وجه رؤساء الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، فى ختام اجتماع المكتب الدائم، والذى عقد على مدار يومى 24 و25 من الشهر الجارى، رسالة للرئيس المنتخب للدكتور محمد مرسى، طالبوه فيها بألا يكسر قلمًا، وألا يصادر لوحة فنان، وألا يحد من إيقاع هتاف مهما علا، مذكرينه بما قاله "الجرجانى" فى وساطته "لا عيار للدين على الشعر". وقال الأدباء فى بيانهم: أما وقد انتهى العرس الديمقراطى واستويتم على سدة الحكم، فإننا لنبارك لمصر العالية حراكها وفعلها الناجز، بما يعزز دور الشعب وتأكيد خياراته، وبهذه المناسبة يرفع لكم الأدباء والكتاب العرب أعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، لكم قولة الثقافة وسيعة وافرة باتساع الإبداع وفضائه الوافر العميم. وأكد البيان أن الثقافة هى آخر ما تبقى بعد نسيان كل شىء، من حيث هى فعل وتجاوز يلتف بالأرواح الحرة والمعافاة، وكمبدعين ومثقفين نؤكد هنا- ونحن على تراب مصر الحر الجسور- أنه لا بديل عن الحرية إلا بالمزيد منها والإصرار عليها، قنطرة للعبور إلى سدرة البهاء والحضور. كما نرى أن توسيع مساحة الجدل والحوار والاتفاق على ضرورة الاختلاف فى الاجتهاد هو سياق المثقف الند، المثقف من حيث هو استراتيجيا مقابل ممكنات السياسى وإمكاناته، المثقف الحلم فى منازلة الواقع والوقائع، بما يعلى دور الإبداع والمبدع المشتبك، والحياة اشتباك لتخليق الجماليات وأفق الفرح ومدار الحرية الغامرة فى إطلاقها. وذكر البيان: أننا نحن الكتاب والأدباء العرب نتوجه إلى المثقفين فى أرض الكنانة بما يليق بدورهم التاريخى ومسئوليتهم الإبداعية، وبما يفتح نوافذ الأمل للمبدعين، منوهين بأن المثقفين المصريين ومؤسساتهم الثقافية المصرية ظلت ومازالت رأس الحربة الثقافية فى المشروع الثقافى العربى، وتقوم بدور طليعى يشكل هوية الأمة بمبادرة من مبدعى مصر وريادتهم كحاملين للهم العروبى. وقال الأدباء ل"مرسى" إنه لما كانت نهضة الأمم تقاس بما تملك من أسماء وازنة وإرث معرفى، فإن دعمكم وإسنادكم للمؤسسة الثقافية بتنوعها وثرائها يشكل إسهامًا واجبًا لرفد نهر الإبداع بما يجعل سواقيه المبدعة تتمتع بالعافية والعنفوان لاقتراح الجميل واحترام المختلف والاستثنائى، إنه رهان، إذن، رهان المثقف مع السياسى لتكامل الإنجاز وتحقيق ما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، وإذا كان للسياسة وقت فللكتَّاب والأدباء كل الوقت، يؤسسون الخير العام ويصنعون الجمال والفرح ويمحون الظلمة والظلم بحبات الضوء وثقافة الحرية المشتهاة، واشتقاقاتها، فكلمة المثقف رأسه، هو أول القتلى وآخر من يموت، يطلق قلبه كطلقة أخيرة ليشيع الحياة نقية عفية ويشيع الانكسار والحزن باقتدار فذ لا يسقط فى اللحظة، بل يحفظ الروح من السقوط والتردى. واختتم البيان بالقول "شكرًا لمصر العطاء الراسخ وهى تحتضن اجتماعنا هذا كتَّابًا ومبدعين، حراسًا للفكرة وسدنة للثقافة المقاومة".