مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، أضخم صرح أثري في تاريخ مصر الحديث، عاد الجدل اللغوي القديم حول نطق الكلمة نفسها: هل الصواب أن نقول المُتحف بضمّ الميم، أم المَتحف بفتحها؟ اللغة العربية، بما فيها من ثراء وتطور عبر العصور، احتوت اللفظين معًا. فبينما يؤكد بعض اللغويين أن النطق الصحيح فصيحًا هو "المُتْحَف" بضمّ الميم وسكون التاء وفتح الحاء، أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة استخدام اللفظين: المُتحف والمَتحف، معتبرًا أن كليهما صحيح من حيث الاشتقاق والاستعمال، إذ دخلت الكلمة في العربية الحديثة لتدل على "مكان عرض التحف والآثار". الكلمة مأخوذة من الجذر العربي (تَحَفَ)، أي قدّم شيئًا نفيسًا أو تحفة، ومنها كلمة "تُحف" التي تعني القطع الفنية أو النادرة، وهي اللفظ الفصيح الصحيح كما ورد في المعاجم الكبرى، ومنها المعجم الوسيط ولسان العرب. وعلى هذا الأساس، جرى اشتقاق "مُتْحَف" على وزن "مُفْعَل" ليعني مكان التحف. ومع شيوع الاستخدام، نُطقت الميم مفتوحة (مَتحف) على وزن "مَفْعَل"، وهو وزن فصيح أيضًا في العربية للمكان، مثل: مَدخل ومَخرج. ومن هنا جاء إقرار مجمع اللغة بأن اللفظين صحيحان لغويًا ومتداولان في الاستعمال الحديث، ووفقا للمعجم اللغوي لمجمع الخالدين فأن الكلمتين "المُتحف" و"المَتحف" صحيحتان، وقد أجازهما مجمع اللغة العربية، فالأولى على وزن "مُفْعَل" والثانية على وزن "مَفْعَل"، وكلاهما يدل على المكان الذي تُعرَض فيه التحف.