قالت هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى إن أوكرانيا قد تواجه أكبر خسارة لها منذ أشهر فى الحرب مع موسكو، إذا سقطت مدينة بوكروفسك الشرقية الرئيسية في أيدي القوات الروسية، مشيرة إلى القتال على هذه النقطة الاستراتيجية التى تقع على طريق رئيسي وشريان سكة حديد في منطقة دونيتسك مستمر منذ أكثر من عام. وذهبت بى بى سى إلى القول بأنه إذا تمكن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من تحقيق النصر هناك، بعد ثلاث سنوات وعشرة أشهر من بدء حرب روسياوأوكرانيا، فسيكون قد اقترب خطوة من هدفه المتمثل في السيطرة على كامل شرق أوكرانيا الصناعي - دونباس، المكون من منطقتي دونيتسك ولوهانسك المجاورتين. هل اقتربت موسكو من السيطرة على بوكروفسك؟ تشير بى بى سى إلى وجود مزاعم كثيرة عن سقوط المدينة الرئيسة ومزاعم أخرى مضادة، بما يجعل من الصعب الجزم بالأمر. إلا أنها لفتت إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من القوات في المنطقة، وأن مئات من الجنود الروس تسللوا إلى المدينة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسيطروا تدريجيًا على المباني والشوارع، واجتاحوا المواقع الأوكرانية. يوم الأربعاء، نفت هيئة الأركان العامة في أوكرانيا تطويق قواتها في المدينة ومحيطها، وأكدت أنها لا تزال تشارك فيما أسمته بالمقاومة النشطة، وتمنع القوات الروسية من التقدم. وقال أحد القطاعات الأوكرانية إنه تم إخلاء مبنى مجلس المدينة، ونشر فيديو لعلم أوكراني معلقًا على المبنى. تناقض الصورة القادمة من أوكرانيا في حين أن الموقف الرسمي لأوكرانيا هو أنها صامدة في وجه روسيا، إلا أن موقع "هرومادسكي" الأوكراني نقل عن مسئولين عسكريين قولهم إن القوات الأوكرانية كانت أقل عدداً، وإن أكثر من ألف جندي معرضون لخطر الحصار. من جانبها، قالت روسيا إنها تواصل تقدمها شمالاً، وتُحبط محاولات أوكرانيا لفك الحصار عن قواتها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الوحدات الأوكرانية محاصرة في "مرجل"، على الرغم من أن العديد من المعلقين نفوا ذلك. ما أهمية بوكروفسك لروسيا؟ توضح بى بى سى أن الجيش الروسي يركز على بوكروفسك منذ سيطرته على مدينة أفدييفكا الشرقية فى فبراير 2024. ولفتت إلى أن هذه السيطرة حرمت أوكرانيا من معقل عسكري مهم في منطقة دونيتسك، لكن روسيا استغرقت منذ ذلك الحين 21 شهرًا للتقدم حوالي 40 كيلومترًا الشمال الغربي. ستُقرب السيطرة على بوكروفسك فلاديمير بوتين خطوةً من هدفه المتمثل في السيطرة دونباس بأكملها، حتى لو كان تقدم روسيا هذا العام بطيئًا للغاية. وإذا سيطرت روسيا على بوكروفسك، سيصبح الدفاع عن مدينة ميرنوهراد التابعة لها شبه مستحيل، وستتمكن القوات الروسية حينها من تحويل تركيزها إلى معركة كوستيانتينيفكا في الشمال الشرقي، وبقية مدن ما يُسمى "حزام الحصن" دروزكيفكا وكراماتورسك وسلوفيانسك. مع ذلك، لا تزال لدى أوكرانيا خطوط دفاعية تنسحب إليها، ويمكنها إعادة ضبط دفاعاتها، وفقًا للمحلل مايكل كوفمان من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي. و وقال كوفمان فى منشور على موقع X، إن القوات الروسية تفتقر إلى الزخم، وأسلوب قتالها لن يُولد هذا الزخم. واعترف أن التسلل يمكن أن يؤدى إلى هجوم تدريجي، لكنه لا يُحقق اختراقات عملياتية مهمة، على حد قوله.