مصر خالية من التراكوما

تواصل مصر تحقيق انجازات صحية عديدة ، مؤمنة إن الاستثمار في رأس المال البشرى هو استثمار طويل الأمد ، يعود على الاقتصاد المصري بالإيجاب، ولعل الاستثمار البشرى هو لُب رؤية الدولة المصرية .
وبافتتاح الدورة الثالثة من المؤتمر العالمي للصحة والسكان في العاصمة الإدارية الجديدة ، تسلمت مصر شهادة من منظمة الصحة العالمية من خلوها من مرض التراكوما أو الرمد الحبيبي ، وهو من الأمراض المتوطنة في مصر منذ 3000 عامًا ، حتي أنه كان السبب في الوباء الذي انتشر في أعين جنود الحملة الفرنسية التي جاءت إلى مصر ، كما أنه أحد مسببات العمي ، وينتشر في الأطفال في المناطق التي تقل فيها معايير النظافة العامة .
وجاء ذلك في إطار حرص وزارة الصحة على الترصد لكل الأمراض المعدية والقضاء عليها مثل فيروس سي والملاريا من قبلها .
إن الاستثمار في الصحة لا يعنى صحة جيدة فحسب ، ولكن هو حجر الأساس لاقتصاد قوي وتحقيق العدالة الاجتماعية في أن يحصل الجميع على خدمات طبية ذات جودة عالية ومناسبة وتليق بالمواطن المصري.
إن النجاح في القطاع الصحي لا يعتمد فقط على عامل واحد فحسب ، بل يعتمد على عدة سياسات وعوامل وآليات ، تأتى في المقام الأول ؛ قدرة الدولة على تصميم سياسة متناسقة مع ديموغرافية الشعب وقدرتها على فهم الطبيعية الديموغرافية للشعب بشكل جيد ، فمن خلال ذلك الفهم الصحيح ، ستستطيع بناء سياسة ناجحة لتحقيق متطلبات تلك الطبيعة حيث يتم تحديد الفئات العمرية بالنسب والفئات الأكثر تعرضًا للمخاطر الصحية مثل الأطفال من خطر الأنيميا والتقزم ، و صحة السيدات خاصة في المناطق الريفية وضرورة لتواجد طب الأسرة وبقوة في تلك الأماكن لحماية المرأة من المخاطر الصحية الإنجابية ، فهم الطبيعة السكانية وتحديد المخاطر الصحية للفئات هو أساس السياسات الصحية الناجحة .
أمّا عن قواعد البيانات فلا طالما كانت هي الأساس في أي نظام صحى ناجح ، فبدون قواعد بيانات لا يمكن أن يكون هناك تحليل لتلك البيانات والخروج بمعلومات دقيقة تؤدى إلى حقائق علمية .
ولا يمكن أن يغيب الذكاء الاصطناعي عن مجال الصحي، وهو الذي يساعد العاملين في مجال الصحة على الإبداع والبحث بشكل أكثر انفتاحا، في العديد من المجالات الصحية منها ترميم الوجه في الإصابات – على سبيل المثال – واستعاضة الأطراف المفقودة.
إن مصر تمثل مكون أساسي في المعادلة الصحية للصحة العالمية ، فهي القادرة على إقامة شراكات بين العالم الغربي والعربي والافريقى والمساهمة في تمويل الأنظمة الصحية للدول النامية ، فكل إنسان على وجه الأرض من حقه أن يحيا حياة كريمة ويحظى بخدمات صحية جيدة فهذا حق أصيل من حقوق الإنسان.