أكد الدكتور ماك شرقاوي، المحلل السياسي، أن الغضب الإسرائيلي من فوز زهران ممداني بعضوية مجلس بلدية نيويورك، ينبع من اعتقاد إسرائيل الراسخ بأن الدعم الأمريكي لها يجب أن يكون "منهجيًا وغير مشروط"، وأن أي صوت معارض داخل المشهد السياسي الأمريكي يمثل تهديدًا مباشرًا لهذا النفوذ المتجذر. وفي مداخلة عبر "زوم" من نيويورك مع برنامج "إسرائيل من الداخل" على قناة "إكسترا نيوز"، وصف شرقاوي فوز ممداني ب"الزلزال السياسي"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتبر نفسها "الولاية رقم 51" للولايات المتحدة وليست مجرد حليف استراتيجي. وقال شرقاوي: "إسرائيل تعودت على أن دعمها أمر منهجي وليس حزبيًا، فكل دوائر صنع القرار في الولاياتالمتحدة تدعمها". وأضاف أن هذا النفوذ وصل إلى درجة أن "أكثر من 30 ولاية أمريكية أصدرت قوانين تمنع مقاطعة المنتجات الإسرائيلية"، موضحًا أن المواطن الأمريكي يمكن أن يفقد وظيفته الحكومية أو عقده مع الولاية إذا أعلن مقاطعته لإسرائيل. وعن أسباب فوز زهران ممداني، أوضح شرقاوي أن الأمر لا يتعلق بالصراع الديني، بل بقدرة ممداني على مخاطبة جيل الشباب (Gen Z). وقال: "حملته الانتخابية اعتمدت على 100 ألف متطوع، وهو نفس عدد متطوعي حملة ترامب على مستوى 50 ولاية، بينما كان ممداني ينافس في مدينة واحدة فقط". وأشار إلى أن هذا النجاح الكبير دفع حتى الرئيس السابق دونالد ترامب إلى التراجع عن هجومه عليه والرغبة في لقائه، خوفًا من خسارة شعبيته في نيويورك قبيل الانتخابات النصفية. وأضاف شرقاوي أن هذا الفوز تزامن مع خروج مظاهرات ليهود أمريكيين ضد ممارسات إسرائيل في غزة، رافعين شعارات مثل "لا تقتلوا الأطفال بأسمائنا"، مما يعكس وجود تيار رافض لسياسات الحكومة الإسرائيلية داخل الجالية اليهودية نفسها. وفي توقع لافت، قال شرقاوي: "قلت اليوم تصريحًا أتمنى ألا يحدث، لو لم يتم اغتيال زهران ممداني، فسيصبح رئيسًا لأمريكا"، مشيرًا إلى أن شعبيته وقدرته على حشد الشباب قد تدفع به إلى مناصب قيادية كبرى في المستقبل مثل الكونغرس أو مجلس الشيوخ، وإن كان منصب الرئاسة يتطلب أن يكون مولودًا على الأراضي الأمريكية، وهو أمر لم يتأكد بعد بشأنه.