الإسماعيلية بوابة الصادرات الزراعية

تحتل محافظة الإسماعيلية مكانة متقدمة على خريطة الصادرات الزراعية المصرية، مستندة إلى تاريخ طويل من التميز الزراعي، وتنوع فريد في المحاصيل، وبنية تحتية حديثة أهلتها لتكون واحدة من أهم المحافظات الداعمة للاقتصاد الوطني من بوابة الزراعة التصديرية.
تُعد الموالح من أهم المحاصيل التصديرية التي تشتهر بها الإسماعيلية، حيث تُزرع على مساحات واسعة وتتميز بجودة عالية ومطابقة للمواصفات العالمية، ما جعلها مطلوبة في العديد من الأسواق العربية والأوروبية. وأسهم قرب المحافظة من الموانئ ومحاور النقل في تقليل زمن الشحن، والحفاظ على جودة المنتج حتى وصوله للمستهلك الخارجي.
وتبقى المانجو الإسماعيلاوي العنوان الأبرز لتميز الإسماعيلية الزراعي، إذ تُعد من أشهر وأجود أنواع المانجو على مستوى العالم، لما تتمتع به من مذاق فريد، ورائحة مميزة، وتنوع كبير في الأصناف.
وقد أصبحت المانجو الإسماعيلاوي من الأصناف المفضلة لدى العديد من دول العالم، سواء العربية أو الأوروبية، حيث تحظى بثقة المستوردين والمستهلكين على حد سواء، باعتبارها منتجًا عالي الجودة يعكس خبرة المزارع المصري وخصوصية تربة ومناخ الإسماعيلية.
ولا يقل شأن الفراولة أهمية ضمن منظومة الصادرات الزراعية بالمحافظة، حيث تُصدر الإسماعيلية كميات كبيرة من الفراولة إلى عدد من الدول العربية والأجنبية، سواء في صورتها الطازجة أو المجمدة. ويعتمد هذا النجاح على الالتزام الصارم بالمعايير الصحية والبيئية، واستخدام أحدث أساليب الزراعة والحصاد والتجهيز.
ويُعد امتلاك الإسماعيلية عددًا كبيرًا من محطات الفرز والتعبئة للموالح والمانجو والفراولة أحد أهم أسرار نجاحها التصديري.
فهذه المحطات تضم خطوط فرز حديثة تضمن انتقاء الثمار وفق أحجام وجودة محددة، إلى جانب وحدات تعبئة وتغليف مطابقة لاشتراطات الدول المستوردة، بما يرفع من القيمة المضافة للمنتج ويعزز فرصه في المنافسة بالأسواق العالمية.
كما تنتشر بالمحافظة ثلاجات حفظ وتبريد الحاصلات الزراعية، التي تمثل عنصرًا حاسمًا في منظومة التصدير، خاصة للمحاصيل سريعة التلف مثل المانجو والفراولة.
وتُسهم هذه الثلاجات في الحفاظ على جودة المنتج، وإطالة عمره التخزيني، وتقليل الفاقد، فضلًا عن إتاحة مرونة أكبر في توقيتات التصدير، بما يتوافق مع متطلبات الأسواق الخارجية.
ويأتي هذا النجاح في ظل دعم واضح من الدولة للقطاع الزراعي، من خلال التوسع في نظم الري الحديث، وتشجيع الزراعة التعاقدية، وتقديم الإرشاد الزراعي، وفتح أسواق جديدة أمام المنتج المصري. كما يلعب التكامل بين المزارع والمُصدر ومحطات الفرز دورًا محوريًا في استدامة هذا النجاح.
ولا يقتصر مردود الصادرات الزراعية بالإسماعيلية على العائد الدولاري فقط، بل يمتد ليشمل تحسين مستوى معيشة المزارعين، وتوفير آلاف فرص العمل، وتنشيط الصناعات المرتبطة بالزراعة، بما يحقق تنمية شاملة ومستدامة داخل المحافظة.