انطلقت صباح اليوم الأحد الموافق 7 ديسمبر 2025 فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآثار بجامعة عين شمس، والذي يُعقد هذا العام تحت عنوان: "المدن التراثية، رؤية جديدة بين الأصالة والابتكار"، وذلك برعاية: د. محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، ود. أماني أسامة كامل، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، ود. حسام طنطاوي، عميد كلية الآثار ورئيس المؤتمر، ود. أحمد الشوكي، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، ومقرر المؤتمر. وشهدت قاعة المؤتمرات MPU بمبنى IHUB بالجامعة فاعليات اليوم الأول بمشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين في مجالات الآثار، الترميم، الحفظ وإدارة التراث، حيث رحب الدكتور حسام طنطاوي – عميد كلية الآثار بالحضور، مؤكدًا أن كلية الآثار تشرف بتنظيم النسخة الخامسة من لسلسلة المؤتمرات السنوية لقطاع الدراسات العليا بالكلية. وأشار إلى أن مؤتمر الكلية الخامس المؤتمر يُعقد في ظروف خاصة تتوافق مع انطلاق جامعة عين شمس بقوة نحو جامعات الجيل الرابع ومواكبة المعايير الدولية، وعقب حصولها على الاعتماد المؤسسي من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد.
إيمان الدولة المصرية بقيمة التراث كما تتوافق من ناحية أخرى مع إيمان الدولة المصرية بقيمة التراث وأهميته، وحرصها على تكاتف الجميع للحفاظ على قيمة المدن التراثية وكنوزها، وسعيها جاهدة إلى الحفاظ عليها وإعادة صياغة رونقها وجمالها، وترحيبها بالتعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال بعد التوسع في بناء المدن الحديثة وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.
دراسة المدائن التراثية وشدد على أهمية دراسة المدائن التراثية، وبيان ضرورة الموازنة بين حماية التراث العمراني والاحتياجات التنموية والاقتصادية للمدن المأهولة بالسكان عامة والمصرية منها خاصة.
و أكد على أهمية التراث العمراني ودوره كعنصر أساسي للهوية البصرية والتاريخية للمدن، وإبراز القضايا والتحديات التي تواجه المدن التاريخية في مسيرتها نحو المستقبل وتقديم حلول مستدامة لتنميتها، والحاجة إلى استكشاف آفاق التقاطع بين الاستدامة والابتكار ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي واستخدام أحدث طرق وأساليب الترميم والحفظ والصيانة وأفضل الممارسات لإعادة التأهيل، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق والمشاركة المجتمعية. وتقديم فهم أفضل لهذه المدن مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الخروج بنتائج دقيقة، وتقديم حلول نافعة قابلة للتطبيق، وهو الأمر الذي تكشفه أهداف هذا المؤتمر ومحاوره والأوراق البحثية المقدمة له.
وأوضح أن عدد جلسات هذا المؤتمر تبلغ 5 جلسات بالإضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية، يتشارك فيها المعرفة 30 متحدثًا وباحثًا من تخصصات متباينة ب 26 ورقة بحثية و2 من الملصقات.
وبدوره، رحب أ.د أحمد الشوكي – وكيل كلية الآثار بالحضور، مؤكدًا أن المدن التراثية ليست مجرد مواقع تاريخية جامدة، بل هي – كما وصفها ابن خلدون – كائن حي ينمو بالصنائع ويزدهر بالنشاط البشري.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه المدن التراثية هو تحقيق التوازن بين التطوير والحفاظ على الهوية، موضحًا أن الاقتصاد الإبداعي والتكنولوجيا الرقمية يمكن أن يسهما في الترويج للتراث المصري عالميًّا عبر تقنيات الميتافيرس والواقع المعزز، وتحويل المباني الأثرية إلى فضاءات ثقافية واقتصادية منتجة.
كما استعرض ما تشهده مصر حاليًا من مشروعات كبرى لإحياء التراث، مثل: مشروع إحياء القاهرة التاريخية، تطوير سور مجرى العيون، مشروع الفسطاط، إضافة إلى المتحف المصري الكبير كأيقونة عالمية، كما أكد أن هذه التجارب تمثل إطارًا ملهمًا لرؤية المؤتمر ومحاوره العلمية. وأوضح الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق أهمية مدينة هليوبوليس القديمة، تلك المدينة التي كانت مركزًا للإشعاع الفكري والديني في مصر عبر آلاف السنين، والتي أثرت حضارات عديدة. كما استعرض مشروع حفائر جامعة عين شمس في منطقتي المطرية وعرب الحصن وأهم المعالم والاكتشافات التي أعادت رسم صورة جديدة لمعابد الشمس ومخطط المدينة المقدسة، رغم أن معظم معالم هليوبوليس انتقلت إلى دول أخرى ولم يبقَ منها سوى مسلة سنوسرت الأول. وأضاق أن ما تحقق من نتائج يعكس احترافية فريق الباحثين والطلاب، ويؤكد الدور الحيوي للجامعة في حماية التراث وصون الهوية المصرية، ونواصل العمل للكشف عن المزيد من أسرار هذه المدينة العريقة.