أعلن الكرملين، فجر الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للدخول في حوار مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية استئناف الاتصالات المباشرة بين موسكو وباريس في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي»، إن بوتين مستعد للحوار مع الرئيس الفرنسي، مشيراً إلى أن ماكرون عبر بدوره عن رغبته في التحدث مع بوتين. وأضاف بيسكوف أن الرئيس الروسي كان قد أكد خلال مؤتمره الصحفي السنوي المعروف بالخط المباشر، استعداده لإجراء مثل هذا الحوار.
تصريحات ماكرون تمهد للموقف الروسي وجاء الموقف الروسي عقب تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي، الجمعة، في بروكسل، على هامش قمة أوروبية أقرت خلالها دول الاتحاد الأوروبي اتفاقاً بشأن قرض بقيمة 90 مليار يورو لدعم أوكرانيا، وقال ماكرون للصحفيين: أعتقد أنه سيكون من المفيد مرة أخرى التحدث مع فلاديمير بوتين. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن قنوات تواصل قائمة بالفعل بين بوتين وبعض القادة، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعاد فتح باب الحوار مع موسكو. وأضاف ماكرون أن الأوروبيين والأوكرانيين لديهم مصلحة في إيجاد إطار منظم لإعادة الانخراط في هذا النقاش، محذراً من أن غيابهم قد يترك المفاوضات بيد أطراف تتحدث مع روسيا بشكل منفرد.
تحركات تفاوضية بقيادة أمريكية وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الملف الأوكراني تحركات دبلوماسية مكثفة، إذ يجري مبعوثون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة محادثات منفصلة مع الجانب الروسي من جهة، ومع الأوكرانيين والأوروبيين من جهة أخرى، بهدف التوصل إلى تسوية محتملة للنزاع المستمر منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022. وتستضيف مدينة ميامي بولاية فلوريدا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، اجتماعات يشارك فيها مفاوضون أوكرانيون وأوروبيون وأمريكيون، بقيادة ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، وبمشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي. كما يتواجد المبعوث الروسي كيريل ديميترييف في ميامي منذ السبت. وفي السياق ذاته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولاياتالمتحدة إلى تكثيف الضغوط على موسكو من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.