ارتفعت أسعار فول الصويا العالمية إلى أعلى مستوى لها فى شهر، مع صعود كبير فى العقود الآجلة لشهر نوفمبر فى بورصة شيكاغو للتجارة، مدفوعة بتكهنات السوق المكثفة المحيطة باجتماع محتمل ذى أهمية بالغة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الصينى شى جين بينج. وقالت وكالة بلومبيرج، إن هذا الصعود يأتي على خلفية آمال المستثمرين بأن يسفر اللقاء المرتقب عن تخفيف التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، ما قد يُنعش حركة الصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين، وعلى رأسها فول الصويا، الذي يعد سلعة محورية في التجارة بين البلدين. وزادت أسعار فول الصويا إلى حوالي 1027.19 دولار للبوشل- وحدة قياس للمحاصيل الزراعية- ليصل إلى أعلى مستوى له في أربعة أسابيع عند 1030 دولارًا أمريكيًا للبوشل بنهاية تعاملات الاثنين. وأحدث هذا التفاؤل المتجدد وفق تقرير بلومبيرج، بتهدئة الحرب التجارية المطولة بين أكبر اقتصادين في العالم تأثيرات سلبية في أسواق السلع الزراعية، مانحا المزارعين الأمريكيين المحاصرين بصيص أمل، ولكنه سلط الضوء أيضا على الهشاشة الدائمة لسلاسل الإمداد الغذائي العالمية. وجاء هذا الارتفاع في ظل توقعات بعودة الطلب الصيني على واردات فول الصويا الأمريكي، ما قد يخفف الضغط عن المزارعين الأمريكيين الذين يعانون من تخمة الإنتاج وتراجع الطلب بفعل الحرب التجارية، غير أن فشل الاجتماع أو تأجيله قد يؤدي إلى تراجع حاد في الأسعار، مما يزيد من معاناة القطاع الزراعي الأمريكي. ورغم الآمال بصفقة تجارية جديدة، تشير التقديرات إلى أن عودة صادرات فول الصويا الأمريكي إلى مستويات ما قبل الحرب التجارية تبقى بعيدة المنال، بعدما وسعت الصين علاقاتها التجارية مع البرازيل والأرجنتين لتأمين احتياجاتها من الحبوب، في خطوة تمثل تحولا استراتيجيا في مسار سلاسل التوريد العالمية. وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية انخفاضا مستمرا في صادرات المنتجات الزراعية الأمريكية إلى الصين حتى عام 2026، مما يعكس إعادة توزيع دائمة في مسارات التجارة الدولية. وفي مواجهة هذه التحولات، يرى محللون أن المزارعين الأمريكيين بحاجة إلى تنويع أسواقهم عبر التوجه إلى دول آسيا وإفريقيا، إلى جانب تعزيز التصنيع المحلي لفول الصويا والاستفادة من الطلب المتزايد على الوقود الحيوي ومنتجات البروتين النباتي. كما أن إدارة المخاطر والتحوط المالي أصبحت ضرورية في ظل التقلبات الحادة في الأسعار. وبينما تتجه الأنظار إلى واشنطن وبكين، تقف أسواق فول الصويا على مفترق طرق حاسم، حيث تمتزج التوترات الجيوسياسية مع التحولات البنيوية في التجارة العالمية، في مشهد يعكس كيف يمكن لقرار سياسي واحد أن يعيد رسم خريطة الأمن الغذائي العالمي. وأظهرت بيانات الجمارك الصينية، أن الصين لم تستورد أي كمية من فول الصويا من الولاياتالمتحدة خلال شهر سبتمبر، وذلك لأول مرة منذ نوفمبر 2018، في ظل استمرار النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.