أرجأ القضاء العسكرى التونسى إلى 30 أغسطس الجارى النظر فى دعوى قضائية أقامها الجنرال رشيد عمار قائد أركان الجيوش الثلاثة ضد أيوب المسعودى المستشار السابق للرئيس التونسى منصف المرزوقى لاتهامه عمار ب"خيانة الدولة". ومثل المسعودى الأربعاء طوال سبع ساعات أمام المحكمة العسكرية الدائمة فى العاصمة تونس للتحقيق معه فى تهمتى "تحقير الجيش والمس من هيبة المؤسسة العسكرية" و"نسبة أمور غير حقيقية إلى موظف عمومى". وتصل عقوبة التهمة الأولى إلى السجن ثلاث سنوات والثانية إلى السجن سنتين، وأصدرت السلطات التونسية فى 15 أغسطس الحالى قرارا بمنع المسعودى من السفر بدون إبلاغه بالقرار. وفى اليوم التالى منعت سلطات مطار تونسقرطاج الدولى المسعودى من السفر إلى فرنسا حيث تقيم عائلته، ورفع الجنرال رشيد عمار دعوى قضائية ضد المسعودى على خلفية تصريحات صحفية أدلى بها فى 15 يوليو الماضى إلى تليفزيون "التونسية" الخاص. واتهم المسعودى وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدى والجنرال عمار ب"خيانة الدولة" و"خيانة رئيس الجمهورية (المنصف المرزوقى) القائد الأعلى للقوات المسلحة"، بعدما أخفيا عنه نبأ ترحيل الحكومة فى 24 يونيو الماضى رئيس الوزراء الليبى الأسبق البغدادى المحمودى إلى ليبيا. وقال المسعودى، إن الزبيدى وعمار كانا على علم بتسليم الحكومة المحمودى إلى ليبيا، إلا أنهما لم يبلغا الرئيس التونسى الذى كان يزور جنوبتونس للاحتفال بعيد الجيش. وأضاف أن المرزوقى تنقل خلال زيارته فى مروحية عسكرية وقد رافقه الزبيدى وعمار خلال الزيارة من دون أن يبلغاه بالتسليم معتبرا ذلك "خيانة للدولة"، لافتا إلى أنه طالب الرئاسة بإقالة وزير الدفاع "الذى يخضع لسلطة رئيس الجمهورية". وقرر حمادى الجبالى، رئيس الحكومة التونسية وأمين عام حركة النهضة الإسلامية التى تقود الائتلاف الثلاثى الحاكم فى تونس، ترحيل البغدادى المحمودى بدون علم وموافقة المرزوقى الذى عارض ترحيله، مما فجر أزمة سياسية غير مسبوقة بين رئاستى الجمهورية والحكومة.