ما عدد الشهداء اليوم منذ بداية الثورة وحتى الآن، وعدد العائلات التى بكت على ضحايها، وعدد المستشفيات التى فتحت أبوابها للمصابين وكم عدد مصاب دخلها حتى اليوم . أخشى أن تكون وزارة الصحة غافلة عن إحصاء وحصر عدد المصابين، وأخشى أن يتكاسل الميدان فى إحصاء قطرات الدم التى نزفت به، أخشى الغفلة! التى ربما تجعلنا نخطئ فيما بعد عن إتمام العد والإحصاء والتى تجعل الطرف الثالث يبدأ من جديد فى عمليات الإرهابية حتى يتم المليون شهيد. ميادين كثيرة أصيب البلاء أهلها، وسقط فيها الكثير من الشهداء، كان أخرها أحداث الساعات القليلة الماضية التى حدثت فى سيناء، شهداء مثل أى شهداء وافته المنية نتيجة لكسل القيادات، لا تحزن أيها القارئ، مازلنا لم نصل إلى العدد مليون شهيد حتى تحسم الحكومة هذا الأمر! . لدى فكرة، نتحدث عن الطرف الثالث الذى أصبح صاحب الصيت الكبير والذى يبحث عنه الجميع ولم يعرفه، وبالمرة تسلية مثلما فعلت الحكومة الشهور الماضية. تذكر معى الطرف الثالث فى بداية نشاطه وقبل أن يأخذ كل هذا الصيت، عندما بدا أكثر شهرة فى أحداث البالون وماسبيرو و محمد محمود ومجلس الوزاراء وبورسعيد، ولكن قبل بداية الحديث هيا بنا نبتعد عن فكرة تحول أخلاق الثوار بعد الثورة ليصبح أى فصيل منهم طرف ثالث، ومن هنا سوف ندرك من هو الطرف الأول "المصابون والشهداء"، أما الطرف الثانى من انعدم به الأخلاق لكسب مصالح شخصية أو فئوية، أين بقى الطرف الثالث ومن هو؟! عندما نتحدث عن الطرف الثالث، أشعر وكأن مصر أصبحت مثل "التوك توك"، الذى يحمله ثلاث من العجل، حتى هذا المثال تكون الإجابة به واضحة، اثنين من الخلف والثالثة فى الأمام، الثالثة هى ما تقود التوك توك وتوجه حركته والمسئولة عن الإتجاه، ومن هنا جاء شعار الثوار"يسقط يسقط حكم العسكر"، هل تعتقد أن الحق معهم عند نطق هذا الشعار، عندما يسقط فى كل حادثة بسيطة كانت أم كبيرة عدد كبير من الشهداء والمصابين. على أية حال جاء رئيس مدنى منتخب -أعانه الله- وركب التوك توك قائدا له، وأخذ وقتا كبيرا حتى يتحرك بالتوك توك ويختار رئيس الوزراء – أعانه الله أيضا- ومن يرافقهما الطريق، وكان اختيار السيد المشير صدمة للكثير من الثوار، فكيف يتم اختيار المشير بعدما خرج حزب الرئيس وفصيله السياسى ضد المشير فى البداية، فهل الاختيار جاء بكوادر تكنوقراطية أم فلولية أم ربما مبنى على المصالح الشخصية والتنازلات. الضحية فى الفترة السابقة لانتخابات الرئاسة هما الثوار الأبرياء، وكان الجانى معروفا، واليوم الضحية أبرياء سواء من عامة الشعب المواطنين و جنود من العسكر، فمن الجانى هنا... نظل نبحث عن الطرف الثالث وربما الفترات القادم نجد الطرف الرابع والخامس ومحتمل ظهور السادس، ويظل عدد الشهداء فى زيادة ودمائهم دموع تنزل من أمهاتهم، ويظل المسئولون يبحثون عن الطرف الثالث. أعتقد بأن الجميع الآن أردك من هو الطرف الثالث- الشبح الأسود للثانى- صاحب الشهرة الواسعة، الساحة لم تحمل إلا طرفين الأول يبحث عن الأفضل والثانى ملطخ يده بدماء الشهداء منذ بداية الثورة، أعلم جيدا أن هذا الحدث الذى بكت فيه كل منازل مصر بأكملها لم يمر مثل ظل الشمس، كما مر غيره من شهور سابقة، ولكن سوف يسعى السيد المشير جاهدا لمعرفة الجانى الحقيقى – هذا خير فعل ومطلب جميع المواطنين الأبرياء - ولكن من هنا سوف يحسم الأمر لى بأن السيد المشير كان على علم باليد الخافية، وتركها تعثى فى الأرض فسادا، ومن هنا سوف يكون مشاركا بنصيب كبير فى قتل الشهداء سابقًا. أما سيدى الرئيس حتى هذه اللحظة التى أكتب بها سطور الحزن على أبناء وطنى، أقف مؤيدا لك وأعطى صوتى لك، ولكن إذا تكاسلت عن أخذ الثأر أو ذهبت لتبحث عن أكذوبة الطرف الثالث ستكون فى نظرى مشاركا فى قتل الجنود الأبرياء، دماء الشهداء فى رقبتك أتمنى من الله أن تصون دماءهم. رحمة الله للشهداء والشفاء للمصابين.