يرى النجم العالمى ويل سميث، أن فهم إنسان آخر يكاد يكون مهمة مستحيلة، لأننا في الأصل لا نفهم أنفسنا بالكامل، لذلك يصبح فهم الآخرين أكثر تعقيدًا، ويعتبر أن هذا هو جوهر الحكاية الفنية وصناعة الترفيه، فهي بالنسبة إليه رحلة استكشاف شخصي بقدر ما هي محاولة لفهم الذات والآخرين عبر الشخصيات التي يجسدها. وأضاف ويل سميث خلال مشاركته فى معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته ال 44، أن السعي إلى الفهم يولد بذرة التعاطف، إذ يصعب أن نكون عطوفين تجاه من لا نفهمه، كما يصعب بناء علاقات منسجمة دون هذا الفهم، وأن ما يحدث في لحظة الحوار نفسها هو شكل من أشكال محاولة الفهم المتبادل. وأشار إلى أن تخيل سياق حياة شخص آخر ليس أمرًا سهلًا، لكنه يبدأ أحيانًا من مجرد التفكير قائلا: ربما لو كنت مكانه، لاتخذت القرار نفسه"، وهذه ربما تكفي لفتح باب التعاطف وتقليل الأحكام القاسية. واعترف بأن تعرّفه الأعمق إلى نفسه، وصدقه في مواجهة ذاته، منحه مساحة أوسع لتفهم الآخرين، فحين كان يعيش أوهامًا عن نفسه، كان يشعر أن له موقعًا أخلاقيًا يسمح له بالحكم على الآخرين، أما اليوم، ومع الصراحة الداخلية، بات يتحلى بقدر أكبر من التواضع في التعامل مع الناس. وأضاف أنه خلال السنوات الماضية وصل إلى قناعة راسخة بأن أحدًا لا يرغب في المعاناة، لكن لا شيء يشبه قوة الشدائد في تشكيل الإنسان الذي يطمح أن يكونه، فجميعنا يمر بتجارب صعبة أزمات صحية، انتقادات علنية، أو غيرها من أشكال الابتلاء، لكنها جميعًا على قسوتها صنع فينا شيئًا عميقًا. واوضح أنه بات يدرك اليوم أن المعاناة، رغم أن المرء لا يتمناها، نعمة خفية عندما تأتي، فهي تمتحن الروح وتمنحها طاقة جديدة، وتفتح للإنسان بابًا لمعرفة أعمق بصفات الله ورحمته في تفاصيل الحياة، إنها تجربة لا نسعى إليها، لكن حين تفرض علينا، تتحول إلى مساحة للتطهير والنضج الروحي. كما يرى ويل سميث أن قوة فيلم السعي إلى السعادة تكمن في قدرته على ملامسة أي إنسان، مهما كانت خلفيته أو مكانه، فالجميع يعرف شعور أن يكون في داخله ما هو أكبر مما يعكسه العالم من حوله، وأن يظل مؤمنًا بحلمه رغم أن الظروف لم تتجاوب معه بعد، ويتحدث عن الإصرار على تحمل كل المعاناة اللازمة لتحقيق ذلك الحلم، مشيرًا إلى أن إلى قصة كريس جاردنر، الذي سبق أن شارك في فعاليات المعرض، باعتبارها مثالًا على الروح القوية القادرة على الصمود رغم ما واجهه من محن، ثم القدرة على النجاح بعدها، مضيفًا أن هذا النوع من القوة موجود في داخل كل إنسان، لكنه يحتاج فقط إلى صقل وتنمية مع الأمل ولا نمر بالظروف القاسية التي تضطرنا إلى تنميته.