هاجم قائد الجيش السورى الحر، اليوم، تشكيل ائتلاف سياسى جديد خارج سوريا يخطط لإقامة حكومة انتقالية، ووصف زعماءه بأنهم انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة، والاستفادة من المكاسب التى حققها مقاتلوها. وأعلنت مجموعة من 70 ناشطا سوريا فى المنفى إنشاء "مجلس الثورة السورية" فى مؤتمر صحفى فى القاهرة أمس. ويمثل ظهور التحالف الجديد أحدث مسعى للمعارضة السورية المنقسمة للاتفاق على بديل سياسى للرئيس بشار الأسد الذى تحاول قواته إخماد انتفاضة مسلحة مضى عليها 16 شهرا. وكثف الجيش السورى حملته العسكرية لطرد مقاتلى المعارضة من مدينة حلب فى شمال سوريا باستخدام طائرات هليكوبتر حربية وأسلحة ثقيلة أخرى. وقال العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش السورى الحر فى تسجيل مصور بثته قناة العربية التلفزيونية الإخبارية، إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد "أصابتهم حمى التسلق على الفرص واغتنام المناصب الذى دعاهم أن يعلنوا إنشاء وتأسيس حكومة انتقالية فى محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا." وأضاف قائلا "لكنهم فى الواقع يحاولون إعادة إحياء نظام الأسد الساقط فى اتخاذ قرار من دون الرجوع إلى الشعب الذى بذل الدم والدموع لكى يحصل على استقلاله من عصابة الأسد المجرمة." وقال الأسعد، إن الإعلان عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية يهدف بشكل رئيسى إلى "إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضهم ببعض وتفكيك يد الشعب الضاربة والمتمثلة فى الجيش السورى الحر". وساعد الأسعد فى إنشاء الجيش السورى الحر بعد انشقاقه عن جيش الأسد ولجوئه إلى تركيا العام الماضى. وقال هيثم المالح، رئيس الائتلاف الجديد، إنه سيبدأ حوارا مع جميع أعضاء المعارضة بما فى ذلك الجيش السورى الحر بشأن تشكيل حكومة انتقالية. وأضاف المالح - وهو عضو بارز بالمعارضة السورية - قائلا فى مؤتمر صحفى أمس "سيكون لدينا بالتأكيد أعضاء من الجيش الحر فى الحكومة الجديدة." وتحث دول غربية وعربية منذ أشهر المعارضة السورية على الاتحاد، فى حين أن المجلس الوطنى السورى هو صوت دولى للمعارضة إلا أن نشطاء على الأرض يشتكون من أن قياداته الذين يعيشون فى المنفى ليس لهم صلة تذكر بما يحدث فى سوريا. وردا على تشكيل الائتلاف الجديد قال عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطنى السورى، إن عملية تشكيل حكومة انتقالية عملية صعبة، وتحتاج إلى مشاورات مع جميع أعضاء المعارضة السورية ومقاتلى المعارضة والجيش السورى الحر. وأضاف قائلا "لكن إذا خرجت كل جماعة لتعلن منفردة تشكيل حكومة جديدة دون محادثات وبحث، فإن هذا يعنى أن ننتهى إلى سلسلة من الحكومات الضعيفة التى لا تمثل أحدا ولن تكون قادرة على أن تعنى أى شىء أو أن تفعل أى شىء. "هدفنا النهائى هو تشكيل حكومة تمثل وترضى جميع أعضاء المجتمع السورى".
