أجمل ما يميز مسلمى السنغال أنهم يختمون القرآن الكريم مرتين فى شهر رمضان، الأولى فى صلاة التراويح التى تقام فى كل المساجد، وتصلى ثمانى ركعات فى الأغلب، ويتخللها درس دينى، ويشارك العديد من النساء فى حضور هذه الصلاة، ويتم ختم القرآن الكريم مرة ثانية فى صلاة التهجد، والتى تكون فى العشر الأواخر من رمضان. ويمثل المسلمون فى السنغال نسبة تجاوز 96% من إجمالى عدد السكان، وكثير منهم يتبعون الطرق الصوفية ، لذا فإن أغلب السكان يخرجون ليلة رؤية هلال رمضان يلتمسون ثبوته، فكل منهم يستشعر أن ثبوت قدوم الشهر مسئوليته الشخصية، لا يجب أن ينوب عنه فيها أحد، وفى هذا الوقت يعتزم الجميع أن يكون هذا الشهر فرصة لأداء العبادات على وجه طيب والتواصل مع الآخرين بأخلاق كريمة، ويسارع الجميع بالدعاء بعضهم لبعض بالخير والصلاح والفلاح. وبدءا من الأسبوع الأخير من شهر شعبان يتم تنظيم دروس دينية، تثقيفية وتعليمية، وإلقاء دروس القرآن والتفسير فى المساجد والبنايات بشكل مكثف عن بقية شهور العام، ويكون ذلك بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العصر، وأيضا تهتم الإذاعة ببث برامج مناسبة للاحتفال بشهر رمضان الفضيل، والاهتمام أكثر بإذاعة البرامج الدينية التى تحث على الأخلاق الكريمة ونبذ الخلاف. ويترقب المسلمون فى السنغال ليلة القدر، والتى مقدرة سلفا بأنها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، كما أن عبادة الاعتكاف يلتمسها المسلمون فى العشر الأواخر من رمضان، وإن كان عدد قليل فقط هم الذين يلتزمون بأدائها، ورغم ذلك فإن الجو الرمضانى الذى تعيشه البلاد يشجع على فعل الطاعات والابتعاد عن الأعمال المنافية للآداب والأخلاق. ويحرص قاطنو هذا البلد الذى يدين أغلب سكانه بالإسلام بقضاء حوائجه طوال النهار حتى إذا أسدل الليل أستاره ملء السكون البلاد إلى أن يلوح فجر اليوم الجديد، ولا يجد الفراغ واللهو طريقًا إلى الكثير منهم، حتى من هم فى عمر الشباب فإنهم مشغولون بأداء الفرائض والعبادات والتقرب إلى الله. "الماء والمشروبات الساخنة" هو أطيب ما يفضل الصائمون فى السنغال الإفطار عليه، وإن كانت موائد الرحمن تمتد من شرق البلاد إلى غربها، ويتكفل بها الأغنياء، ويهتمون اهتماما خاصا بإعداد وجبات إفطار يحبها أهل السنغال، حيث يدعو إلى تلك الموائد كل محتاج وفقير، كما ينعم كثير من الفقراء بالمال الكثير حيث لا يتردد أى من مسلمى السنغال من إخراج زكاة فطرته وتوزيعها على مستحقيها.