تمثل الحرف اليدوية أحد الروافد المهمة للابداع الشعبي المصري علي مر التاريخ؛ لكن للأسف الشديد فان هذه الحرف أصبحت مهددة بالانقراض. هذه الحرف التي أبدع فيها فنانون مصريون ونقلوها لأبنائهم لكي يحافظوا على أصل كل مهنة وأسرارها، ولكن يعاني الآن أبناء الجيل الثالث من أصحاب هذه المهن من عدة مشكلات تهدد وجودهم وإستمرار فنهم وحرفتهم ففي "حي مرجوش" بالحسين ورشة نقش نحاس يملكها رجل يدعى "عزت أمين" 51 عام جالس في الورشة وحده وعلى صوت السيدة أم كلثوم ينقش على النحاس، ويعمل عم عزت منذ 30 عام في هذا المجال ينميه ويبدع فيه. تحدث عم عزت عن أهم المشكلات التي تواجهه وهي قلة عدد السياح من بعد الثورة من يناير وأشار أن أعمالهم لا يشتريها إلا السياح في مواسم معينة، وبسبب عدم تواجدهم بعد الثورة، أغلق عدد كبير من الورش ومصانع النحاس. وأشارالي أن المصريين لا يبتاعون قطعهم الفنية من النحاس لارتفاع أسعارها بسبب الوقت والمجهود الذي يبذل حتى تخرج هذه التحف إلى النور، فتمر بمراحل عديدة شراء النحاس وإرساله للدقاق وبعد ذلك القرشجي لطلاءه ثم يقوم هو بالنقش عليه فأقل قطعة تصل ل100 جنيه وفي ربع السلحدار ورشة قديمة يمتلكها أولاد محمد وهم عائلة كبيرة تعمل في النحاس منذ أكثر من 40 عام، واشتكى أحد العمال هناك من الغزو الصيني للسوق المصري، وتصنيعها لكثير من أعمالهم ويبيعونها بسعر أقل لأنها مقلدة، وأشار أيضا إلى تراجع السياحة وقلة عدد السياح تسبب في تسريح عدد كبير من العمال وإغلاق العديد من المصانع، واقترح حلا لهذه المشكلة وهو إغلاق باب إستيراد الأعمال اليدوية الخاصة بهم من الصين حتى تظهر أعمالهم وتعود كما كانت مع توفير الأمن لعودة السياح، وختم كلامه بأنه غيور على مهنته ويريد أن ترتقي كما كانت وتعود لوضعها العريق عالميا. أما أحمد 30 عاما فأشارالى أن أكبر المشكلات التي تواجه حرفته هي قلة عدد السياح في الفترة الأخيرة، وإرتفاع أسعار الخامات وخاصة الأوكسير وهو خاص بتلوين الزجاج. وأضاف أن نسبة المترددين لشراء منتجاته لا تتعددى 2% وأن عدد مصانع الزجاج قبل الثورة كانت 7 مصانع أصبحت بعد الثورة 3 مصانع فقط لعدم قدرتها على التكاليف وأكد أن مهنة نفخ الزجاج وتشكيله كانت تضم رجال ونساء ولكنه كان مطمئن أن الأوضاع ستعود كما كانت وقال "السوق المصري يمرض ولا يموت". كما يوجد أقدم مصانع الزجاج في مصر مصنع حسين عبد الروؤف، أنشأ عام 1960 وتحدث أحد أبناؤه وهو حسام عبد الرؤوف عن أكبر المشكلات التي تواجه مهنة نفخ الزجاج هي كساد السياحة، وقلة عدد العاملين بالحرفة وأشار أنه لم يعد هناك سوى عائلتين كبار يعملون بها، لأن المنتجات الصينية ملأت السوق بأسعار منخفضة ولم يعد هناك مكان للبضائع اليدوية الأصلية، وقال إنهم يصنعون أشياء فريدة كالمشكاة والنجف والزجاج المعشق، وزجاج مرسوم وملون وأشار أنهم يستطيعون أن يتحملوا الأوضاع الراهنة حتى تعود الأوضاع كما كانت، ولكن مشكلتهم في الضرائب التي لا تراعي عدم وجود حركة بيع وشراء، ويفرضون الضرائب الباهظة ففرضت على إحدى محلاتهم التجارية 50 ألف جنيها وهذا مبلغ لا يستطيعون دفعه مع الظروف الإقتصادية الحالية، وطلب مراعاة ظروفهم حتى يستمروا في الحرفة ولا يتركوها كما فعل كثير غيرهم.