طيلة العامين الماضيين وكأن "بنيامين نتنياهو _ رئيس الوزراء الإسرائيلي" يضع فى جيوبه قِطع ديناميت، تارةً يضع يده فى جَيبه ليُخرِج منه قطعة ديناميت لتفجير غزة، تارةً أخرى يصنعها ليخُرِج قطعة ديناميت أخرى لتفجير سوريا، وهلُم جَرة يُفجِر لبنان ثم إيران ثم اليمن ثم الضفة الغربية، وعلى ما يبدو فإنه مازال فى جيوبه قطع ديناميت أخرى يسعى من وراء الإحتفاظ بها لتفجير الشرق الأوسط بأكمله، فهو يعِز عليه أن يُعم السلام وتنتهى الحرب، لأنه سفاح، مصاص دماء، لا يهدأ إلا وهو يرى الطائرات تقصف المدنيين وتقتل الأطفال والسيدات وتُدمر المستشفيات والمدارس .. بدون لف ودوران وبصراحة أقول : أن "نتنياهو" هو السبب الرئيسى فى عدم البدء فى تنفيذ المرحلة الثانية لخطة ترامب للسلام، يُعرقل البنود، لا يلتزم، يتلكك، يتلكأ فى التنفيذ، رغم التعهدات الأمريكية وزيارات كلاً من "جى دف فانس" نائب الرئيس الأمريكى و "ماركو روبيو" وزير الخارجية و "ستيف ويتكوف" مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط و "جاريد كوشنر" كبير مستشارى الرئيس ترامب لتل أبيب على مدار الثلاث أسابيع الماضية .. "نتنياهو" أعلن أنه يُفكر فى إجراء إنتخابات مُبكرة خلال الثلاث أشهر القادمة، حجم المعارضة فى إزدياد، وزراء سابقون كانوا ضمن حكومته إستقالوا وإنضموا للمتظاهرين ضده، أنهك الجيش فى حرب طويلة مُترامية الأطراف، حالة غضب عارمة ضده بعد أن أصبح كل بيت فى إسرائيل به مُصاب أو به مَن يَعالج من الأمراض النفسية، الإقتصاد مُتردي، الشيكل فَقَد ( 17 ٪ ) من قيمته، ( 30 ٪ ) من شركات القطاع الخاص أغلقت أبوابها بسبب طول أمد التجنيد الإحتياطى والإستدعاءات المُتكررة للجنود أثبتت رفض التجنيد ولم يذهب ( 60 ٪ ) ممن تم إستدعاهم، هروب جماعى للجنود خارج إسرائيل وبعضهم عادوا لبلادهم دون رجعة، محاكمته مستمرة فى أربع قضايا وقال للقاضى أول أمس : إتركنى فإننى أُحارب على ( 7 ) جبهات، لكن القاضى رفض وإستمرت التحقيقات .. والسؤال المُحرِج الذى يتردد على ألسنة جميع السياسيين والإعلاميين فى تل أبيب هو : هل "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلى سيستطيع الحصول على أغلبية فى الكنيست الإسرائيلى حال إنعقاد إنتخابات جديدة تُمكِنُه من تشكيل الحكومة مُجدداً ؟، الإجابة بالفُم المليان ( لا )، لأن كل المؤشرات تؤكد بأنه "شريك أساسي" فى حالة الإنقسام الكبرى فى المجتمع الإسرائيلى أن لم يكُن هو "الفاعل الأصلي"، بل يحق لنا القول بأنه "المُتهم الأول" فى إفساد الأُسر الإسرائيلية بحسب إتهامات وُجِهَت له من قِبَل زعيم المعارضة "يائير لابيد" الذى إتهمه أيضا _ بأنه ( قضى على الديمقراطية فى إسرائيل )، ففى عهده ظلت تظاهرات عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس طيلة عاميين كاملين تجوب شوارع "تل أبيب والقدس وحيفا" بل أنهم أقاموا إقامة دائمة فى شارع كابلان _ أحد أكبر شوارع تل أبيب _ وقرروا إنشاء ( منظمة كابلان ) لكى تكون مُهمتها إسقاط نتنياهو وحكومته المتطرفة والمطالبة بمحاكمتهم .. "نتنياهو" على يده أصبحت إسرائيل فى عُزلة دولية بحسب تأكيدات الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، "نتنياهو" وافق على خطة ترامب للسلام غصباً عنه ودون رغبة منه وبضغوط أمريكية معلومة للقاصى والدانى لذلك فقد وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه ( غير قادر على رئاسة وزراء إسرائيل لأنه "دُمية" يُحركها ترامب كيفما يشاء وقتما يشاء ولا يستطع إتخاذ قرار مُنفرد دون أخذ الإذن من الإدارة الأمريكية مباشراً ) .. ورغم المحاولات المستمرة ل "نتنياهو" لإفشال البدء فى المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام إلا أن المسئولين الأمريكان قالوا _ أثناء تواجدهم فى تل أبيب _ جُملة واحدة كرروها كثيراً على نتنياهو ووزراء حكومته وهذه الجُملة هى ( نُريد إنجاح خطة الرئيس ترامب للسلام ) .. الثابت لدى أن إرادة الأمريكان ستنجح فى تحقيق السلام وقتها سيفشل نتنياهو وسيسقط فى أول إنتخابات بعد أن وصلت شعبيته للحضيض .