كثرت التظاهرات بعد انتخاب الرئيس، وخالف ذلك التوقعات التى كانت تقول إنه بانتخاب رئيس لمصر سوف تهدأ الأمور فى مصر، لكن ما حدث هو المزيد من التظاهرات، وكأنه كتب علينا أن نستمر فترة أخرى من الزمن فى هذه المهاترات، التى لن تقدم جديدا، فقد حُسم الأمر، وكثرة الكلام لن تكون لها فائدة، سوى تعطيل العملية الديمقراطية فى مصر، دعوا مرسى يعمل وراقبوا أداءه، فكلنا مجلس شعب، وحتى يأخذ فرصته كاملة فى إدارة البلاد، وما أراه أن هناك تفاهمًا بين المجلس العسكرى والرئيس مرسى، وقد يكون هناك نار تحت الرماد، لكنها فى اعتقادى لن تشتعل إلا إذا تدخلت أطراف خارجية من هنا أو هناك وهذا هو الخطر. ولقد رأينا الرئيس محمد مرسى، وهو يتكلم بفصاحة ويدقق فى معانى الكلام إلا قليلا ما قد يساء فهمه فيصححه المتحدث باسم الرئيس، وهذه لا أعتبرها أخطاء، ولكنى أعتبرها هفوات يقع فيها الشاطر، وخلال الأسبوعين الماضيين لم تتضح معالم الحكم الجديد بعد، فلكل إنسان طريقته فى أداء مهمته ويضع من عنده (البهارات) ويصبغ عليها كيانه وشخصيته، وللحق فالرئيس مرسى عنده شخصية قوية وضعته الظروف فى خانة صعبة الاختيار بين الانفراد بالحكم وبين مشورة الجماعة، وأعتقد أن ما يكبله ويجعله فى موقف صعب هو الحذر الذى يبديه فى خطبه وقراراته، التى تأتى متأخرة بعض الشىء، حتى لا يأخذ شيئا عليه. وقريبًا جدًا سوف تتضح معالم الحكم كاملة بعد اختياره لرئيس وزراء ووزراء ذوى كفاءة عالية من الإدارة والأمانة، والإدارة الجيدة تضيف للرئيس مكاسب اجتماعية وعاطفية، فأول سنة من حكم محمد مرسى يجب أن تكون هادئة، وعلى أنصاره أن يقللوا من مليونياتهم فهى لن تغير من الأمر شيئًا، ودعوه ينظم أوراقه ويثبت أقدامه، ثم اطلبوا بعد ذلك ما تريدون، بعض المقربين من الرئيس يحبون الشهرة والإعلام والكلام الكثير وهذا يضر بالرئيس نفسه فهم أنصاره ومحسوبون عليه، ومنهم من يريد أن يظهر إعلاميًا حتى ينظر له الرئيس ويقربه، وهذا هو أخطر شىء، اطلب منهم سيادة الرئيس الإقلال من الظهور إعلاميًا هذه الفترة حتى تكسب المزيد من قلوب معارضيك، فكثرة الكلام منهم سوف تضر بك ولن تنفعك، فقد بدأت بداية موفقة، سرعان ما أفسدها بعض الشىء المحسوبون عليك إعلاميًا.. كن قويا بالحق على أحبابك حتى يهابك معارضوك.. وحد ولا تفرق، تحلى بالصبر ولا تتعجل الجمع.