سلط برنامج "هذا الصباح" المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، الضوء على المحطات الفارقة في حياة العالم والمفكر الدكتور مصطفى محمود، وذلك تزامناً مع ذكرى ميلاده، حيث وصف التقرير مسيرته بأنها جمعت بين "إحساس الأديب وإدراك الفيلسوف". وأشار التقرير إلى أن "محمود" نجح بأسلوب عصري فريد في المزج بين العلم والإيمان، ليصبح أحد أبرز رموز الفكر والإبداع الأدبي، لا سيما من خلال برنامجه التلفزيوني الشهير "العلم والإيمان" الذي حقق شهرة واسعة وصاغ لغة تخاطب العقل والوجدان معاً. النشأة والتحول من الطب إلى الفكر استعرض التقرير السيرة الذاتية للمفكر الراحل، موضحاً أنه ولد في السابع والعشرين من ديسمبر عام 1921 بمركز شبين الكوم في محافظة المنوفية. تلقى تعليمه الثانوي في طنطا، قبل أن يلتحق بجامعة فؤاد الأول ويحصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1952. وقد مارس مهنة الطب لفترة قصيرة قبل أن يقرر التفرغ الكامل للكتابة. إرث أدبي وفكري ضخم وذكرت القناة أن الدكتور مصطفى محمود أثرى المكتبة العربية بأكثر من 80 مؤلفاً، بدأها بمجموعته القصصية "أكل عيش". وتنوعت أعماله ما بين الرواية والفكر الديني والفلسفي، ومن أبرزها: رواية "المستحيل"، وكتاب "حوار مع صديقي الملحد"، و"القرآن: محاولة لفهم عصري". ونقل التقرير مقتطفات صوتية للراحل يتحدث فيها عن أهمية "قراءة كتاب الكون" للوصول إلى حكمة التدبير الإلهي. رحلة من الشك إلى اليقين وتطرق التقرير إلى الرحلة الفكرية والروحية للدكتور مصطفى محمود، واصفاً إياها بأنها مرت بمراحل متعددة بدأت من الشك وصولاً إلى اليقين والإيمان الكامل. وقد تُوجت هذه الرحلة بتحويل الأفكار إلى أعمال ملموسة، حيث أنشأ مسجده الشهير وجمعية خيرية بحي المهندسين لتقديم الخدمات الطبية والإنسانية، تطبيقاً لمقولته التي عرضها التقرير: "في فرق بين أقوال وأعمال". رحل "فيلسوف العلم والإيمان" عن عالمنا في 31 أكتوبر 2009، عن عمر ناهز 88 عاماً بعد صراع مع المرض، تاركاً خلفه بصمة مؤثرة في الوعي العربي وإرثاً يجمع بين رصانة العلم وروحانية الإيمان.