولات غير الصحية، وعدم ممارسة الرياضة لتصل النسبة إلى 30 فى المائة بمنطقة الشرق الأوسط والأمريكتين مما ينذر بالخطر على سكان العالم لمضاعفات السكر الشديدة وتعتبر السمنة كما يوضح دكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون أنها من أهم العوامل المؤدية للإصابة حيث تتعدد تأثيرات السكر على العين بدءا من قابلية العين للتعرض لقرح والتهابات مثل التهابات جفون العين والقرنية والتهابات العين نفسها إثر جراحات العين إذا لم يتم الحفاظ على مستوى السكر بمعدلاته الطبيعية كما قد تصاب العيونالبيضاء فى مرحلة عمرية مبكرة قبل سن الخمسين بتأثيرات مباشرة للسكر على الصحة ومن أهم مضاعفات السكر على العين تأثيراته على شبكة الأوعية الدقيقة للشبكية وذلك ضمن تأثيره على شبكة الأوعية الدموية الدقيقة للجسم ككل حيث يعانى مصاب السكر من ارتشاحات دهنية وسوائل تصيب مركز الإبصار وتؤدى لضعف شديد بالنظر كما تصيب هذه التغيرات أطراف الشبكية ويؤدى ذلك لحدوث أنزفة بالشبكية والجسم الزجاجى تنتهى بتليفات مؤدية لانفصال شبكى بالمراحل المتقدمة وينتج ذلك عن الإهمال المتراكم فى ضبط السكر بمعدلاته الطبيعية على مدار سنين للإصابة بالسكر، مما يؤدى لحدوث ضعف فى جدار الأوعية الدموية وحدوث المضاعفات المذكورة ومن أهم أسباب الوقاية من هذه المضاعفات الحفاظ على مستوى السكر بالدم بمعدلاته الطبيعية خاصة السكر بعد الأكل والذى يجب أن تكون قياساته عن 200 ملى جرام لكل ملى لتر كما يستوجب الفحص الدورى لمرضى السكر من النوع الثانى سنويا مع فحص شبكية العين لمرضى السكر سنويا ويتواكب أيضا علاج ضغط الدم والامتناع عن التدخين وبممارسة الرياضة والحفظ على انتظام وجبات الأكل مع أخذ العلاج المناسب والمتابعة الطبية المستمرة وفى حالات ارتشاح مركز الإبصار والتى تعتبر من أهم أسباب ضعف النظر لمرضى السكر فإنه يتوجب فى هذه الحالات عمل أشعة بالصبغة على مركز الإبصار لمعرفة نوع الارتشاحات وكذلك عمل أشعة مقطعية على العين لتحديد سمك الشبكية فى هذه الحالات ويتمثل العلاج التقليدى فى عمل جلسة ليزر أو أكثر لعلاج هذه النقاط الضعيفة فى شبكية الأوعية الدموية وعكس الحالة المرضية للحفاظ على مستوى النظر ومنع تدهوره وقد استجد فى السنوات الأخيرة وسيلة مستحدثة لعلاج الارتشاحات تتمثل فى حقن مواد علاجية داخل العين يصاحبها تحسن مؤقت فى مستوى الارتشاحات وتحسن النظر ويعيب على هذه الطريقة الاحتياج لتكرار الحقن عددا كبيرا من المرات وقد ناقش مؤتمر الجمعية الأوربية لجراحات الشبكية الطرق المختلفة لعلاج ارتشاحات الشبكية السكرية المزمنة المقاومة للعلاج التقليدى الليزر أو الحقن وتبين عن طريق علاج ومتابعة ما يقرب من 1000حالة مقدمة من 40 جراحا يمثلون 30 دولة أن جراحات إزالة الجسم الزجاجى والطبقة الداخلية الدقيقة المبطنة للشبكية مما يعطى أفضل النتائج من حيث تحسن النظر واستقراره على المدى البعيد مما يعتبر إضافة جديدة فى مفهوم علاج الارتشاحات المتكررة للشبكية غير المستجيبة للعلاج الدوائى أو الليزر وينصح سعد باستخدام جراحات الشبكية الدقيقة لعلاج هذه المشكلة عند المرضى المصابين بارتشاحات مركز الإبصار الناتجة عن السكر دون خوف حيث تطورت جراحات الشبكية لتصبح آمنة دون استخدام أى خيوط جراحية وبمخدر موضعى لا يتعدى زمن الجراحة 40 دقيقة لتنتهى المشكلة.
