تتطلع مصر إلى مستقبل أفضل بعد ثورة 25 يناير التى منحت المصريين حق تنفس عبير الديمقراطية، كما ذكّرتهم بضرورة الاهتمام بتراثهم الذى يمتد عبر حضارة تضرب بجذورها فى التاريخ إلى أكثر من 7 آلاف سنة، إذ عانى الحرفيون من إهمال كبير، مما أنذر باندثار عدد من المهن التراثيةوالحرف الأصيلة التى تمثل تراثا شعبيا مهما بمثابة ذاكرة للتاريخ. وقد أطلقت د. عائشة تكر مدير مركز الفنون الشعبية سابقا الدعوة إلى مشروع قومى للحفاظ على التراث والحرف الشعبية وحمايتها من الانقراض فى ظل عدد من العراقيل، مطالبة بإنشاء صندوق يتبع مجلس الوزراء لتمويل هذه الحرف، مشيرا إلى أن المشروع سوف يسهم فى حل مشاكل هذه الصناعات ويقلل من نسبة البطالة بين الشباب، وسيكون دعامة لتعافى الاقتصاد المصرى، لافتة إلى أن «مصر الثورة» تستحق مشروعا ثقافيا ضخما يتواكب مع المرحلة الراهنة ليكون تتويجا لما حققه الشباب بتفجير ثورة 25 يناير التى غيرت تاريخ مصر.وحول رأيه فى هذه القضية. يقول شريف محمد عوض باحث ميدانى إن الحرف هى الركيزة الرئيسية للصناعات منذ القدم، فكان العمال فى مصر القديمة نوعين، عمال غير مهرة والحرفيين المهرة، فالعمال غير المهرة هم الفلاحون الذين عملوا فى مجموعات كبيرة لإنجاز المشاريع الكبيرة وهم غالبا كانوا يعملون لحساب الحكومة خلال موسم الفيضان، أما النوع الثانى فهم الحرفيون المهرة الذين يعملون على مدار السنة فى حرفهم مثل النحاتين والصاغة والرسامين والنجارين والعقادين، وكانت القاهرة تقسّم جغرافيا من حيث الحرفة فوجدت حارة الصنادقية والمغربلين والنحاسين والصاغة والفوالين. ويضيف عوض أن الصناعات الحرفية انتشرت فى جميع أنحاء مصر، لأن هذه الصناعات تعتمد على المواد المتوافرة فى البيئة المحلية، كالنخيل ومنتجاته والأخشاب وصناعاتها المختلفة، أما فى البيئة الزراعية والصحراوية، فنجد صناعة المنتجات الحيوانية كالوبر والصوف والشعر والجلود المتوافرة من الجمال والأغنام والأبقار والأحجار والطين، أما المعادن النفيسة فتخرج من المناطق الغنية بالثروة المعدنية مثل النحاس والذهب والحديد والفضة والقصدير وغيرها، وقد تميزت هذه الصناعات بالدقة والابتكار والكفاءة والمستوى الجمالى المرتفع. ويرى د. محمد حسين باحث فى المركز القومى للفنون الشعبية أن عدم الاهتمام بقطاع الصناعات الحرفية بصفته قطاعا اقتصاديا لسنوات كثيرة يرجع إلى الاقتصار على التعامل مع هذا القطاع من وجهة نظر اجتماعية محضة جعلت منه قطاعا لا يلزمه سوى بعض الدعم والمساعدة دون الارتكاز على أية سياسة تنموية أو إنعاشية مما فوت على الحرفيين فرص التطور والمساهمة، بالإضافة إلى النظرة الاجتماعية التى برزت على مختلف المستويات حتى الإعلام الذى اعتبر هذه الصناعات مجرد تقليد ونقل، وأصبح مفهوم الصناعات الحرفية التقليدية يوازى فى ذاكرة الشعب كل ما هو قديم وعقيم وغير قابل للتطور. هذا بجانب سياسة الاتكال على الدولة التى لازمت ذهن الصانع والحرفى التقليدى وهو ما انعكس سلبا على هذا القطاع، ومن هنا تقلصت هذه الصناعات. ويشير د. محمد حسين إلى أن هذه الصناعات إذا ما استثمرت بشكل جيد فيمكن أن تصبح فى المستقبل القريب مصدرا أساسيا للدخل القومى لمصر مثل جزر مورانو وبورانو التى اشتهرت بصناعة الزجاج اليدوى والتى تشكل أكبر استثمار فى البندقية. ويقول د. حسين إن المنظمات الدولية والإقليمية كالمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والمنظمة الإسلامية (الإراسيسكو) والمنظمة العربية (الالكسو) ومنظمة العمل الدولية تهتم اهتماما كبيرا بهذه الصناعات والحرف. وقد حددت هذه المنظمات الأبعاد الأساسية لهذه الحرف.. أولها البعد التاريخى: باعتبارها محصلة للتفاعل التاريخى للحضارات والأقوام التى استوطنت البلاد عبر التاريخ السحيق. ثانيها البعد الثقافى: باعتبارها انعكاسا للمكون الثقافى والبيئى والروحى والحضارى للشعب بمختلف مؤتمراته. ثالثها البعد الاجتماعى: باعتباره هذه المهن متوارثة وتتجاوز الأفراد إلى الأسر ويمكن أن يشارك فيها كبار السن والمعاقون. رابعها وأهمها البعد الاقتصادى: حيث تعد بعض الحرف مصدرا للدخل لدى المجتمعات القروية والصحراوية وتوفير فرص العمل فى هذا القطاع، كما يمكن ارتباطها ارتباطا وثيقا بالسياحة والترويج لهذه الصناعات مثل صناعات خان الخليلى وصناعة الزجاج والخيامية والعقادة وهو ما يعد بعدا جديدا. وتعنى الحرفة المهارة أو القيام بشىء ما بحرفية ودقة، فيقول أحمد عبد العال أحد الحرفيين إن الصناعات الحرفية أقدم أشكال الصناعة، حيث كان الصناع وأرباب الحرف (الحدادون، النجارون، النساجون، النحاسون) يعملون فى حوانيت صغيرة وكان يساعدهم عدد من الصبية والعمال المهرة، وارتبطت هذه الصناعات بالمناطق الحضرية معتمدة فى ذلك على قوة العمل أكثر من قوة رأس المال، بالإضافة إلى الخبرة الفنية أو المهارات التقليدية لدى العامل، ومع قلة رأس المال ودقة الصانع تضيف إلى الحرفة طابعا مميزا تفوق فيه قيمة المواد الخام مثل منتجات خان الخليلى وصياغة الذهب وحفر الصاج والنحاس المنقوش والتطعيم بالصدف، كما أن حرفة النقش على المعادن والخشب تعتبر من الصناعات التقليدية المهمة والمطلوبة خاصة فى صناعة الأثاث. أنواع الحرف يقول سعد الخادم مؤلف كتاب «الصناعات الشعبية فى مصر» إن الصناعات الحرفية تمتد جذورها فى مصر إلى عصور قديمة واشتهر الصانع والحرفى المصرى منذ عهد القدماء المصريين مرورا بالعهد الرومانى ثم الإسلامى ومن أمثلة هذه الصناعات التى برع فيها الصانع المصرى، صناعات النسيج والتطريز والحياكة والدباغة وكانت المرأة المصرية ماهرة فى هذه الحرفة، ثم بعد ذلك النجارة والخراطة وصناعة الفخار والزجاج والحصير والسلال، وقد احتفظت هذه الصناعات بطابعها التقليدى، وقد ساعد على ذلك أسلوب التنظيم الذى كان سائدا فى العصر الفاطمى وهو أسلوب نظام «الطوائف الحرفية». ويشرح المؤلف فى كتابه «الصناعات الشعبية فى مصر» أنواع الصناعات، حيث كانت صناعة الغزل منتشرة فى القرى والنسيج فى الحضر كالقاهرة ودمياط، كما أبدع المصريون فى العصور الوسطى أيام الدولة العباسية فى الصناعات الحرفية خاصة فى صناعة الأخشاب والمعادن والنسيج والخزف والزجاج والتطعيم بالصدف والعاج والتطريز وصناعة المنابر، وأيضا كان فى القاهرة أكبر المراكز الصناعية، فصناع القاهرة تجمعهم أحياء يختص كل منهم بلون من الحرف، فكان سوق الجمالية يجمع صناع وتجار التبغ والعاج. وسوق العقادين يجمع صناع التطريز والسكرية تجمع صناع وتجار الفاكهة المجففة. والسروجية تجمع صناع السروج والبرادع والأحذية، وأيضا المحلة الكبرى برزت فيها صناعة النسيج واشتهرت رشيد بصناعة الأقفاص والمقاطف. وقنا بصناعة القلل والآنية الفخارية، واشتهرت أسوان والفيوم بصناعة السلال والحصر، فى حين اشتهرت أسيوط بأعمال التجارة وبتوزيع الصناعات الحرفية واليدوية على العواصم والأقاليم تأتى القاهرة فى المرتبة الأولى وتحتل النصيب الأكبر من الأنشطة الاقتصادية للصناعات الحرفية والصغيرة التى تتجاوز أحيانا 75% من عدد المنشآت. أما الصناعات الغذائية والمشروبات والتبغ فيستحوذ عليها إقليم وسط الدلتا على النصيب الأكبر بنسبة 18.79%. ثم تأتى الإسكندرية بنسبة 12.48%، ثم جنوب الصعيد بنسبة 11.5%، أما صناعة الأخشاب والأثاث فيستحوذ إقليمالقاهرة الكبرى، والدلتا بنسبة 85.25% والأحذية والمصنوعات الجلدية فى القاهرةوالإسكندرية والدلتا وقناة السويس بنسبة 78%. وعن أهم الصناعات الحرفية التى أسهمت فى تنمية المجتمع المحلى، يذكر د. حنا نعيم بأكاديمية الفنون الشعبية والخبير فى العمارة الشعبية أن مركز أخميم اشتهر بصناعة النسيج وكانت تتم زراعة 14 ألفا و104 أفدنة بالقطن لخدمة هذه الصناعة، وقد عرفت أخميم قديما كأهم مركز لصناعة النسيج، حيث تعد حرفة غزل ونسيج وصباغة الكتان والقطن والحرير بالنول اليدوى من أقدم الحرف وكان عدد الأنوال بأخميم حوالى 5000 نول وتعمل الأسرة كاملة فى هذا المجال بمعدل نول لكل بيت تقريبا، وتشكل المرأة حوالى 80% من العمالة المعاونة من داخل الأسرة، ويقسم العمل بين الزوج والزوجة والحماة والبنات، بينما يعمل الرجل أو أحد أبنائه على النول لما يتطلبه من جهد عضلى، وفى بعض الاحيان تعمل المرأة على النول، بالإضافة إلى أعمالها المعاونة وهى عبارة عن لضم النول، الصباغة، العمل على الحويل والدولاب اشغال الإبرة والشراشيب للشيلان المصنعة، قص البرسل ومعالجة عيوب التصنيع قص النسيج حسب المقاسات المطلوبة للتصنيع، إعداد منتجات للبيع مثل الكونجرتات والمفارش، وقامت على صناعة النول صناعات مكملة لصناعة النسيج صناعة المكوك أبو عجل، وصناعة المشط النول وصناعة المواجيرا الفخارية المستخدمة فى الصباغة والتجارة مثل تجارة الاقطان والأصابغ وتجارة وصناعة الكليم الأخميمى. معوقات الإنتاج ويضيف د. حنا نعيم أن النسيج الأخميمى اليدوى يعد من أهم الصناعات ذات السمعة العالمية والمحلية، ومن أقدم الحرف بالتاريخ، أما الآن فأغلب العاملين فى مجال النسيج يعترفون بتدهور الصناعة منذ السبعينات بسبب هجرة العمال المهرة وتحولهم عن الصنعة وبخاصة فى فترة الخصخصة وإغلاق مصانع الغزل، حيث تم تحسين أوضاع بعض العاملين باسكانهم فى مساكن حديثة، وتسليمهم أنوالا متطورة دون تطوير المهنة مما أدى لتدهور الإنتاج وخرج الكثير من العمال المهرة من المصانع التى كانوا يعملون بها بغرض تسلم مساكن وأنوال يديرونها بأنفسهم، ويشير البعض إلى أن أخميم فقدت سمتها العالمية بعد أن قام البعض بتقليد الموتيفات الخاصة بضاعتهم وطرحها بخامات رديئة أو تسويق البعض لإنتاجهم تحت مسميات عائلات محترفة للمهنة، وهذا من جانب. أما الجانب الأخطر فهو عدم وجود جهة تتولى التوجيه بشأن التصميمات أو التحكيم. حيث يرى العاملون فى هذا المجال أن الغرض الأساسى من التحديث هو توفير العمالة عن طريق تحديث الآلات، وبالتالى تسريح عدد من العاملين فى المهنة، كما يرى البعض أن الأمور المخصصة للتحديث تصل إلى غير المستحقين علاوة على أن هذه الجهات تقوم بالدراسة دون تقديم العون والحلول. ويشير د. حنا إلى أن أغلب العاملين فى صناعة النسيج اليدوى يرون أن هذه المهنة سوف تنقرض بعد عشرين عاما بسبب عدم وجود عمال مهرة أو تدريب أو توارث للمهنة. حرفة العقادة من جانبها تشير إيمان عبد الحميد باحثة فى الحرف القليدية إلى أن حرفة العقادة هى الحرفة القائمة على تشكيل الخيوط الملونة من خلال العقد والبرم أو اللف، والضفر، والتدكيك، والتشبيك والنسج لإنتاج مشغولات زخرفية تستخدم كحليات للملابس والأثاث والستائر وهذه الخيوط تعتمد على الخامات القطنية والحريرية ولكن أصحاب هذه الحرف برعوا فى تنويع الإنتاج من أنواع العقادة سواء الشرائط الزخرفية أو الفرنشات أو الشرابات. وترجع جذور حرفة العقادة كما تقول الباحثة إلى العصور المصرية القديمة فالمصرى القديم استغل العقادة فى إنتاج أدوات لاغراض نفعية وأيضاً للزينة، وتلعب أيضاً دورا تزيين الملابس العسكرية وتزيين المركبات الملكية وتزيين الملابس الخاصة بالكنائس وكسوة الكعبة الشريفية وكسوة جمل المحمل وهودجه، وقد دخلت على هذه الحرفة طفرة غريبة للعقادة الأفرنجية، ( فهناك من يقول إنها من فرنسا أيو إيطاليا، وجاءت مصاحبة لفترة انتشار المفروشات والأثاث فى مصر على الطراز الأوروبى إبان الحكم الملكى. ويضيف محمد شعبان إن حرفة العقادة تنقسم إلى فرعين هما العقادة البلدية مختصة بعمل القبطان والشريط والزرار وتستخدم فى الملابس والعقادة الافرنجية المختصة بعمل المفروشات والستائر والخداديات وجميع الديكورات وللعقادة ورش محددة تكاد تحمل ملامح المصانع بعد أن غلبت الميكنة على معظم مراحل التنفيذ، ومحال متخصصة تبيع منتجاتها (تجار التجزئة) وتعرف بدكاكين العقادة وهى متفرقة فى شارع الأزهر، ويتركز معظمها فى نهاية الموسكى ناحية الحسين ولكن أيضاً للعقادة دكاكين فى جميع أنحاء المحروسة لأهميتها فى تزيين الملابس والمفروشات والستائر. ويقول محمد شعبان إن حرفة العقادة تعانى من مشكلات كثيرة قد تؤدى إلى تقلص وجودها رغم أهميتها وإمكانية أن تلعب دوراً فى خلق آفاق عمل جديدة بفتح نوافذ للتصدير من خلال ايجاد وأشكال جديدة، وأهم هذه المشاكل كما حددها محمد تاجر تجزئة هى قلة الحرفيين نظراً لعدم صبية فى هذه المهنة، وبالتالى توقفت عجلة التطور الطبيعية من صبى إلى صنايعى مستمر به إلى انطى وعدم توريث الحرفة من الآباء للأبناء إلا فى حالة امتلاك ورشة أو مصنع، وبذلك لا يوجد مجال لفتح ورش جديدة والسبب الآخر استيراد المواد الخام الرخيصة الثمن، الأمر الذى أدى إلى الاستغناء عن 50 % من مراحل التصنيع،و بالتالى توقف الكثير من الماكينات، فضلاً عن عدم وجود مصابغ متخصصة لهذا النوع من الخيوط وعدم وجود أيضاً الصبغات المحلية الجيدة التى تؤثر على المنتج عند تعرضه للمنظفات العصرية، ويأمل أصحاب الورش فى توفير الخام المحلى كما كان الحال فى السابق خصوصاً بعد إغلاق شركة مصر للحرير الصناعى والتى كانت تلبى الاحتياجات من المواد الخام، لذا أصبح اللجوء إلى الخام المستورد أمرا حتميا كذلك لم يعد الحرير الطبيعى متوافراً مثلما كان فى قرية (جرونان) بالمنوفية والتى كانت تقوم بإنتاج الحرير، ولذلك تم اللجوء إلى الاستيراد وهو ما يمثل مشكلة كبرى لأصحاب الورش لأنه كما يقول أحدهم المستورد يتحكم فينا من حيث السعر واللون وحجم الشراء والوقت أيضاً لأنه عند الاستيراد لابد من الشراء للسنة كلها 5 أو 6 أطنان، فإذا وجد الخام المصرى فإننا سنشترى ما نحتاج إليه وهذا يعنى أنه سيتبقى لدينا سيولة للعمالة وباقى مراحل المهنة. الصبر والمهارة وذكرت المصادر التاريخية لحرفة الخيامية أنها من أقدم الحرف التى ظهرت فى شارع المعز لدين الله ولاتزال حتى الآن ولكنها لم تستقر فى موقع واحد داخل هذا الشارع التاريخى الذى نشتم فيه عبق التاريخ، ولكل حرفة ومهنة لها جذور تاريخية أصيلة وشارع المعز المتخم بالدكاكين على الجانبين لذا نشهد ازدحام الناس وكما ذكر المقريزى أن الشارع أوله يعرف بقصبة رضوان ذات الحوانيت الكثيرة من الجانبين المختصة بعمل المداسات وبيعها ووسطه يعرف بالخيامة وآخره يعرف بالمغربلين، وأيضا كان يعرف هذا الشارع فى الأزمان القديمة بخط الموازين. ويقول عدوى الخيام صاحب أحد محلات الخيامية إن الخيامية من الفنون المصرية الأصيلة التى تميز بها المصرى وازدهرت هذه الحرف فى العصر الإسلامى حيث حرص العرب على التفنن فى زخرفة الخيمة العربية التى تعد أحد عناصر ثقافتهم، وذلك بوضع عدد من الرسومات والوحدات الزخرفية الملونة على الخيمة العربية. والحرفى الذى يشتغل بها يسمى «الخيمى» أو الخيّام، فى البداية كانت تصنع الخيام والسرداقات البيضاء فقط، ثم بدأ الحرفيون فى تطوير حرفتهم فأدخلوا عليها عمليات التطريز والتطعيم بالأقمشة الملونة، وبعض الرسومات بقطع النسيج أو بالخياطة، بالإضافة لعمل بعض الأشكال المختلفة من المتكئات والمفارش والمعلقات. ويضيف عدوى أن أنواع الخيام تبعا للوظيفة أو حسب الفرصة فهى على النحو التالى: خيام الفراشة أى «الصيوان» وكما يطلق عليه اسم «الشادر» فى الأحياء الشعبية والمدن الصغيرة أو تستخدم فى إقامة الأفراح والمآتم والموالد الشعبية والمناسبات الدينية مثل ليالى الذكر والحضرات الصوفية، أو عمل توسعات لبعض المحلات فى شهر رمضان أو هناك أيضاً خيام الكشافة وهى مصنوعة من القلع البلدى، وخيام العسكريين ليستخدمها الجنود فى الصحراء وهى ذات مواصفات محددة وألوان محددة أيضاً. وخيام العزل الصحى، وخيام الحجاج والأعلام والبيارق وكساوى الأضرحة والمعلقات الحائطية. تطوير وتجديد ويضيف العدوى: شهدت هذه الحرفة الكثير من التغيرات يأتى فى مقدمتها المنتج الخيمى نفسه فقد بدأنا نحن الخيامية ننتج قطعا جديدة مثل حقائب السفارى وشماسى البحر وأغطية السيارات من قماش الخيام فضلا عن حقائب اليد والصديرى العربى وأغطية الرأس وأحزمة ومفارش الأسّرة وكلها تحمل رسومات للزينة، ودخلت الماكينات الجديدة إلى سوق الخيامية مما أدى لظهور تصميمات وألوان جديدة، أما الجديد فى الحرفة فإن النساء دخلن بقوة ويعملن فى المنازل. ويؤكد جميع الحرفيين أن قطاع الصناعات الحرفية التقليدية يعانى من عدم كفاية الخدمات التسويقية وكفاءتها محلياً وخارجيا على السواء، وذلك بسبب المنافسة الشديدة التى يواجهها هذا القطاع من جانب الوحدات الكبرى فى القطاعين العام والخاص، بالإضافة للسلع المستوردة التى يمتلىء بها السوق، وعدم وجود منافذ توزيع كافية لتصريف المنتجات الأمر الذى اضطر صغار التجار إلى الوقوع ضحايا لاستغلال تجار الجملة والوسطاء مع عدم وجود دراسات تسويقية حول احتياجات السوق من الإنتاج المحلى. ويؤكد محمد حسن أحد أصحاب هذه الورش الصغيرة أن هذا القطاع يواجه تحديات كثيرة منها عدم تطوير بعض هذه الحرف وتطوير وتحديث وسائل الإنتاج، وهبوط جودة الخامات وعدم توافرها وللتغلب على هذه التحديات يجب الإيمان بأهمية تلك الحرف فى عملية التنمية باعتبار أنها تساعد اقتصاديا فى حل مشكلات كثيرة، لذلك وجب التخلص من المشكلات الإدارية والبيروقراطية التى تقف حائلا دون نمو وتقدم هذه الحرف.