تواجه مباردة الاتحاد الأوروبى لإنشاء ما يعرف بسور الطائرات المسيرة تحديات سياسية وتقنية معقدة ، رغم الزخم الكبير الذى رافق الإعلان عنها كأحد أهم مشاريع الدفاع المشتركة فى القارة ،حسبما قالت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية. وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة التي تهدف إلى بناء شبكة دفاعية موحدة ضد الطائرات بدون طيار تركز بشكل خاص على حماية الحدود الشرقية لأوروبا فى ظل تصاعد التوتر مع روسيا وبيلاروسيا. ووفقًا لتقارير أوروبية، تسعى المفوضية إلى إنشاء منظومة متكاملة تشمل رادارات وأجهزة تشويش وأنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على رصد واعتراض الطائرات المسيّرة في الوقت الحقيقي، على أن تمول بنحو 6 مليارات يورو، لكن المشروع يواجه معارضة من بعض الدول الكبرى، أبرزها فرنسا وألمانيا وإيطاليا، التي ترى أن نقل صلاحيات الدفاع الجوي إلى بروكسل يمس بالسيادة الوطنية ويضع قرارات الأمن القومي في أيدي مؤسسات الاتحاد. وإلى جانب الخلافات السياسية، تعترض تنفيذ الخطة عقبات تقنية كبيرة، إذ تستخدم الدول الأوروبية أنظمة دفاعية مختلفة المصدر، بعضها أمريكي أو إسرائيلي، ما يجعل دمجها في شبكة موحدة عملية معقدة تتطلب تعديلات قانونية واتفاقات تصدير خاصة. ورغم ذلك، تواصل المفوضية الأوروبية الإعداد لإطلاق مرحلة تجريبية للمشروع في بولندا وليتوانيا منتصف عام 2026، تمهيدًا لتشغيل الشبكة بالكامل بنهاية 2027. ويرى محللون أن المشروع يشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الاتحاد الأوروبي على توحيد سياساته الدفاعية، في وقت تتزايد فيه التهديدات الأمنية والهجمات الإلكترونية بالطائرات المسيّرة على منشآت مدنية وعسكرية في أنحاء القارة.