أكد المستشار عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن الإقبال الكثيف من المصريين في الخارج على التصويت في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 هو نتيجة مباشرة لعودة ثقة المواطن في العملية الانتخابية، وذلك بفضل الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها الدولة عقب المرحلة الأولى. وفي تحليله للمشهد الانتخابي خلال برنامج "الحياة اليوم"، أشار شيحة إلى وجود "دروس مستفادة" من المرحلة الأولى، تمثلت في بيان الرئيس عبد الفتاح السيسي وتدخل الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء نتائج 19 دائرة انتخابية، واعتبر شيحة أن هذا الإجراء "حفّز المصريين وشعروا أن الدولة على مسافة واحدة من كل المرشحين". وأضاف أن هذه القرارات غيرت من قناعات الناخبين الذين كانوا يعتقدون في السابق أن "النتيجة محسومة"، وأصبح لديهم إحساس بأن "صوتهم أصبح له قيمة وتأثير"، وأن العملية الانتخابية أصبحت "تعبيرًا حقيقيًا عن رغبة وإرادة المصريين".
مناسبة للحنين للوطن ووصف شيحة تصويت المصريين في الخارج بأنه تحول إلى "مناسبة للحنين"، موضحًا: "المصريون المقيمون في الخارج الذين تغربوا وتباعدوا عن وطنهم، ما بيصدقوا يلاقوا حاجة فيها ريحة الوطن عشان يقولوا إحنا موجودين وورا بلدنا". وأكد أن هذا الحنين كان دافعًا قويًا للمشاركة الكثيفة، خاصة في العواصم الأوروبية مثل باريس، التي شهدت إقبالًا كبيرًا من أبناء الجالية المصرية، لا سيما من محافظات وجه بحري.
دعوة للاستعداد ل "سيناريوهات أكثر جمالًا" ورغم إشادته بالمشهد، لفت شيحة إلى أن الكثافة التصويتية فاقت التوقعات، مما كشف عن "قصور في توقع السيناريوهات الأكثر جمالًا". ودعا إلى ضرورة الاستعداد بشكل أفضل في المستقبل لمثل هذا الإقبال الكبير، سواء في الخارج أو الداخل، من خلال زيادة عدد اللجان الفرعية والمقار الانتخابية لتسهيل عملية التصويت. واختتم شيحة حديثه، معتبرًا أن هذا الإقبال الكثيف في الخارج هو مؤشر إيجابي على أن المشاركة في الداخل ستكون مختلفة، وأن الناخب المصري أصبح يثق في أن صوته هو الذي سيحدد من يمثله تحت قبة البرلمان.