جامعة أسيوط تنظم ورشة عمل بعنوان "مهارات القيادة"    إعلان توصيات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية    محافظ الغربية يوجه بالدفع بعدد سيارات إضافي لنقل المواطنين لمنازلهم بعد سقوط الأمطار    دول الاتحاد الأوروبي تسعى إلى تشديد القواعد الخاصة بطالبي اللجوء    حزب المؤتمر: لقاء السيسي وحفتر يؤكد ثبات الموقف المصري الداعم لليبيا ورفض التدخلات الخارجية    اتهامات تجسس تهز التعاون العسكري.. توتر غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب داخل قاعدة كريات جات    أمير قطر: مباحثات الرياض فرصة لاستعراض آفاق الشراكة الاستراتيجية    هل يعود زيدان لتدريب ريال مدريد؟    إنجاز أممي جديد لمصر.. وأمل مبدي: اختيار مستحق للدكتور أشرف صبحي    التعاون الإسلامي تُنظّم منتدى "تطوير التكنولوجيات في مجال الثقافة" ضمن فعاليات أسبوع باكو الإبداعي 2025    منزل عبد الحليم يفتح أبوابه رقميا.. موقع جديد يتيح للزوار جولة افتراضية داخل إرث العندليب    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    وزير الصحة يبحث مع الأوروبي للاستثمار إطلاق مصنع لقاحات متعدد المراحل لتوطين الصناعة في مصر    وزير إسكان الانقلاب يعترف بتوجه الحكومة لبيع مبانى "وسط البلد"    رابطة الأندية تكشف عقوبات مباراة بتروجت وبيراميدز    فرانكفورت يستعيد نجمه قبل مواجهة برشلونة    : تأجيل قضية سارة خليفة وطلب فحص نفسي    وزير الزراعة يكشف تفاصيل جديدة بشأن افتتاح حديقة الحيوان    بعد ساعتين فقط.. عودة الخط الساخن ل «الإسعاف» وانتظام الخدمة بالمحافظات    مدرب إنتر ميلان: ليفربول قادر على تعويض صلاح وسيحافظ على مستواه العالي    وزير العدل يترأس الاجتماع الثالث عشر للجان الوطنية العربية للقانون الدولي الانساني    عرض كامل العدد لفيلم غرق بمهرجان البحر الأحمر السينمائى    الكواليس الأولى من مسلسل «على قد الحب» ل نيللي كريم في رمضان 2026 | صور    نتنياهو يجتمع بترامب في 29 ديسمبر خلال زيارته إلى الولايات المتحدة    إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار    السيدة زينب مشاركة بمسابقة بورسعيد لحفظ القرآن: سأموت خادمة لكتاب الله    سعر الذهب عيار 21 مستهل التعاملات المسائية    وزير الصحة يتابع تطورات الاتفاقيات الدولية لإنشاء مصنع اللقاحات متعدد المراحل    أمين الأعلى للمستشفيات الجامعية يتفقد عين شمس الجامعي بالعبور ويطمئن على مصابي غزة    حدث في بريطانيا .. إغلاق مدارس لمنع انتشار سلالة متحولة من الإنفلونزا    فرقة القاهرة للعرائس المصرية تكتسح جوائز مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    انطلاق أعمال المؤتمر الدولي ال15 للتنمية المستدامة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية    نادي قضاة المنيا يستعد لتشييع جثامين القضاة الأربعة ضحايا حادث الطريق الصحراوي    وكيل تعليم بني سويف تبحث استعدادات امتحانات نصف العام لسنوات النقل والشهادة الإعدادية    تداول 5801 شاحنة للبضائع والحاويات في ميناء دمياط    قطاع الأخبار بموسكو يرصد تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس النواب    «القومي للمرأة» يعقد ندوة حول حماية المرأة من مخاطر الإنترنت    بسام راضي يشرح موقف مصر من سد النهضة أمام المؤتمر الدولي للمياه بروما    رئيس جامعة كفر الشيخ: ندعم مهارات طلاب الجامعة الأهلية لمواكبة التطورات    مصدر بالزمالك: تصريحات وزير الإسكان تسكت المشككين.. ونسعى لاستعادة الأرض    تعليق ناري من محمد فراج على انتقادات دوره في فيلم الست    البورصة تخسر 14 مليار جنيه في ختام تعاملات اليوم    حبس زوجين وشقيق الزوجة لقطع عضو شخص بالمنوفية    محافظ جنوب سيناء وسفراء قبرص واليونان يهنئون مطران دير سانت كاترين بذكرى استشهاد القديسة كاترينا    موجة تعيينات قضائية غير مسبوقة لدفعات 2024.. فتح باب التقديم في جميع الهيئات لتجديد الدماء وتمكين الشباب    وزير الثقافة: أسبوع باكو مساحة مهمة للحوار وتبادل الخبرات    أمطار شتوية مبكرة تضرب الفيوم اليوم وسط أجواء باردة ورياح نشطة.. صور    وزارة العمل تحتفي باليوم العالمي لذوي الإعاقة بجمعية المكفوفين    المقاولون عن أزمة محمد صلاح : أرني سلوت هو الخسران من استبعاد محمد صلاح ونرشح له الدوري السعودي    قرار جديد من المحكمة بشأن المتهمين في واقعة السباح يوسف    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا    كامل الوزير يوجه بإنشاء محطة شحن بضائع بقوص ضمن القطار السريع لخدمة المنطقة الصناعية    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    هويلوند: نصائح كونتي قادتني لهز شباك يوفنتوس مرتين    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات الولاد والأرض (1)
نشر في اليوم السابع يوم 08 - 12 - 2025

نعلم أن الرجال لا تموت بل فقط ترحل ونرث منهم الفخر والشرف , هكذا أبطال سيناء – الآن - لم تغادرنا أرواحهم، فقد بقوا بيننا فى خلايا وجداننا، يحدثوننا ونحدثهم، يجيئون إلينا ونروح إليهم عبر حكايات أمهاتهم، ورسائل زوجاتهم، ونداءات بناتهم، ذاك الشهيد الخالد فى قلوب المصريين، تزدان بذكراه اجمل زوايا منازلنا بصورته مع رفقاء الميدان، أو وهو قابض على سلاحه مبتسما، أو شهادة بطولة من القوات المسلحة أو الشرطة للبطل الشهيد، أو حتى ملابسه المخضبة بدمائه الذكية فى خزانة أسرته تتكحل بها امه، وتتقوى بها زوجته، وتفتخر بها ابنته.
الشهيد البطل الرائد احمد خالد الحجار
حكايات الولاد والأرض تحكيها لنا ام هذا الشهيد أو زوجته أو ابنته ربما كان فى الحكى إعادة لنثر بذور الولاء لهذا الوطن فى نفوس القادم من الأجيال.
ولن تكن تلك الحكايات نوعا من المراثى، ومداعاة للتباكى، بل جسرا لوصل القادم بالراحل، وقلاعا شامخات لتحصن وعى البراعم من الأجيال الصغيرة , وقناديل ضياء تنير ممرات المستقبل، تلك الحكايات هى ليست عبرات الأم الثكلى، ولن تكن انعكاسا لكآبة الوحدة للعروس الأرملة، وابدا ليست ضياعا لسند الإبنة اليتيمة، بل هى شروقا جديدا للمرأة المصرية المحاربة الملهمة، والصانعة المعلمة، هى هذه الأم البطلة، والزوجة المعتدة، والإبنة الفخورة، صاحبات حكاية تليها أخرى تمتزج بالسابقة وتتشابك بالتالية، جميعهن معا، حتى تقوى سلسلة العزيمة الوطنية، وتتماسك وحدة الزمن سابقه وتاليه مع وحدة التراب على امتداد ثراه المقدس.
الشهيد البطل الرائد احمد خالد الحجار
ربما تكون تلك الحكايات سلاحا جديدا وحقيقيا !
فلماذا لا نشهره فى وجوههم؟!
(1)
والدة الشهيد احمد خالد:" اهل سيناء نادوا ابنى بأسد الشيخ زويد"
كانت تلاعب احمد كعادتها كل يوم، فرؤيته كل صباح كما الصلاة عندها، فرض لا يقوى شىء على حرمانها منه، ولكنه اليوم ليس ككل الايام، هذا الصباح يتمنى الحفيد عليها ان تهديه بمسدس يلعب به، وتفاجأت الجدة امام هذا الطلب، وهى التى تحكى له ليل نهار عن بطولات والده وحكايات رجاله واصحابه عنه، وهو - الان – يريد هذا المسدس ويقول لجدته:" انا عايز اموت الناس الوحشة اللى موتت بابا"، التقطته الجدة الى صدرها، حتى كادت تخبئه من الدنيا الى خلايا قلبها، وما بين ان تترك تلك الأمانى ان تسرى فى أوصاله، وتكبر معه فى عينه، ليصير بطلا كما والده، وما بين الجزع عليه، لكنها وجدت يمينها تنساب إلى الأرض لتلتقط له المسدس، وتدسه فى قبضة الطفل الحفيد، وإذا براحتيها المجعدتين كتضاريس الزمن البعيد كما طمى الأرض المُطهرة، النافرتتين بعروق الدم الحامى كأوصال النيل وفرعيه، وتقبض على يداه البرئيتين، الناعمتين، الممسكتين بأمنيته، وتولى بحفيدها ناحية الشرق حيث القبلة استعدادا للصلاة!. وآمت الجدة حفيدها ومن ورائه أحمد البكر وسبقهم إلى الجنة محمد الأصغر، وبدأت صلاتها الأبدية..
... السيدة سلوى بديع، الام بطلة من ضمن صفوف القوات المسلحة برتبة عميد، تعلم عن الحياة العسكرية انها تأخذ من رجالها الجهد والعمر والروح، وتدرك قسوة العمل بها، وتؤمن يقينا ان كل واحد من القوات المسلحة هو مشروع شهيد لبلده، ... قدمت ولديها الأكبر – احمد - والأصغر – محمد - ليكونا ضمن رجال القوات المسلحة، ولم تضن بالابن الثانى الذى استمر يؤدى رسالته بعد استشهاد اخيه الاكبر احمد، ومثله الاعلى وقدوته:"... احمد خالد صلاح الحجار، كانت رتبته عند الاستشهاد نقيب مقاتل، حصل على الثانوية العامة بمجموع عالى يؤهله لدخول كليات القمة، ولكن حبه فى الحياة العسكرية، وتعلقه بها دفعه للتقدم للكلية الحربية - مصنع الرجال- فحصل على الثانوية العامة عام 2008 وتقدم لسحب ملفات التقدم للكلية الحربية، واستطاع بفضل الله التفوق واجتياز اختبارات القبول، وبعد اعلان النتيجة بقبوله كانت فرحته لا توصف ولا تضاهيها الدنيا وما فيها، فقد تحقق له حلمه منذ كان طفلا، والتحق بالكلية الحربية فى نفس العام شهر أكتوبر 2008 , وتخرج البطل فى خضم احداث 2011 وكان عمره لم يتجاوز العشرين عاما، وتخرج برتبة ملازم بسلاح المشاه ضمن الدفعة 105 حربية.
الشهيد له أخ واحد اصغر منه باربع سنوات، محمد خالد صلاح الحجار، وكان يحب أخيه جدا ويعتبره كابنه، ومحمد – ايضا - كان يحب أخيه الشهيد جدا وكان يعتبره القدوة له, حتى انه هو الآخر تقدم للالتحاق بالكلية الحربية، وتم التحاق محمد بالكلية الحربية مثل اخيه وتخرج عام 2016 ملازم بسلاح المشاه ضمن الدفعة 110 ، ووالدهما: خالد صلاح الحجار، مدير بنك قناة السويس سابقا ، كان ومازال نعم الزوج لى والاب القدوة لاولاده, علمهما حب وطنهما وغرس فيهما عرسا طيبا الا وهو ان حب الوطن بمثابة عبادة لله، وعلمهما ان يحسنا فى عبادتهم تلك امام ربهما، تزوج الشهيد عام 2015 فى الثلاثين من نوفمبر من مروة ناجى السيد، ولديه طفلين، الاولى: ميرا احمد خالد عمرها عند الاستشهاد ثلاثة سنوات ونصف، والثانى: وُلد بعد استشهاد البطل بشهر واحد وُسمى "احمد" على اسم أبيه، احمد احمد خالد صلاح الحجار وهو لم يرى والده الا فى الصور التى اظهرها له انا ووالدته تلك التى اعتبرها بمثابة الابنة لى والتى عوضنى الله بها لاننى ليس لدى بنات, كما انها كانت نعم الزوجة الصالحة للشهيد.
وتخرج احمد وكان عمره لم يكمل العشرون عاما، وتولى مع زملاءه وجنوده حماية ميادين فى غاية الخطورة من حيث توقع هجوم الارهابيون على الاهلى المحتشدين بالميادين، كميدان جامع مصطفى محمود، وميدان لبنان، وميدان سفنكس، وقد أبلى احمد البطل بلاءا حسنا بشهادة جميع سكان المناطق التى كان يقوم بحمايتها، واظهر انضباط وحزم فى اداءه للمهام المكلف بها، واكتسب صداقات كثيرة من شخصيات عامة كانت تقطن فى هذه المناطق لما رأوه من شجاعته واقدامه وشهامته رغم صغر سنه، وفى هذه الاوقات العصيبة كان يتسلل الخارجين على القانون ليلا فى هذه الأماكن، لينشروا فسادهم وترويعهم للامنين من المواطنين، وكان أحمد يتولى القبض عليهم ويسلمهم للجهات المختصة، كما كُلف بأن يقوم بمهام تأمين أقسام الشرطة، ومنها قسم الطالبية، وقسم العمرانية، وايضا اماكن ملتهبة جدا وقتها، وتأمين كنيسة العذراء السيدة مريم بالزيتون، وكنائس أخرى فى اعياد الكريسماس واعياد الاخوة المسيحيين، وأماكن خطرة بكرداسة، وكان ذلك لثقة قادته فى ذكاءه وحسن التصرف وشجاعته، وكان يؤثر جنوده على نفسه، حيث كان يجعل الجنود داخل المدرعة أوخلفها خوفا عليهم ويجعلهم يحتمون بها، ويتقدم هو أمام المدرعة، ونشأ بينه وبين جنوده حب شديد، حتى انهم رغم فارق السن البسيط الا انهم كانوا يعتبرونه والدهم او اخيهم الاكبر لما استشعروه من صدق محبته لهم وخوفه عليهم اكثر من نفسه، واختير احمد - الله يرحمه - نظرا لكفائته وشجاعته وذكائه بتكليفه بالمهام الصعبة من قادته، وتم نقله إلى فرقة مكافحة الإرهاب، وهى تضم صفوة الضباط والجنود، وهم من لديهم كفاءة عالية للقتال والشجاعة والاقدام، وكانوا يقومون بمهام خطيرة، وحصل الشهيد - الله يرحمه - على فرقة رماية بتقدير امتياز، وفرقه صاعقة، وفرقة مظلات بتقدير جيد جدا، وفرقة قائد سرايا بتقدير جيد جدا، ودرس اللغة الاسبانية فى معهد اللغات وكان يجيدها ويتقنها تحدثا وكتابة.
خدم الشهيد فى دهشور ثلاثة سنوات، ثم خدم فى الهايكستب سنتان، ولكفاءته تم ترشيحه بالخدمة بوحدات مكافحة الإرهاب، وتقدم البطل بطلب لقادته للعمل بسيناء بعد استشهاد زملاء له هناك سعيا فى الثأر لهم وتخليص الوطن من كلاب اهل النار مُدّعى التدّين وهم لاعمال الكفر اقرب، وذلك لقتلهم الابرياء من اهالى سيناء ومهاجمتهم لرجال الشرطة والجيش المدافعين عن تراب الوطن، وتلك المبادىء والقيم التى علمها له والده كما علمها لاخيه الاصغر, ثم تم ترشيحه لقيادة كمين فى سيناء بعد حصوله على فرقه قائد سرايا بتقدير جيد جدا، وابلى فى خدته بذلك الكمين بلاء حسنا بشهادة زملاءه وجنوده وقادته.
وجاء الفصل الأخير من حياة البطل الشهيد الرائد احمد خالد الحجار، عندما طلب الخدمة بأرض سيناء لمكافحة الإرهاب الغاشم، هناك كقائد كمين برتبة نقيب، وكان على وشك الترقى إلى رتبة رائد، ولكن لم يمهله القدر، ولكنه نال اشرف واغلى رتبه وهى "الشهيد" من الدرجة الاولى، حيث تولى ابنى احمد قيادة عدة كمائن، ونظرا لكفاءته كان يقوم برفع كفاءة الجنود والضباط الأحدث منه، اللذين معه فى الكمين، وذلك لرفع كفاءة الكمين وقدرته على اداء مهامه وتصديه للتكفيريين، الأمر الذى لفت أنظار القادة بسيناء له، وحين جاءت اللحظة الحاسمة، وكانت مهمة على درجة عالية من الخطورة والاهمية، وتحتاج إلى ضابط كفء وشجاع وذكى، وذلك لقيادة كمين ذا اهمية كبيرة ومؤثرة فى منطقه ملتهبة، ووجد القادة فى صفات احمد ابنى البطل ما يؤهله لقيادة الكمين ذا الاهمية الكبرى، وسرعان ما تطوع بأن يصبح قائدا لهذا الكمين، وأطلق عليه قادته وزملاءه "منسى الصغير" وتقدم فورا لقيادة ذلك الكمين ووعد قادته بأنه: سوف يُعلم الإرهابيين درس لن ينسوه ابدا، وقضى احمد ابنى فترات طويلة يحرم الارهابيين من التقدم صوب هذا الكمين، وكبدهم خسائر عديدة فى الارواح فى محاولات اقترابهم من الكمين والمناطق والطرق التى يسيطر الكمين عليها ويؤمنها، وعند إجازته الأخيرة تحدث مع زوجته فى رغبته الشديدة للانتقام من التكفيريين والثأر منهم ولو كلفه هذا الامر حياته وتلك كانت امنيته التى كان يدعوا ربه لينالها، وفى تلك الاجازة كان شديد الالتصاق بابنته وكثير الخروج معها والتحدث اليها وهى كانت وقتها ابنة الثلاثة سنوات والنصف سنة, وأنه كان يستشعر انه لن يراها بعد اجازته تلك, وكانت زوجته حامل فى طفلهم الثانى وفى الشهور الأخيرة من الحمل، وتركهم بعد انتهاء الإجازة يلبى نداء الوطن، وذهب إلى سيناء يخدم وطنه ويمنع التكفيريين من النيل من استقراره وامنه، وفى الكمين الذى يُعرف "زلزال 15" واكتشف احمد ابنى مدى الأهمية لهذا المكان الذى يوجد به الكمين لتأمين الطرق الرئيسية والمواقع المجاورة له بمدينة الشيخ زويد، وبذكائه عرف مدى أهمية هذا الموقع بالنسبة للإرهابيين، ومن هنا ومن اول يوم بدأ يعد العدة ويجهيز جنوده ويقوم بسد كافة الثغرات الموجودة بالكمين، وقام بتوزيع الأدوار وتدريب الجنود والضابط الذى معه بالكمين على سيناريوهات محتملة لهجوم الإرهابيين على الكمين، حيث أنه من اول يوم لقيادة ابنى لهذا الكمين وكانت تحدث مناوشات يومية من الارهابيين على الكمين بغرض معرفة قوة الكمين وكانت تبوء كل تلك المناوشات بالفشل، ويتم اصطياد المجموعات المهاجمة من الارهابيين والاستيلاء على أسلحتهم ومعداتهم، وكان هذا هو الحال على مدار 19 يوم متتالية, وكان أحمد والضابط اللذى يرافقه والجنود فى حالة يقظة تامة واستنفار حازم، وبشهادة كل من كانوا مع احمد ابنى البطل.
احمد الله يرحمه كان يقظ ولا ينام سوى ساعتين فقط فى اليوم من شدة قلقه على امان جنوده وأرضه، وكان يجتمع مع جنوده يوميا ليدفعهم ويحفزهم ويحمسهم لرفع الروح المعنوية عندهم، وعندما أدرك الإرهابيون قوة قائد الكمين وخطورته عليهم، وأن قائده ورجاله لا يبالون ولا يخافون الا الله، وأنه منع الدخول والخروج، وقفل عليهم طرق التقدم، وشل حركتهم، لانه كان يدقق فى اى شخص يريد أن يعبر الطريق، فعقدوا العزم على الهجوم على الكمين بقوة غير مسبوقة للانتقام، وكان أحمد اتصل بى وقال إنه:" ها ينزل إجازة خلال يوم او يومين ليطمأن على زوجته التى كانت فى شهور حملها الاخيرة وهما ينتظران قدوم مولودهما الثانى" واستعد بالفعل بحزم أمتعته للإجازة، وفى اليوم العشرين من قيادة هذا الكمين زلزال 15 وبعد صلاة العصر تم الهجوم على الكمين بعدد وعتاد لم يحدث من قبل فكانت أسلحة ثقيلة وسيارات دفع رباعى مفخخة وأفراد ترتدى احزمة ناسفة ومدافع هاون وار بى جيه ورشاشات وعدد غير مسبوق من الارهابيين، وقام الشهيد البطل بالتصدى لهذه القوة الغاشمة بكل قوة وحزم هو والضابط الاحتياط الذى كان يرافقه والجنود، فى ملحمة قتالية نادرة يجب أن تدرس عن هؤلاء الشباب الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكبد البطل ورجاله ابطال الكمين ضربات موجعة وقاتلة لهؤلاء الإرهابيين الذين كبدوا خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات حيث قام بمفرده بقتل الكثير منهم لانه كان رامى ماهر والطلقه منه براجل كما حكى لى احدجنوده ما دار فى الكمين فى ذلك اليوم الذى لن ينساه الابطال ولا حتى هؤلاء الخونة، وقال احد رجال الكمين:" إن البطل قتل حوالى 15 إرهابى" واستمر القتال ولم يستطع ارهابى واحد أن يقترب من حرم الكمين واستشهد الضابط الاحتياط البطل وعدد من الجنود الابطال نتيجة مدافع الهاون والارباجيه التى كانت تطلق من مسافات بعيدة من جانب الاندال الجبناء، وقام الشهيد البطل احمد خالد بطلب الدعم من العمليات، وعندما شعر الإرهابيين بقدوم الدعم، حاولوا الفرار لكن قد تم التعامل معاهم بالقتل والاصابة، وكانت مجموعه اخرى تواصل الهجوم على الكمين، وعندما شعروا أنهم لا يستطيعوا الاقتراب من حرم الكمين تم الاستعانة بقناص محترف للتخلص من هذا القائد العنيد القوى الذى يأبى أن يسلم شبر واحد من الأرض، وحكى لى احد رجاله:" انهم كانوا يرون البطل كأنه اسد و اقف فى عرينه يحميه"، وعندما علموا ان هذا البطل لن يتراجع عن مقاومتهم وان كلفه ذلك روحه، وبالفعل نجح القناص الخسيس فى ضرب البطل برصاصة غادرة فى رقبته، التى طاولت عنان السماء بفخر وعزة فهى التى حملت رأسه المكرم الى ربه تشهد عليه بأنه صدق وعده واخلص لدينه ولوطنه ولاهله ولسيناء، وفاضت روح الشهيد فى ارض المعركة، وسالت دمائه لتروى أرض سيناء، ووصل الدعم فى نفس اللحظة لكى يستلم الدعم الكمين من البطل فى اخر نفس له وهو يحمى أرضه من الإرهاب، وسلم البطل الكمين مصانا لزملاء السلاح، وقام رجال الدعم بملاحقة باقى الإرهابيين اللذين فروا تاركين خلفهم ما تبقى من معداتهم وأسلحتهم وجثث ملقاة هنا وهناك، لتصبح معركة البطل مع زميله الضابط الاحتياط ورجالهما الشهداء ملحمة يتحاكى بها زملاءهم واهالى سيناء، وقد أطلق شيوخ قبائل سيناء على الشهيد احمد خالد الحجار لقب (اسد الشيخ زويد).
وكان تاريخ الاستشهاد فى 9/2/2020 فى كمين زلزال 15 بمدينة الشيخ زويد، وكان تاريخ ميلاد الشهيد 16/9/1991 فقد لقى ربه وعمره واحد وثلاثين عاما كأعمار اهل الجنة، ووصل جثمان الشهيد الله يرحمه ملفوفا فى علم مصر متجها إلى مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها فى مشهد وجنازة مهيبة حضرها عدد لا حصر له من رجال الجيش والشرطة واهل الشهيد واصدقاءه وجيرانه ومن اهالى المنطقة ومن اهالى سيناء والكل يهتف هتاف واحد :لا الله الا الله الشهيد حبيب الله، ثم توجه الجثمان فى موكب مهيب إلى مدافن الأسرة بطريق الفيوم ليرقد جثمان الشهيد فى مثواه الأخير ليصبح الشهيد حيا عند ربه عملا بقول الله تعالى: (ولا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون).
وتحكى بفخر الام عن شهيدها كما حكى لها قائده ، وجنوده... كريم الشحات حامد يحكى لى عن قائده الشهيد احمد خالد الانسان:" اقسم بالله انه فى نهار يوم صيف حار جدا اقبل احد الجنود الى قائده الضابط احمد وقاله تعرف يا فندم نفسى اشرب عصير قصب مثلج، رد عليه وقاله :يااه بس كدة ، طب شوف الرجالة كام واحد وانا ح اتصرف، وفعلا راح البطل على رجله خمسة كيلومتر ورجع بعصير قصب يكفى لثلاثين من رجاله، وكلنا ما كناش مصدقين اد ايه حب هذا القائد لنا".
ويحكى بشوى لطيف عن احمد الجدع والشهم:" ... لما كنت مجند فى الجيش، مرة كنت نازل اجازة وما كانش معايا فلوس, وهو حس بانى مش معايا فلوس، وقال لى: ياحاج بشوى معاك 200 جنيه سلف، ساعتها اتكسفت وبان على انى مش معايا فلوس، وعرض على 200 جنيه، ولما قلت له : لا يافندم معايا، قال لى : لو ما اخدتش الفلوس مش ح تنزل اجازة، وابقى لما ترجع بالسلامة رجعها لى, ولما رجعت روحت ارجعها له , قال لى بضحك: امشى يا حاج بشوى لحسن انت عارف! وضحكنا واصر انى ما ارجعش الفلوس.
اما ابراهيم لاشين فيحكى لى عن ابنى القائد:" موقف لن انساه لقائدى الضابط احمد، كانت زوجتى بتولد، وكان عندنا رماية ، وكان نفسى احضر ولادة ابنى، واتشجعت وروحت للضابط احمد، وقلت له على انى نفسى اكون مع زوجتى وهى بتولد ابننا الاول وانا عارف ان عندى بكرة رماية، قال لى : طب روح دلوقتى وربنا كريم، وتانى يوم الفجر لاقيته بيصحينى ويقول لى روح اقف جنب مراتك، وابقى طمنى عليها وعلى المولود ولما تتطمن عليهم ارجع بالسلامة، ساعتها حسيت اد ايه انه اخ واب وقائد وانسان وجدع، وكل الصفات الطيبة فيه.
ويحكى القائد محمد الجمال وهو ينعى ضابط خدم معه اثناء تأمين ميادين الجيزة خلال احداث 2011 :" الملازم اول احمد النجار ، ضابط اخاف عليه من شجاعته وجرأته لكن اللى مطمنى عليه ذكاءه وحسن تصرفه فى المواقف الصعبة.
وبفخر تقول الام تم إطلاق اسم الشهيد البطل الرائد احمد خالد الحجار على مدرسة من أكبر المدارس الثانوية العسكرية على مستوى الجمهورية وهى مدرسه أحمد لطفى السيد بالهرم سابقا وأصبحت الآن مدرسة الشهيد البطل الرائد/احمد خالد الحجار
كان بار بوالديه وواصل للرحم فكان يود أعمامه وخالته وأولادهم وائم الاتصال بيهم للاطمئنان عليهم
وكان طيب القلب وجابر الخواطر وكان دائم الاتصال بأمه وأبيه وكان يقبل يدى ورأسى كلما يرانى، الله يرحمه ياااارب".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.