ليه تشترى الصينى المقلد وأنت عندك الأصلى اليدوى بنقوشه الساحرة التى تحكى تاريخك بأيد مصرية تعرف معنى ومغزى الكلمات التى تقوم بنقشها، وليد درديرى صاحب ورشة لتصنيع ونقش النحاس بشارع المعز هو ما يقول ذلك، ويطلب من كل البسطاء قبل الأغنياء أن يقتنوا فى بيوتهم شيئا يعبر عن ثقافتهم الأصيلة وتاريخهم حتى لا تختفى الصنعة الأصيلة مع وجود التقليد الذى يمثله درديرى بالوردة البلاستيكية. يقول وليد البسطاء أيضا لهم أحلامهم فى هنا فرش وتجهيز بيوتهم على أعلى الطرز والمستويات، وهذا ما توفره لهم الورش المقامة هنا فى شارع المعز بوسط القاهرة الإسلامية والشارع الذى يحتوى على 33 أثرا عالميا، الورش هنا توفر المنتجات بأسعار معتدلة بدلا من الشراء من محال الأثاث والمفروشات والديكورات لشراء أحدث الوحدات الديكورية والنجف النحاس ووحدات الإضاءة، والأبليكات التراثية بشكل حديث ومعاصر. ويشير أجمل ما فى هذه القطع أنها صناعة يدوية على يد حرفيين مصريين يحترفون تشكيل النحاس والكتابة عليه كما يرغب الزبون، كما أنها تبدو قديمة وتميل للتراث ولكنها فى حقيقة الأمر أنها تشكيلات جديدة دخلت الأسواق منذ خمس أو ست سنوات لا أكثر، لتضيف على أجواء البيت المصرى الجمع بين طرازين مختلفين الحديث والقديم. ويستكمل درديرى طبقة المثقفين الراقية هى أكثر تقديرا لقيمة هذا الشغل ولكن فى الوقت ذاته الطبقة العادية البسيطة التى يتميز أبناؤها ببعض الذوق الرفيع أنهم أيضا يقدرون قيمة هذه الأشياء الثمينة. كما أن السائح الأجنبى عندما يأتى ويعلق وليد - أن قدوم السائحين المتقطع وغير الدائم يجعل نسبة المبيعات تتراجع بنسبة 60% لأنها بعدما كانت 80% وصلت ل20% - فعند مجىء السائح تجذب النجف والأبليكات نظره وكأنها قطع أثرية لم يصادف وأن رآها من قبل. ويختم وليد حديثه لليوم السابع بشكواه من التدخل الصينى فى كافة المجالات حتى أن وصل للتصميمات المصرية الأصيلة وإن كانت الصين لا يمكنها إنتاج مصنوعات على درجة نقاء وقيمة المشغولات اليدوية المصرية، كما يؤرقه أيضا بعض المضاربات التى تحدث من ورش أخرى تقلد نفس شغله ولكن بجودة أقل وهذا الشغل أيضا يكون صاجا وليس نحاسا.