فازت الفنانة التشكيلية المصرية الدكتورة نجاة فاروق بالمركز الثالث بجائزة البردة في دورتها التاسعة عشر، فئة الخط العربي المعاصر، وذلك عن عملها الفني "الترابط والتماسك". تم إقامة حفل توزيع الجوائز على الفائزين في الشعر والخط العربي بالفئات المتنوعة والأقسام في متحف اللوفر أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وكتبت الدكتورة نجاة فاروق عقب استلامها للجائزة "تشرَّفتُ اليومَ بتكريمٍ من وزيرِ الثقافةِ والشَّبابِ في دولةِ الإماراتِ، الشَّيخِ سالمِ بنِ خالدٍ القاسمي، بمناسبةِ حصولي على المركزِ الثالثِ في جائزةِ البُردةِ الدَّوليةِ لفئةِ فَنِّ الخطِّ العربيِّ المعاصرِ في دورتِها التَّاسعةِ عشرة، والمقامةِ في متحفِ اللُّوفرِ أبوظبي 1447–2025". أضافت: على الرَّغمِ من أنَّها أوَّلُ مشاركةٍ لي في هذه المسابقةِ العريقةِ، كانتِ التَّجربةُ تحدّيًا كبيرًا وامتحانًا حقيقيًّا؛ فقدِ استغرقَ العملُ على القطعةِ الفنيَّةِ أربعةَ أشهرٍ من الجهدِ المتواصلِ يوميًّا، لكنَّ النتيجةَ كانت تستحقُّ كلَّ لحظةٍ. وإنَّ حصولي على المركزِ الثالثِ وسط هذا المستوى العالميِّ هو شرفٌ عظيمٌ ودافعٌ قويٌّ للاستمرارِ والتطوّرِ. وتحملُ هذه الدَّورةُ شعارَ "التَّلاحمِ والتَّماسكِ الاجتماعيِّ"، والعملُ مُستوحًى من أبياتٍ قصيدةِ البُردةِ للإمامِ البوصيري. ويُجسد مفهوم التلاحم والتماسك الإجتماعي، مستوحى من أبيات قصيدة البُردة للإمام البوصيري،(محمدٌّ سيدُ الكونينِ والثقَلَيْنِ والفريقين مِن عُربٍ ومِن عَجَمِ ) حيث يُعاد تشكيل التراث الروحي في قالب بصري معاصر يعكس الانسجام الإنساني والكوني . تتكون اللوحة من طبقات متعددة متداخلة تم تنفيذها باستخدام ألوان الأكريليك، والخيوط، وقطع من الأقمشة الشفافة بعناية، مما ينتج تكوينًا بصريًا غنيًا يعكس التنوع داخل الوحدة، ويمنح إحساسًا بالعمق والاتصال بين العناصر، ويرتكز التكوين على شكل بيضاوي مركزي يمثل النواة والبداية، حيث يتلاقى السماء والأرض في رمزية للتعايش والتكامل الكوني. وتحيط بهذا الشكل دوائر ونجوم وأشكال رمزية تشير إلى الاستمرارية، التعدد، لتخلق نسيجًا بصريًا يمتزج فيه الخط العربي بالفن المعاصر، واستخدام الشفافية في الأقمشة يسمح بتداخل الألوان وخلق درجات جديدة، ما يعزز فكرة الترابط وامتزاج الاختلافات، وتمنح اللوحة ملمسًا بصريًا ولمسيًا، يُعبر عن تفاصيل الحياة (Mixed Media) توظيف الرسم بجانب الخامات النسجية تقول الدكتورة نجاة فاروق: اللوحة تُعبّر عن أن كل فرد هو جزء من نسيج المجتمع، ولا يمكن أن يتحقق التماسك بدون وجود الآخر، العمل يُمثل دعوة واضحة لتبني ثقافة التسامح والتعايش، والتأكيد على أن الاختلاف مصدر قوة وجمال، لا فرقة أو انقسام. أضافت: "الترابط والتماسك" ليس مجرد عمل فني، بل هو خريطة بصرية وروحية تُجسد وحدة البشر رغم اختلافاتهم، كما يُبرز كيف يمكن للفن أن يكون جسرًا يربط بين التراث والحداثة، وبين الفرد والمجتمع، وبين الإنسان والكون، والعمل يعكس في تفاصيله العميقة قيمة التلاحم كقوة دافعة نحو السلام، والتنمية، وتحقيق الإنسانية المشتركة.