فى البيوت المصرية الآن «لا صوت يعلو فوق صوت مصروفات الدراسة»، ولن تجد رب أسرة بعيدا عن النخبة المنشغلة بالدستور والانتخابات المنتظرة والتحالفات السياسية، إلا ويتحدث عن نار الأسعار التى تلهب ظهره، كما لن تجد ربة منزل تحادث جارتها إلا عن «اسمها» الذى ترتقب الحصول عليه فى «جمعية» دخلت فيها مع اليوم الأخير من العام الدراسى الماضى ورتبت نفسها للحصول عليه مع بدء دفع مصروفات العام الجديد وشراء ملابس المدارس ومستلزماتها من كشاكيل وكراريس وأقلام وغيرها. أولياء الأمور يؤكدون أن ميزانية الأسرة لم تعد تتحمل الأعباء الثقيلة لتلك المتطلبات، التى تشهد سنويا زيادة غير طبيعية فى أسعارها، ويقول صالح درملى «موظف»، إن لديه 4 أبناء جميعهم فى المرحلة الابتدائية، وإن مستلزماتهم تحتاج إلى أكثر من 3 آلاف جنيه، مضيفا أنه قام بجولة فى عدد من المحال قبل عملية الشراء، حيث وجد فيها تفاوتا كبيرا فى الأسعار، على الرغم من أن المنتج واحد فى جميع المحال والتى تعتمد على المستورد من الصين، موضحا أن ثمن الحقيبة المدرسية يختلف من محل لآخر، ويتفاوت ما بين 45 جنيها و160 جنيها. جاب الله أب ل«6» طلاب فى مراحل دراسية مختلفة، يشير إلى أن معاناة شراء مستلزمات المدرسة لا تنتهى بل تستمر طيلة العام الدراسى، فما يتم شراؤه فى أول العام تنتهى صلاحيته مع بداية النصف الثانى، أما منى قطب «ربة بيت» فإن خبرتها السنوية مع المستلزمات المدرسية جعلت منها خبيرة فى حساب نسبة الزيادة فى أسعارها، حيث تشير إلى أن أسعار «الكشاكيل» ارتفعت بنسبة %25، فيما ارتفعت أسعار الأدوات البسيطة من «أقلام وأستيكة ومساطر» لتصل إلى %10، وارتفعت أسعار الزى المدرسى إلى الضعف، بينما ارتفعت أسعار الحقائب بنسب «25 - 50٪» عن الأعوام السابقة، وتلفت إلى أن سعر الحذاء ارتفع من 40 جنيها فى العام الماضى ووصل إلى 110 جنيهات هذا العام. وبدورها تقول أم أحمد «موظفة» إنها أنفقت حتى الآن ما يزيد عن 2500 جنيه فقط على مستلزمات المدارس لأبنائها، مشيرة إلى أنها اشترت ثلاث حقائب من النوعية الجيدة العادية وليست الفاخرة بمبلغ 700 جنيه، كما كلفها شراء أحذية رياضية لأولادها مبلغ 600 جنيه، بالإضافة إلى الأحذية اليومية وهى مكلفة أيضا، ولا تقل قيمة الواحد منها عن 100 جنيه، فضلا على الزى المدرسى الذى يكلف أكثر من 300 جنيه. حملنا هموم الأسرة المصرية إلى رئيس قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم الدكتور رضا مسعد الذى أكد لنا أن ميزانية التعليم لهذا العام وصلت إلى 49 مليار جنيه، يتم صرف 45 مليار منها على مرتبات مليونى مدرس فى جميع المحافظات، على عكس العام الماضى الذى وصلت ميزانيته إلى 45 مليار جنيه فقط، مشيرا إلى أنه لا توجد قيود مالية أمام أولياء الأمور لاستلام الكتب. وشدد مسعد على أنه لا توجد زيادة فى المصروفات الدراسية، حيث يقوم طلاب المرحلة الابتدائية بتسديد 40 جنيها، والإعدادية 50 جنيها، والثانوية 60 جنيها، واصفا لجوء الطلاب والأسر إلى الكتب الخارجية بأنه أشبه باللجوء إلى وجبات «التيك أواى» التى يفضلها «الطالب الكسول» للحصول على وجبة سريعة لا طعم لها، دون البحث عن المعلومة الوافية التى تساعده فى توسيع مداركه بغض النظر عن المعلومة المختصرة التى يضعها فى ورقة الإجابة. وقال مسعد إن جميع مدارس الجمهورية مستعدة لاستقبال الطلاب باستثناء بعض المدارس التى تحيط بها القمامة، وخاصة محافظتى القاهرة والجيزة، موضحا أنه تم وقف جميع الإجازات للمدرسين والتى شملت «السنوية والندب» استعدادا لبدء العام الدراسى.