يعانى سكان كوبا من وباء غامض أطلقوا عليه اسم الفيروس الكبير، والذى يثير مخاوف كبيرة لدى الكوبيون، فى وقت يعانى فيه البلد أصلا من نقص حاد فى الغذاء والأدوية والكهرباء، حيث أنه أدى إلى وفاة 47 شخصا. وأشارت صحيفة لا ناثيونال،إلى أن الأعراض الأكثر شيوعا للمصابين ، الحمى المرتفعة والطفح الجلدى والقئ والإسهال وآلام والتهابات حادة فى المفاصل، فى حين يعانى المتعافون من مضاعفات متفاوتة خطيرة، بينما يعيش الأصحاء فى خوف دائم من الإصابة فى أي لحظة، حيث أنه أصبح سريع الانتشار. وأوضحت الصحيفة أن الفيروس الذى يتحدث عنه الكوبيون، يفسره بعض الجهات الصحية، بأنه تفشى متزامن لثلاثة فيروسات معا منقولة عبر البعوض، وهى حمى الضنك و الشيكونجونيا، وفيروس أوروبوشى، وذلك بحسب الحكومة الكوبية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، ويُضاف إلى ذلك انتشار فيروسات تنفسية أخرى مثل كورونا وفق ما أكدته السلطات الصحية، حيث لا يوجد أى تفسير آخر حتى الآن، حيث ان أعراضه تجمع بين الفيروسات الثلاثة.
مدينة زومبى ووصفت الصحفية يرمارا توريس هيرنانديز الوضع قائلة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: ماتانزاس تبدو اليوم كمدينة زومبي… الناس تمشي منحنية ومتألمة، و يكفي أن تخرج إلى الشارع وتنظر. وتتحدث شهادات عديدة من داخل الجزيرة عن مرضى يعانون من الحمى، يسيرون بصعوبة شديدة، ويعانون من تيبّس وآلام تمنعهم من الحركة. ويأتي هذا التفشي في وقت تمر فيه كوبا أزمة صحية خانقة، تتمثل في نقص الأدوية، ضعف إمكانيات التشخيص، وقناعة عامة لدى السكان بأن العلاج في المنزل أفضل من الذهاب إلى المستشفيات.
وفاة 47 شخصا وتعترف السلطات الصحية بوفاة 47 شخصًا على الأقل بسبب هذا الفيروس، غير أن خبراء ونشطاء يرجّحون أن العدد الحقيقي أكبر بكثير، إذ لا يتم تسجيل العديد من الوفيات أو تُنسب لأسباب أخرى. وبحسب وزارة الصحة الكوبية، ارتفعت الإصابات الجديدة بفيروس الشيكونجنيا بنسبة 71% خلال أسبوع واحد فقط، بينما قدّرت منظمة الصحة للبلدان الأميركية عدد الحالات بنحو 25,995 إصابة، مع الإقرار بأن الأرقام الحقيقية غير معروفة لأن كثيرًا من المرضى لا يراجعون المراكز الطبية.
شهادات من قلب الأزمة يروي هانسل مهندس يبلغ من العمر 31 عامًا من هافانا، تجربته قائلًا : بدأ الأمر بألم شديد في الركبة، ثم لم أعد قادرًا على الوقوف أو المشي. في اليوم التالي انتشر الألم في كل جسدي.. كأنني تحولت فجأة إلى رجل مسن. عانى هانسل من حمى وصلت إلى 39 درجة مئوية استمرت عدة أيام، ثم ظهر طفح جلدي غطّى جسده بالكامل. وتحكي سيلفيا (اسم مستعار) أن والدتها وجدتها في إقليم بينار ديل ريو طريحتا الفراش، تعانيان من حمى شديدة، رعشة، وآلام مفاصل تمنعهما من الحركة. ولا يعرف أفراد العائلة أي فيروس أصابهما، لأنهم لم يذهبوا إلى المستشفى، معتبرين ذلك إهدارًا للوقت والطاقة في ظل غياب التشخيص والعلاج.
النظام الصحي.. على حافة الانهيار تؤكد شهادات متعددة أن المستشفيات الكوبية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حتى الأساسية منها مثل القفازات والحقن. وغالبًا ما يُنصح المرضى فقط بالسوائل ودواء الباراسيتامول.