انتقد فاتح ربيعى، الأمين العام لحزب حركة النهضة الإسلامى فى الجزائر، الحفلات الغنائية التى أقيمت بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. وقال ربيعى، فى كلمة ألقاها مساء الجمعة، أثناء افتتاح أعمال الدورة العادية لمجلس شورى الحزب "بقدر ما تستحق هذه الذكرى الغالية من مظاهر الاحتفاء والاحتفال، إحياء للأمجاد والبطولات وتخليدا لتضحيات الشهداء والمجاهدين فإنه من غير المعقول أن تنفق الأموال الباهظة على حفلات الرقص والمجون التى لا تمت لقيم الثورة بشىء" ودعا إلى إنفاق تلك الأموال على الفقراء، وإعادة تفعيل قانون تجريم الاستعمار الفرنسى للجزائر الذى استمر 132 عاما، وقال: "كما هو معلوم فإن آلة القتل والدمار ما زالت تلاحق الجزائريين إلى يومنا هذا من خلال القنابل المزروعة والإشعاعات النووية المدمرة التى أتت على الأخضر واليابس". كما تطرق الأمين العام لحزب حركة النهضة الإسلامى إلى قضية عدم تشكيل حكومة جديدة حتى اليوم رغم إجراء الانتخابات التشريعية يوم العاشر من مايو الماضى، مرجعا ذلك إلى إرباك لدى صانع القرار وضياع بوصلة التحكم فى الأمور، وما فى ذلك من ضياع مصالح الأمة. وكانت الجزائر قد بدأت، الأربعاء، الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسى فى أجواء غلب عليها البذخ رغم الدعوات لترشيد الإنفاق. وأشرف الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة على انطلاق الاحتفالات الرسمية من خلال حضوره لعرض فنى يجسد ملحمة تاريخ الجزائر بمركز الفنون ل"سيدى فرج" غربى العاصمة الجزائر، فى حضور كبار مسئولى الدولة وأعضاء الحكومة، وكذا شخصيات تاريخية، بالإضافة إلى ممثلى السلك الدبلوماسى المعتمد بالجزائر. وأنجز العرض الفنى الذى حمل عنوان "أبطال القدر.. عيد المجد"، المبدع اللبنانى عبد الحميد كركلا وشارك فيه أكثر من 500 فنان جزائرى وعدد من الفنيين الأجانب. وعاشت الولاياتالجزائرية الأخرى ال47 تقريبا نفس مظاهر الاحتفال، حيث أقيمت مهرجانات فلكلورية وغنائية بعضها حضرها فنانون عرب مثل كاظم الساهر ونجوى كرم وأليسا، إلى جانب إطلاق للألعاب النارية بالساحات العامة. وتكفلت شركة صينية ببرنامج الألعاب النارية وتلقت مقابل ذلك ملايين الدولارات، فيما لم تكشف السلطات عن المبلغ الحقيقى الذى رصدته لهذه الاحتفالات التى تستمر حتى الخامس من يوليو 2013، وإن كانت مصادر غير رسمية تتحدث عن أكثر من 200 مليون يورو.