أكد المستشار الإعلامى المصرى لدى الصين أحمد سلام، أن الاستعدادات والاهتمام عالى المستوى بين الجانبين المصرى والصينى للتحضير لزيارة الرئيس محمد مرسى، فى أول زيارة له لدولة كبيرة مثل الصين، وما يتخللها من اهتمام إعلامى يسبق الزيارة، إضافة للعدد الكبير من وسائل الإعلام الصينية والمصرية والأجنبية الكبرى، التى سجلت نفسها لتغطية الفعاليات، يوضح الأهمية الخاصة للزيارة وخصوصية العلاقات بين مصر والصين، لتطوير وتصعيد العلاقات فى كافة المجالات إلى مستويات أرحب وأعلى، بشكل يجعل هذا التعاون فى مستوى يليق بعظمة وتاريخ ومكانة الدولتين الكبيرتين. وقال المستشار أحمد سلام - إن العلاقة الإعلامية بين مصر والصين ليست وليدة اللحظة، وإنما تضرب بجذورها منذ بداية العلاقات الثنائية بين البلدين فى وقت حرصت مصر أن تكون أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، مشيرا إلى أنه منذ هذا التوقيت والعلاقات فى تطور مستمر مستغلة التقدم المعرفى والتكنولوجى والكم الكبير من الوسائل الإعلامية الحديثة التى تحاول جاهدة أن تشارك وتدعم وتعزز هذا التعاون والصداقة ليس فقط على المستوى الإعلامى بل لخدمة القضايا والمجالات الأخرى التى تهم الدولتين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلى مستوى التبادلات الشعبية. وأشار إلى أن المؤسسات الإعلامية والصحفية المصرية والصينية تلعب دورا هاما فى تكوين الصورة الذهنية لمواطنى البلدين ودفع علاقات التعاون فى كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومنها مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة والثقافة، ومع السيولة والتدفق اللامحدود للمعلومات فى الفترة الأخيرة، يأتى أهمية وسائل الإعلام فى البلدين لتوفير رسالة إعلامية محترمة وصادقة تساعد البلدين فى تطوير وتعزيز علاقاتهما، بعيدا عن الصورة الإعلامية غير الدقيقة التى تحملها بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن البلدين، وهى صورة فيها كثير من المبالغة والتهويل . وأوضح المستشار الإعلامى المصرى لدى الصين أن التعاون بين مصر والصين إعلاميا يشهد له الكم الكبير من التعاون بين المؤسسات الإعلامية فى البلدين وما تبعها من إبرام بروتوكولات للتعاون الإعلامى مشتركة، كالتى تمت بين وزارتى الإعلام فى البلدين والهيئة المصرية العامة للاستعلامات، إضافة لاتفاقية التعاون بين الوكالتين الرسميتين فى كل من مصر والصين وهى، وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)، ووكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، إضافة للعدد الكبير من مراسلى وسائل الإعلام الصينية لدى مصر من شبكات تلفزيونية وصحف ومؤسسات إخبارية وإذاعية، وأيضا مكاتب إقليمية، جميعها يتابع الشأن المصرى والشأن فى الشرق الأوسط وتنقله بأمانة إلى المواطن الصينى. وأوضح المستشار الإعلامى المصرى لدى الصين أحمد سلام أنه لا شك أن دور المكتب الإعلامى بالصين اختلف اختلافا نوعيا وكيفيا فى وقتنا المعاصر عن دوره التقليدى السابق، حيث كان أهم ملامح هذا الاختلاف هو أن قضية الدبلوماسية العامة وتحسين الصورة، التى تهدف فى النهاية إلى خدمة قضية التنمية والاقتصاد، أصبحت على رأس سلم الأولويات لأى مكتب إعلامى مصرى حول العالم، وتلك القضية المحورية التى باتت كل دول العالم تدور فى فلكها ومدارتها المختلفة . وأضاف سلام أن المكتب الإعلامى المصرى بالصين، نظرا لقدرته النوعية على الاتصال والتفاعل بجميع وسائل الإعلام وبكافة شرائح المجتمع المؤثرة فى دولة المقر أصبح هو الأقدر على القيام بتلك المهمة، ليكون بمثابة بيت خبرة أو مكتب علاقات عامة يستخدم كل الأدوات والأساليب لرسم صورة إيجابية لمجمل مظاهر الحياة والمجتمع لمصر فى دولة المقر بأبعادها الحضارية والتاريخية والاقتصادية والثقافية والسياحية وإبراز منجزاتها الحديثة. وأكد المستشار أحمد سلام أن مصر والصين بكل ما يجمعهما من تراث حضارى وثقافى رصين ومسيرة تاريخية ناصعة وإرادة سياسية وشعبية لتعزيز العلاقات على ثقة من أن المستقبل يدخر لهما خيرا وفيرا ومزيدا من التلاقى لمواصلة رحلة عطائهما للبشرية، وخير دليل على ذلك هو قوة ومتانة العلاقات التى نشهدها حاليا والتى سوف تتوج بروابط أوثق وأعمق عقب زيارة الرئيس محمد مرسى للصين، التى تحظى باهتمام واسع من الجانبين على المستوى الرسمى والشعبى، إضافة للزخم الكبير الذى سيتخللها من لقاءات بين قادة الدولتين والوزراء والمسئولين فى الجانبين، إضافة لرجال الأعمال والاقتصاديين والمستثمرين فى مصر والصين واللذين سيبحثون فرص التعاون والشراكة لدفع المجالات الاقتصادية والاستثمارية فى البلدين تحقيقا لمبدأ المنافع المتبادلة التى تخدم الشعبين. وأشار إلى الدعم الصينى الذى تبديه الصين دائما لمصر تقديرا لمكانتها وثقلها ودورها سواء فى محيطها العربى والإقليمى بالشرق الأوسط، أو فى إطار منظمة المؤتمر الإسلامى، أو فى دائرتها الأفريقية، أو على مستوى العالم الثالث، الأمر الذى يؤكده البيان الرسمى الصينى الصادر بمناسبة زيارة الرئيس محمد مرسى للصين والذى شدد على أن الصين مستعدة وحريصة للعمل مع مصر من أجل تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجى الثنائى والارتقاء بها إلى مستوى جديد. وأشار المستشار الإعلامى المصرى لدى الصين أحمد سلام إلى العديد من المواقف التى تؤكد متانة وقوة العلاقات الصينية مع مصر، خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011، والدعم الصينى لرغبات الشعب المصرى وحقوقه فى التغيير والاستقرار، حيث حرصت بكين على ترتيب زيارات لعدد من الوفود الرسمية الصينية إلى مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير تمثلت فى زيارة نائب وزير الخارجية الصينى للقاهرة فى مارس الماضى، كما قام وزير خارجية الصين بزيارة إلى مصر فى مايو 2011. وعلى المستوى الاقتصادى زار نائب وزير التجارة الصينى مصر على رأس وفد ضم حوالى 20 من رؤساء كبريات المؤسسات المالية والاقتصادية والتجارية، وقال سلام إنه من الخطوات الإيجابية التى قامت بها الصين هى قيامها برفع الحظر على سفر السائحين من مواطنيها إلى عدد من المدن المصرية، وهى الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان. وأشار إلى أنه فى 15 نوفمبر عام 2011 تم افتتاح أول مكتب ثقافى مصرى بالصين، وفى مارس 2012، قام محمد كامل عمرو وزير الخارجية بزيارة رسمية للصين، هى الأولى لمسئول مصرى رفيع المستوى عقب ثورة "25 يناير"، وفى إطار التعاون الثنائى بين مصر والصين تم فى 30 مايو 2012 افتتاح مصنع أسمنت بمدينة العريش والذى تبلغ طاقته الإنتاجية 2ر3 مليون طن، والذى يمثل 7% من مجموع الناتج من صناعة الأسمنت المصرية. وأضاف المستشار أحمد سلام أنه فى يوليو عام 2012 شارك وزير الخارجية المصرى بمنتدى التعاون الصينى الأفريقى وقام مع نظيره الصينى بتسليم رئاسة المنتدى إلى دولة جنوب أفريقيا، حيث كانت مصر قد تولت رئاسته عام 2006، كما استضافت الاجتماع الوزارى الرابع فى شرم الشيخ فى نوفمبر 2009، والذى اعتمد "خطة عمل شرم الشيخ 2009/2012 " لتعزيز التعاون الصينى الأفريقى. يذكر أن المكتب الاعلامى المصرى قام بإعداد ملف معلومات شامل، للتعريف بتاريخ ومسار وتطور العلاقات المصرية - الصينية فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية والإعلامية. كما يتضمن الملف معلومات أساسية وإحصاءات حول الصين فى شتى المجالات بداية من التعريف بجمهورية الصين الشعبية ونظامها السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى والسياحى والإعلامى مرورا بالمعلومات الأساسية عن مراحل التعاون وتاريخ العلاقات بين البلدين، وذلك حتى يكون نوعا من الدليل الاسترشادى للمسئولين والاقتصاديين ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين، للتواصل مع نظرائهم فى الصين وتحقيق الاستفادة والنتائج المرجوة من زيارة الرئيس محمد مرسى للصين.