لم ينتظر المصريون الموعد الرسمي لفتح أبواب لجان الانتخابات الرئاسية في يومها الأول أمس، وسارعوا منذ الصباح الباكر لتلبية نداء الوطن ليختاروا رئيسهم خلال السنوات الأربع القادمة، وتم فتح بعض اللجان في الثامنة صباحا بعد أن وقف المواطنون أمامها في طوابير طويلة ويتم بدء التصويت فيها قبل ساعة كاملة من الموعد الرسمي الذي اعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات، ليقول الشعب كلمته في اختيار رئيسه.. وعبرت مشاهد اللجان في جميع المحافظات عن ملحمة وطنية سبق وقدمها المصريون بالخارج خلال تصويتهم الاسبوع قبل الماضي، وعادت ظاهرة طوابير الناخبين أمام اللجان معبرة عن نسب الاقبال الكثيفة في مختلف المحافظات وسط تأمين شامل للعملية الانتخابية من قوات الجيش والشرطة التي انتشرت في محيط اللجان. وأدلي المرشح عبدالفتاح السيسي بصوته في مصر الجديدة بلجنة مدرسة الشهيد مصطفي يسري عميرة وتوجه بعدها لمقر حملته الانتخابية لمتابعة العملية الانتخابية من غرفة عمليات الحملة، فيما ادلي المرشح الرئاسي موسي مصطفي موسي بصوته في لجنة مدرسة عابدين الثانوية. وجاءت المشاركة النسائية كثيفة للغاية وتصدرت حواء الصفوف في طوابير الناخبين، وعلت نغمات الأغاني الوطنية وأناشيد الصاعقة وفي مقدمتها أغنية »قالوا ايه علينا دولا».. لتصنع أجواء وطنية ملحمية حول اللجان. وفي حلايب وشلاتين جاءت نسب الاقبال علي التصويت لتفوق كل التوقعات لتسجل واحدة من أعلي معدلات الكثافة التصويتية.. فيما تصدرت دوائر شمال سيناء نسب الاقبال بين جميع محافظات الجمهورية، وفي رد عملي شعبي علي الإرهاب خرج الناخبون في رفح وبئر العبد وكل دوائر المحافظة الأكثر معاناة من الاعمال الإرهابية الخسيسة ليدلوا بأصواتهم دونما اكتراث لأي تهديدات خرقاء.. فيما استكمل أهالي الشهداء من الجيش والشرطة والمدنيين رسم المشهد الانتخابي معلنين نزولهم للجان الانتخابات والمشاركة في صنع المستقبل واختيار رئيس مصر، واتمام ما بدأه ابناؤهم وذووهم من تضحيات لرسم خارطة لمستقبل الوطن.