لم يكن أكثر المتفائلين بقدرات الرئيس المنتخب مرسى يتوقع أن يصدر قرارات 12 أغسطس المفاجئة والبطولية والثورية والانقلابية والاستباقية من وجهات نظر عديدة، فالثوار يعتبرون ما قام به الرئيس هو استكمال لثورة يناير والبدء بتقليص دور العسكر إلى حدوده الطبيعية وإنهاء حلمهم بدور يماثل عسكر تركيا فى مرحلة ما قبل أردوغان وهو كابوس لدى كل من يحلم بحكم مدنى مثل كل بلاد العالم المحترمة والمؤسسية، ومن جانب آخر اعتبره رجل الشارع بطلا لإقالته أكبر رأسين فى المؤسسة العسكرية بعد أسبوع واحد من كارثة الاعتداء على جنودنا فى سيناء، فهو الرئيس البطل الشجاع الذى ذهب لمقر الموقعة، وتناول الإفطار مع الجنود البسطاء أبناء الشعب، فهو فى نظرهم البسيط البطل الشجاع المنتقم لدم جنوده بإقالة من أهملوهم على الحدود، والدليل على ذلك أيضا إقالة رئيس المخابرات اللواء موافى، أما أصحاب التروى والتحليل السياسى فيرون أنها محاولة استباقية مشروعة ليوم 24 أغسطس. هناك الكثير ممن يخافون من سيطرة الإخوان على الدولة وتحويلها للإخوان المعسكرة أو الدولة العسكر المتأخونة خاصة أن الرئيس سيعلن عن حركة محافظين جديدة قريبا، وسيكون للإخوة وربما بعض الأخوات فيها دور كبير لزوم التقدمية وإرضاء الحركات النسائية، ناهيك عن بدء قبول طلبة الشرطة، وربما الحربية من المنتمين أسريا للإخوان، إذن الإخوان قادمون قادمون مدعمون بالرئيس وباقى مؤسسات الدولة، مدعومون بقوة طالما اتهموها بالتحيز ضدهم، وهى السلطة الرابعة الصحافة، حيث عين مجلس الشورى المهيمن علية إخوانيا عددا لا بأس به من رجال الإخوان أو المحسوبين عليهم أو المحبين لهم أو كما يقول بعض الخبثاء من المستعدين للتحول إخوانيا بعد أن كانوا يساريين أو ليبراليين!! لا يهم المصلحة فوق أى مبدأ أو فكر، لكن مصر فى حالة لا ترضى سوى الأعداء فقط، والرئيس خلق لنفسه ووزارته وجماعته أزمة بل أزمات! كيف؟ الآن انتهت نغمة أن الرجل مقيد اليدين لا يملك صلاحيات تؤهلة وتعينه على حل المشكلات، الرجل الآن له كل شىء وبيده كل شىء من التشريع للتنفيذ للأمن للتعليم لكل ما يحيط بشعبه طوال يومه، وللأسف كان أول اختبار لرئيس وزرائه أمام مشكلة الكهرباء مخزيا له وللرئيس الذى اختاره، حيث طالب الرجل الشعب بارتداء الملابس القطنية والتجمع فى غرفة واحدة لترشيد الكهرباء، وربما نسى وتلك مصيبة فى حد ذاتها، أن أغلب شعبة يسكن فى غرفتين وصالة وليس عندهم رفاهية ارتداء الحرير مثلا أو ماركات بيوت الأزياء العالمية، وإذا اشترى أحدهم مروحة صينى وليس تكييفا جلس يتباهى بها أيام ويعاير بها أم العيال ويحذر أطفاله من لمسها! السيد الرئيس مطالب بتحقيق أساس الملك وهو العدل، ولا ننسى أنه بقشش على زملائه فى الجامعة ب3.2 مليار جنيه بدلات، ورفع بدل المعيد لألف جنيه وثلاثة آلاف ونصف للأستاذ الجامعى شهريا فى ظل خزانة خاوية وعاجزة، ونسى أن يهب الفئات المطحونة نفحة من نفحاته! نسى المعلمين والأطباء والممرضين وغيرهم من مظلومى مصر، ماذا ستقول لهم اليوم سيدى الرئيس؟ ستقول لا أملك صلاحيات، لا فسيادتك تملك، ستقول الخزانة عاجزة، سيردون عليك إذن لماذا زدت فى عجزها؟، الثوار فى انتظار قرارات الإفراج عن نبلاء مصر من ثوار يناير، وليس فقط رجال الجهاد الذين أفرج عنهم الرئيس، المواطنون فى انتظار رئيسهم الذى يقول إنه لن ينام وفى شعبه مظلوم ومعظم شعبه مقهور ومظلوم! الرجل الآن فى مهمة صعبة للغاية وفقه الله وجعل بجواره من يعينه ويرشده للطريق القويم الذى حاد عنه الكثيرون ويتوق الشعب الآن لهذا المسلك القويم، أما الأمن فتلك معضلة أخرى أتناولها فى مقالة أخرى بإذن الله، متمنيا للسيد الرئيس التوفيق من كل قلبى فالرجل الآن بطل شعبى وثورى وملهم وشجاع وانقلابى فى نظر كل أطياف شعبه، أعانه الله وأعاننا فى مصر المحروسة.