دمشق... درعا... حمص... حماة ... إدلب ... وغيرها ... هذه ليست أسماء مدن سوريا فحسب، بل إنها أسماء مجازر ارتكبت فى حق الشعب السورى، وسالت فيها دماء أبنائها أنهارا لتروى التراب السورى. عفوا سوريا... فقد انشغل العرب عنك بهمومهم وأزماتهم وتركوك... نارا تشتعل ... ودماء تهدر... ووطنا يضيع ... شبابا يضحون بدمائهم من أجل وطنهم... ورجالا يحملون أكفانهم دفاعا عن حرية بلدهم.... وأطفالا لم يكتب لهم البقاء ليسعدوا بحياتهم....ونساء شردت بين تركيا... ولبنان. عفوا سوريا... مرت عليك أكثر من خمسة عشر شهرا أهدرت فيها أرواح أبنائك ولم يحرك العرب ساكنا... فمنهم من غرق فى همومه ومنهم من لم يستوعب الدرس ومنهم من لا يزال يكافح من أجل أن يتمسك بكرسى الحكم الزائل... وتركوا دماء أبنائك لعبة فى يد جامعة عربية عقيمة... لا تملك من أمر نفسها شيئا ... جامعة لم تعترف بها دول العالم ولا بقراراتها ... لا وجود واقعيا لها... سوى عقد اجتماعات ولقاءات تخرج علينا بقرارات عقيمة لا تسمن ولا تغنى من جوع... لا فائدة من ورائها ولا مكسب منها ... فكل من لجأ إليها خسر... وكل من احتمى بها غرق... وفلسطين شاهدة على ذلك. عفوا سوريا... تركناك نحن العرب لعبة فى يد الروس والصين من ناحية... والأمريكان وكيانهم الصهيونى من ناحية أخرى... يتاجرون بدماء أبناؤئك كيفما شاءوا وأينما كانت مصالحهم ... مستخدمين حق الفيتو اللعين الذى يسمح بحرق البلاد ... وقتل الأطفال والعباد... وانتهاك الحرمات ... لا هدف لهم إلا تأمين مصالحهم ومكاسبهم على حساب دماء أبنائك. عفوا سوريا... مازال هناك نظام يبيد شعبه مستخدما أشد وأقسى أنواع الأسلحة ... وهو من هو لم يوجه طلقة رصاص واحدة تجاه الجولان المحتلة ... ولم يفكر يوما على مدى أكثر من ستة عقود فى تحرير أرضهم التى احتلها الكيان الصهيونى ... ومازال العرب غافلين عنك. عفوا سوريا ... سامحينا ... واصبرى ... واحتسبى أبناءك عند الله شهداء... وانتظرى نصرا من الله. سوريا ستبقين قلبا نابضا لأمتنا العربية... بغيرك لن تكتمل عروبتنا ... فمن منكم ينقذها يا أمة العرب؟