قال زافى مازيل، السفير الإسرائيلى السابق فى القاهرة، إن الجمعة أول اختبار حقيقى للإخوان، فأيا كان ما سيحدث يوم 24 أغسطس، لن يردعهم عن إقامة الدولة الدينية فى مصر.. وزعم أن مرسى قد يشكل ديكتاتورية جديدة بدلا من النظام السابق، بينما يواصل العالم بحثه عن علامات براجماتية. ويضيف مازيل فى مقاله بصحيفة جيروزاليم بوست، أنه بينما يصر العالم على البحث عن علامات البراجماتية فى الرئيس المصرى، فإن مرسى يتحرك للسيطرة على قواعد السلطة فى البلاد. وتابع، أنه بمجرد أن تخلص مرسى من الحرس القديم فى الجيش، ووضع رجاله، الضباط الذين على صلة بالإخوان المسلمين أو المعروفين بتعاطفهم.. ثم تحول إلى الإعلام الحكومى، ليعين رؤساء تحرير يخدمون مصالحه.. وها هو الآن مشغول بتعيين المحافظين. ويعمل مرسى بشكل منهجى على تبديل المناصب العليا فى الوزارات والمؤسسات الاقتصادية والثقافية، حيث تسعى جماعة الإخوان للسيطرة السريعة الشاملة على الدولة.. ويرى مراقبون أن نشر وحدات مسلحة للجيش المصرى فى سيناء هدفه إعلان السيادة المصرية فى مواجهة إسرائيل أكثر من القتال ضد الواقع الإرهابى المسيطر على المنطقة. وزعم مازيل أن صياغة دستور جديد هو هدف الجماعة القادم.. ورغم أن المحكمة الدستورية ستبت فى قضية حل الجمعية التأسيسية الحالية سبتمبر المقبل، نظرا لهيمنة الإسلاميين عليها، إلا أن السفير الإسرائيلى يزعم أنه وفقا لتسريبات عديدة فإنه يجرى وضع اللمسة النهائية للدستور، حيث تتفق جميع قوانينه مع أحكام الشريعة، وأنه سيتم تأسيس لجان خاصة لمراقبة الإعلام ومنع الانتقادات.. ويواصل أن هناك خططا لإنشاء لجنة حكماء إسلامية للإشراف على عملية سن القوانين وتفريغ سلطة البرلمان، الذى ينتخبه الشعب. وفيما كان مرسى حريصًا على تأكيد التزامه بتأسيس نظام حكم مدنى، بات من الواضح الآن أنه كان يعنى سلطة لا يحكمها الجيش وليس علمانية أو ليبرالية.. وما هو مؤكد أن الجماعة مازالت تعمل فى ظل ظروف من السرية القصوى، فمصادر تمويلها غير معروفة، وكذلك الكثير من أعضائها وليس من المعروف كيف تجند أتباعها أو كيفية صنع القرار.. هذا غير أن الجماعة لا وجود قانونى لها منذ أن صدر أمر بحلها رسميًا فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954. وحتى مع رحيل النظام فى فبراير 2011، لم ترغب الجماعة فى التقدم بطلب للاعتراف بها خشية من انكشاف أسرارها.. لكن مع وصول عضو بارز من الجماعة للرئاسة وسيطرتها على ما يقرب من 50% من البرلمان السابق وتوغلها فى الوزارات والإعلام، لم يعد من الممكن لها أن تظل فى الظل. ورغم إعلان مرسى استقالته عن الجماعة، فليس هناك شك من أنه يتلقى أوامره من مكتب الإرشاد.. وهو ما يجعل الناس يشعرون بعدم الارتياح وتزايد التوقعات بشأن ثورة جديدة.