◄مصدر أمنى خاص: نبحث كل الاحتمالات.. وفحصنا كل نزلاء الفنادق المحيطة والتحقيق مع الخدمات الأمنية مغادرة حبيب العادلى منزله بعد الظهر هو من الأحداث النادرة، فالرجل يستمر فى مكتبه يوميا حتى السادسة مساء تقريبا، قبل أن يعود إلى بيته.. لكن مساء الأحد الماضى اضطر العادلى إلى مغادرة منزله بشكل عاجل بعد أن أبلغه مساعدوه بانفجار قنبلة فى منطقة الحسين. أتوبيس سياحى يحمل ثلاثين فرنسيا، غادروا قبل وقت قصير الفندق الذى يقيمون به فى منطقة الهرم.. يقترب من ميدان الحسين ضمن جولة ليلية نظمتها إحدى شركات السياحة فى مصر الفاطمية، الفوج الفرنسى يدخل إلى ساحة ميدان الحسين.. رجال الشرطة المنتشرون فى المكان يفتحون الأبواب التى أغلقوا بها ساحة الميدان منذ حادث 2004 الذى استهدف سياحا. فى السادسة و50 دقيقة.. كان دوى انفجار فى حديقة ساحة الحسين.. تطايرت معه مقاعد المقاهى القريبة، لحظات من الرعب والخوف اختلطت بدماء الضحايا.. مصريين أو عرب أو فرنسيين أو حتى الألمان..لحظات كانت كافية ليهرع المئات من رجال الشرطة وسيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان، 18 شخصا سقطوا بإصابات مختلفة، لكن فرنسية تبلغ من العمر 35 عاما كانت الأسوأ حظاً والأقرب إلى القنبلة.«قبل الحادث بيوم مر اثنان من الشرطة علينا وحذرونا من احتمال وقوع حادث فى المنطقة».. هذا ما قالته صاحبة أحد المحلات لنا بعد الانفجار الذى أطاح بالعشرات.شاهد آخر للحادث قال إن القنبلة ألقيت من فوق فندق الحسين على رواد المطاعم والكافتيريات.. وهى الرواية التى رددها الكثيرون فى مكان الحادث. توافد عشرات السيارات الأمنية.. خبراء المتفجرات.. سيارات المعمل الجنائى المتنقلة هى الأخرى توقفت بالقرب من المنطقة.«الشرطة ألقت القبض على ثلاثة أشخاص بشرتهم سوداء.. بعد التفجير بدقائق» هذا ما قاله أحد العاملين بمطعم فى الحسين.. ونفاه مصدر أمنى. الموقف.. نصف ساعة ويزيد، لم تكن قوة الشرطة التى تغلق المكان منذ تفجير الحسين السابق، تسيطر على الموقف..ولكن السيطرة بدت كاملة بعد وصول الكثير من القيادات الأمنية إلى المكان. «قنبلة ثانية.. خبراء المعمل الجنائى يحيطون بها.. يتعاملون معها لتفكيكها..كردون أمنى حول المكان، مر الوقت عصيبا حتى أمكن إبطال مفعولها.. وتفجيرها فى المكان.. وهو ما فسره البعض على أنه انفجار ثانٍ. سيارة الوزير وعربات حراسة تقترب من شارع الأزهر.. فى المكان كان اللواءات حسن عبدالرحمن، وإسماعيل الشاعر، وعدلى فايد، وعبدالرحيم القناوى.. يستعدون لعرض تقرير عاجل عن الحادث.. وفى المكان كانت مجموعات عمل من مباحث أمن الدولة والأمن العام وأمن القاهرة.. أكمنة سريعة تم نصبها على مداخل المنطقة ومخارجها.. ولكن كان هناك هدف آخر لرجال الشرطة وهوالفنادق الموجودة بالمنطقة.. مباحث القاهرة تولت بالتعاون مع شرطة السياحة إجراء مسح شامل لكل الفنادق واللوكاندات بكل مستوياتها وأنواعها.. البحث فى دفاتر المغادرة.. والإخطار الفورى عن أسماء كل المغادرين وجنسياتهم.. وتولى فريق من مباحث أمن الدولة مراجعة المطارات والموانى بأسمائهم. الوزير حبيب العادلى يغادر سيارته.. تستقبله القيادات الأمنية فى المنطقة.. سأل الوزير عما حدث.. وتحدث اللواء عبدالرحيم قناوى عن تصور مبدئى للحادث بعد تقديم تصورات خبراء المعمل الجنائى والمفرقعات.. الرواية الأولية تقول إن القنبلة كانت أسفل أحد المقاعد الحجرية فى الحديقة.. ولكن هذا التفسير يعنى أننا أمام قنبلة موقوته.. أى تم توصيلها ب«تايمر» يحدد موعد انفجارها.. وهو ما لم يستطع خبراء المعمل الجنائى الجزم به.. المعاينة المبدئية للعبوة الناسفة.. هى عبارة عن إناء بلاستيك يشبه «الجركن» تم حشوه بالبارود.. حسب التحليل الأولى لخبراء المعمل الجنائى.. هم يؤكدون أنه بارود، وليس «تى إن تى« الأشد فتكا وتدميرا. مساعد أول الوزير للأمن واصل الشرح للوزير.. العبوة كانت مخلوطة بالحجارة والحصى.. ولم يكن بها مسامير كالمعتاد.. الإصابات كلها متوسطة أو طفيفة باستثناء سائحة فرنسية إصابتها خطيرة.. السؤال الذى يجب على رجال الأمن الإجابة عنه بشكل إجبارى، هل هناك عوامل يمكن ربطها بالمكان.. ساحة مسجد الحسين؟ هل هناك مؤشرات على ارتباط المكان الذى يعد مزارا للشيعة القادمين لزيارة مصر؟ فالحسين بالنسبة لهم هو من المزارات الهامة.. وهو ما يفتح مجالا للحديث عن أيد أجنبية أو إقليمية، ربما يكون أحد عملائها هو من ترك العبوة يدوية الصنع فى المكان.. وعاد رجال الأمن للبحث مع مسئولى المسجد عن زيارة وفود شيعية يوم الأحد.. أم لا. القنبلة هى الأخرى كانت هدف مجموعة أخرى، بمشاركة خبير من الدفاع المدنى وخبير من الأدلة الجنائية.. البارود هو الأكثر انتشارا فى مناطق شعبية، تستخدمه فى صناعة البمب والألعاب النارية.. وسريعا تم التنسيق مع مباحث القاهرة والجيزة لرصد المناطق التى تنتشر بها مصانع الألعاب النارية.. وجاءت الإجابة سريعا من مباحث القاهرة، توجد عدة مناطق أشهرها فى حدائق القبة.. وتكفل عدد من ضباط مباحث القاهرة برصد تجار البارود، ربما باعوا كمية منه لصانع القنبلة. الأخطر وهو الشخص المنفذ للجريمة.. وهنا ثارت عدة تساؤلات.. هل الجانى من تنظيمات متطرفة ربما عادت لممارسة عملها.. وهنا لابد لفريق البحث الضخم من فحص أعضاء الجماعات المتطرفة التى تم إطلاق سراحهم.. أو تنظيمات غير معروفة.. لكن الاحتمال الأقوى أن يكون الحادث ناتجا عن تدبير فردى وتنفيذ شخص أو اثنين على أكثر تقدير.. التعليمات التى صدرت لهذه المجموعة تحديدا عدم التعجل.. وعدم استبعاد أى احتمال، خاصة أنه من الممكن أن تكون القنبلة البدائية رسالة من هذا الفصيل أو تلك الجماعة... يجب استخدام قاعدة معلومات جهاز أمن الدولة.. وأيضا التنظيمات العشوائية التى تم القبض على أحدها مؤخرا، وبالطبع الهاربون من جرائم سابقة.. لكن المؤكد أن مرتكبى الحادث هدفهم الأجانب.. إما كرد فعل لما حدث فى غزة من جرائم إسرائيلية فى أجواء صمت عالمى.. وفى هذه الحالة يمكن أن يكون عدد من الشباب المتعاطف مع أهل غزة ربما نفذها لاستهداف الأجانب. كل الاحتمالات مفتوحة حسب مصدر أمنى قال: فى مثل هذه الحوادث، إجراءاتنا لا تتغير، وتبدأ من فحص المكان بشكل دقيق مسرح الجريمة بمنتهى الدقة.. وفور الحادث تم إغلاق المنطقة تماما..وجرى تمشيطها بدقة.. لكن المصدر الأمنى نفى القبض على مشتبه بهم.. وقال ربما تم توجيه أسئلة لعدد من الأشخاص.. حتى الآن لا يوجد مشتبه به واحد، نستطيع القول إنه رهن التحقيق.. وفى نفس الوقت تبدأ أجهزة المعلومات مراجعة ملفاتها.. ومتابعة الفحص والتحرى عن أقرب الاحتمالات لديهم.. المصدر الأمنى طلب عدم التسرع فى وضع تفسيرات للحادث..أو ربطه بأحداث إقليمية، رجالنا لا يستبعدون أى احتمال لكن كل ما نحتاجه هو فرصة للعمل.. وبعدها سنكشف عن كل التفاصيل. المصدر الأمنى نفى التوصل إلى أوصاف للجانى من أقوال المصابين الذين تم سماعهم بواسطة فريق من النيابة العامة، وأعيد سماع رواياتهم بمعرفة فريق من ضباط أمن الدولة..الذين توجهوا إلى منطقة الهرم، حيث يقيم الفوج السياحى الفرنسى.. كما أن طاقم الخدمة الموجود فى المكان يخضع للتحقيق.. لتحديد أى تقصير محتمل فى أداء واجبهم.