المرشح الجمهورى يبدى إعجابه ب«جدار الفصل العنصرى» الإسرائيلى ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليس فقط ليعلن تحديه للعالم ولكافة الاطراف والقوى الدولية من على منصة المنظمة الدولية، وأنه لا يمكن أن يُفرض على إسرائيل أى قرار يجبرها على تقديم تنازلات لدعم عملية السلام فى الشرق الأوسط، ولكن نتنياهو ذهب إلى نيويورك ليعود أيضاً بالعديد من الهدايا والجوائز. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقرر عقدها فى 8 نوفمبر القادم، يزداد تهافت المتنافسين الرئيسيين هيلارى كلينتون، ودونالد ترامب على إبداء الولاء لاسرائيل، وهو ما يتزامن مع قرب خروج أوباما وفريقه من البيت الأبيض ويتلاشى قلق حكومة نتنياهو من إقدام الرئيس الأمريكى الحالى على خوض مغامرة طرح مشروع قرار أممى لإدانة الاستيطان الإسرائيلى، أو يرغم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على تقديم تنازلات قد تؤدى إلى حل سلمى فى المنطقة. ولكن أوباما الذى فوت فرصة الصفقة العسكرية الأخيرة بين واشنطن وتل أبيب، لتكون ورقة ضغط على نتنياهو، لا يبدو أنه سيقدم على مثل تلك المغامرة، ومع بدء جولات الحسم الأخيرة فى الماراثون الرئاسى الأمريكى وقبيل المناظرة التليفزيونية الأولى بين هيلارى وترامب تبارى كلا المرشحين -كلُ على حدة- فى إظهار الدعم لإسرائيل وررئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو. والتقى نتنياهو مع الملياردير الأمريكى ومرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب فى أبراج ترامب فى نيويورك، فى لقاء استمر لمدة تجاوزت الثمانين دقيقة، وصفته مصادر داخل حملة المرشح الجمهورى، بالود الشديد والتفاهم الواضح بين اثنين لديهما ولع خاص بالجدران العازلة العنصرية، فقد احتل جزءاً كبيرًا من الحديث؛ إبداء ترامب إعجابه بالتجربة الإسرائيلية فى هذا الخصوص، مع اهتمامه الشديد بإقامة جدار مماثل على الحدود الجنوبية للولايات المتحدةالأمريكية مع المكسيك. ترامب الذى أكد لنتنياهو أهمية التعاون العسكرى بين الشريكين، أبدى تأييده للصفقة العسكرية الأمريكية الأخيرة مع إسرائيل، التى تعد الأضخم فى تاريخ العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، وهو ما يمثل تراجعاً واضحاً فى موقف ترامب قبل اللقاء، من ضرورة تقليص المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. جائزتان كبيرتان، حصل عليهما نتنياهو من لقائه بترامب، الأولى هى أن المرشح الجمهورى سيؤيد، حال توليه زمام الأمور فى المكتب البيضاوى، إعلان القدس موحدة «شرقية وغربية» عاصمة لإسرائيل، وأنه سيدعم قرارًا من الكونجرس لإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، مع اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لنقل السفارة الأمريكية إليها من مقرها الحالى فى تل أبيب. الجائزة الثانية من ترامب للحليف القوى بنيامين نتنياهو، حسب ما وصفت المصادر فى حملة ترامب، أن مصر ستكون شريكا هاماً وإيجابياً فى صنع السلام ومحاربة الإرهاب فى المنطقة، بما يتطابق مع موقفهما الاستراتيجى، واصفاً القاهرة بأنها ستكون ذات موقف نزيه ومحايد، ولن تتدخل فى سير المفاوضات حسب الرغبة الإسرائيلية، مؤكداً أن الموقف المصرى لن يتعارض مع موقف حكومة نتنياهو وشرطه لاستئناف عملية السلام، وعلى نتنياهو أن يتمسك بالعلاقة الاستراتيجية والقوية مع مصر، التى ستؤدى فى النهاية لسلام قوى وشامل فى المنطقة بأسرها، وحل الصراع بشكل تام، مع التزام القاهرة بمحاربة جماعات الإسلام المتطرف. نتنياهو التقى أيضًا مع هيلارى كلينتون قرابة الساعة فى فندق دبليو نيويورك، ورغم تعهدات وزيرة خارجية أمريكا السابقة ومرشحه الحزب الديمقراطى بضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية وآمنة على حدود دولية معترف بها، إلا أن اللقاء، لم يكن بنفس حميمية لقاء نتنياهو وترامب، ونقلت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى قال لمقربين إن هيلارى لم تتخل عن عباءة الدبلوماسية وحديثها وقتما كانت وزيرة للخارجية، ولم يتغير مع اقترابها من منصب رئيسة الولاياتالمتحدة.