جاءت تصريحات الدكتورة مواهب أبو العزم رئيس جهاز شئون البيئة، عن اعتزام الوزارة إنشاء مدفنين صحيين للنفايات الخطرة فى السويس والعاشر من رمضان، لتفتح باب الجدل من جديد عن النفايات الخطرة، وطرحت السؤال الذى دائما يجيب عنه المسئولون فى وزارة البيئة، ولا يتوقف الرأى العام عن طرحه من وقت لآخر من عام إلى آخر، وهو هل الحكومة المصرية تسمح باستخدام أراضيها لدفن النفايات الخطرة لبعض الدول الأجنبية؟ نفى المستشار عبد العزيز الجندى عضو مجلس إدارة جهاز شئون البيئة بالإسكندرية، سماح الحكومة المصرية باستخدام أراضيها لدفن النفايات الخطرة لبعض الدول الأجنبية، مشيراً إلى أن المادة 32 من قانون البيئة تحظر بشكل قاطع استيراد نفايات خطرة حتى السفن المحملة بمواد خطرة يحظر مرورها بالمياه الإقليمية. ويقول الجندى إن نص المادة "يحظر استيراد النفايات الخطرة أو السماح بدخولها أو مرورها فى أراضى جمهورية مصر العربية"، فالحكومة نفسها لا تستطيع الإقدام على هذا الفعل لأنه يعتبر جريمة، حيث تنص المادة 88 من قانون البيئة بأنه يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد عن 40 ألف جنيه. وأضاف الجندى، لا يوجد فى مصر سوى مدفن واحد فى الإسكندرية مخصص لدفن النفايات الخطرة، وهذا ينفى إمكانية استيراد نفايات من الخارج. ووصف الحديث المتكرر عن دفن بعض الدول لنفاياتها الخطرة فى مصر بأنها شائعات تجد من يصدقها فى ظل حالة الشك الدائم فى الحكومة، مضيفا "هناك بعض الأشخاص يهدفون إلى تشويه صورة الحكومة أمام الرأى العام". مخلفات المستشفيات الكثيرون يسمعون عن النفايات الخطرة لكنهم لا يعرفونها، وحسب التعريفات الصادرة عن وزارة البيئة، فإن النفايات الْخطرة هى التى تحتوى مواد قابلة للاشتعال أو التى تسبب التآكل أو تكون مشعة أو سامة، وتنتج معظم هذه النفايات من العمليات الصناعية ومن المستشفيات، ولكنها تنتج أيضاً من المواد الكيمائية المستعملة فى المنازل ومن المبيدات القديمة. ويرى خبراء البيئة أن أهم مواصفات المخلفات الخطرة، قابليتها للاشتعال، فهى مواد تحترق بسرعة مثل الدهانات ومزيلات الشحم، أو إصدار بخار سام عند مزجها بالماء أو تحت تأثير حرارة معين، ومنها مواد حارقة للعين والبشرة عند الاحتكاك، وقد تتسبب بالمرض أو حتى الموت عند استنشاقها أو امتصاصها مثل المواد التى تحتوى على تركيز مرتفع للمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق أو المبيدات. كما يشير خبراء البيئة إلى أن المستشفيات والمؤسسات الصحية من أهم مصادر النفايات الْخطرة، مثلها مثل صناعة المنتجات المعدنية وطلاء المعادن وصناعات المواد الكيمائية مثل الصابون والمنظفات ومستحضرات التجميل. وتنقسم النفايات الخطرة إلى عدة أنواع أهمها النفايات المعدية التى تحتوى على جراثيم معدية مثل مخلفات المعامل الفيروسية وحيوانات التجارب ونفايات مرضى العزل (الأمراض المعدية) ومخلفات حجرة الغسيل الكلوى وغرف العمليات من أقنعة وأغطية الأحذية وقفازات ومخلفات عيادات الأسنان من حقن وأكواب والغيارات الطبية الملوثة من شاش وقطن وأجهزة نقل الدم والجبس وبواقى الأدوات من النفايات الملوثة بسوائل جسم المريض وإفرازات المريض، وهناك النفايات الباثولوجية. كما يحذر خبراء البيئة من مخلفات غرف الولادة، وأهمها المشيمة والأعضاء البشرية والأنسجة البشرية والأورام المستأصلة والدم وسوائل الجسم، ومن المخلفات الخطرة الأدوات الحادة أو الثاقبة أو الخادشة للجلد، وهى التى تسبب جروحاً أو خدوشاً مثل السرنجات والمشارط وأجهزة المحاليل والزجاج المكسور، سواء كان ملوثاً أو لا، وأيضا الإمبولات والشرائح. بالإضافة إلى النفايات الكيمائية التى تحتوى على مواد غير مطابقة للمواصفات أو التى انتهت صلاحيتها، وتنقسم إلى المخلفات الدوائية، وهى النفايات الناجمة عن إنتاج وتحضير المنتجات الدوائية، بما فى ذلك المنتجات الدوائية غير المطابقة للمواصفات أو التى انتهت صلاحيتها. ومن النفايات الخطرة التى يحذر منها الخبراء الأدوية والعقاقير ذات التأثير على الجينات مثل أدوية علاج السرطان، وهناك النفايات الناشئة عن إنتاج وتركيب واستخدام المبيدات المنزلية ومبيدات الصحة العامة غير المطابقة للمواصفات، أو التى انتهت صلاحيتها، أو التى لا تناسب الاستخدام المقصود منها أصلاً. بالإضافة إلى النفايات التى تحتوى على عناصر ثقيلة، وهى شديدة السمية مثل الأدوات الطبية المكسورة وأجهزة قياس ضغط الدم التالفة وبقايا عمليات حشو الأسنان والبطاريات والأقطاب الكهربائية.