قال السفير حسام عيسى سفير مصر السابق بالسودان، إنّ ميليشيا الدعم السريع رغم إعلانها أنها كانت توافق على مبادرة سبتمبر لوقف إطلاق النار، إلا أنها أخلفت هذه التعهدات واستولت على الفاشر في 26 أكتوبر وهي عاصمة إقليم دارفور، وتبع ذلك مجموعة من المذابح وجرائم الحرب. وأضاف في مداخلة ببرنامج "عن قرب مع أمل الحناوي"، الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "ثم استمرّ الهجوم وسقطت مدينة بابنوسة في غرب كردفان، وسقطت مدينة هجليج -أيضا- التي توجد فيها آبار البترول، ويجرى حاليا حصار كادوقلي ومدينة الدلنج، وهي مدن أخرى مهمة في إطار إقليم كردفان". وتابع: "وبالتالي، فإن الوضع في منتهى الخطورة وينذر بمزيد من المخاطر، وبالتالي، فإن الزيارة الحالية للرئيس السوداني لمصر جاءت باعتبارها الداعم الأول للجيش السوداني ومؤسسات الدولة السودانية، وفي إطار وجود مسار آخر متوازٍ مع هذا التصعيد، وهو المسار السياسي الذي تسعى فيه مصر عن طريق الرباعية إلى وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ووضع مهلة للتسوية السياسية تؤدي في النهاية إلى إنهاء الحرب". قال السفير حسام عيسى سفير مصر السابق بالسودان، إنّ الأقمار الصناعية التابعة لجامعة ييل الأمريكية لقطت صور الدماء المسالة في الفاشر خلال الفترة الماضية، وهو ما يظهر للجميع العدد الكبير للضحايا الذين تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف جراء جرائم ميلشيا الدعم السريع. وأضاف: "لا يمكن إخفاء هذه الجرائم، في ظل عدد من التحقيقات التي أجرتها قنوات إقليمية ودولية مع النساء المغتصبات اللاتي هربن من الفاشر وحكين موضوعات في منتهى السوء وجرائم حرب ضد الإنسانية". وتابع: "وتوالت الإدانات ضد الدعم السريع في هذا الصدد، سواء من القوى الإقليمية أو القوى الدولية، واجتمع مجلس الأمن بعد سقوط الفاشر، واجتمع مجلس حقوق الإنسان أيضا، وقرر إرسال لجنة لتقصي الحقائق". وذكر، أنّ أي محاولة لإخفاء الجرائم في مثل هذه الظروف، وبعد كل هذه التطورات تعتبر غير ناجحة على الإطلاق"، مشددًا، على أن الميليشيات مسؤولة عن هذه الجرائم، حيث إن 90% من اللاجئين والنازحين من السودان جاءوا تحت مناطق تحت سيطرة الميليشيات، وكل النازحين ذهبوا إلى مناطق تحت سيطرة الجيش، وهو ما يعبر عن الطرف الذي يثق فيه المواطن السوداني ويأتمنه على حياته وعرضه وأسرته.