سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر القوية قالت كلمتها.. القاهرة وقفت في وجه العاصفة.. ظلت صلبة فى وجه الإغراءات والتهديدات وقالت لا لتهجير الفلسطينيين لا لطمس القضية لتصنع ملحمة سلام كتبت في شرم الشيخ أنقذت غزة وأبهرت العالم
ضاقت الدنيا بما رحبت، الحلول تكاد تكون معدومة، الأفق المظلم يبدو لائحا ويسيطر على المشهد، بدا وكأنّ لا مخرج ولا منجى من تنفيذ المخطط الصهيوني لتهجير أهل غزة، ذلك السيناريو الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذه بدعم ومساندة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، في ظل صمتٍ دوليٍّ مخزٍ وتخاذلٍ من قوىٍ كبرى اكتفت بالتصريحات الجوفاء ومصمصة الشفاه دون أن تحرك ساكناً. لكن وسط هذا المشهد القاتم المعتم، وقفت مصر، وحيدة ، تجدف ضد تيار شديدا وعنيفا ،مصر وحدها هي التي بقيت على عهدها ومبادئها، متمسكة بموقفها الثابت منذ اليوم الأول للحرب: لا لتهجير الفلسطينيين.. لا لدفن القضية الفلسطينية. واجهت القاهرة ضغوطاً دولية غير مسبوقة، وإغراءات خيالية، لكنها لم تلِن ولم تساوم. ضغوطٌ هدّدت بالعبث في أزمة النيل، شريان الحياة لمصر، وكذا التضييق عليها في ملفات متعددة اقتصادية وسياسية، فى المقابل وُعِدت القاهرة بإغراءاتٌ يسيل لها لعاب أى دولة، منها شطب الديون الخارجية، ضخ استثمارات بمليارات الدولارات، وفتح آفاق التعاون بلا حدود، لكن كل ذلك لم يفتّ في عضد مصر ولم يُغْرِها لتغيير موقفها المبدئي. ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي يعلن بوضوح لا لبس فيه: "لا نقبل بأي سيناريو يخالف وقف الحرب وإعادة إعمار غزة." في كل لقاءاته الخارجية والداخلية، كان موقفه صلباً، صادقاً، شامخاً، حتى بدا للمراقبين أن مصر وحدها تتحدى عاصفة عالمية هوجاء، ومؤامرة شديدة التعقيد تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتحويل غزة إلى منتجع سياحي عالمي بعد تهجير أهلها. وتساءل الجميع، من أين تستمد مصر هذه القوة وهذا الثبات ؟ كيف تتحدى مخططا صاغته دولا كبرى وأُعلن على الملأ؟، الجواب بسيط لمن يعرف سر مصر، إنه الشعب المصري الذى يقف خلف قيادته، داعما ومساندا ومكاتفا، يثق فى رئيسه عبد الفتاح السيسي، الذى قلما يجود الزمان بمثلة فى القوة والكبرياء والعزة والدهاء وقبلهم حب الوطن، رئيس يضع روحه على كفه فداء للوطن وترابه وكرامته. وقد عبّر ستيف ماكوين المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هذه الحقيقة حين قال للرئيس السيسي "لولاك يا سيدى ولولا مهارات رجالك، لما أنجزنا شيئاً"،كانت تلك الكلمات بمثابة شهادة عالمية تُسطّر بحروفٍ من نور في سجل الشرف الوطني حيث حققت مصر ما أرادته من سلامٍ عادلٍ يحفظ الدم الفلسطيني ويُجهض مخطط التهجير، ودفن القضية الفلسطينية. في قمة شرم الشيخ، لم يكن اتفاق وقف إطلاق النار مجرد إنجاز دبلوماسي، صاغته القيادة المصرية بحرفية ودهاء وذكاء، بل كان مشهداً للتاريخ يؤكد أن مصر هي حجر الأساس ورمانة الميزان في المنطقة، وأن لديها من القوة الناعمة والصلبة ما يجعلها قادرة على إطفاء نيران الحروب وإعادة صوت العقل للعالم. مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تحافظ فقط على أمنها القومي، بل حمت المنطقة بأسرها من فوضى عارمة قد تصل غلأى الانفجار الشامل على كل الأصعدة، وصانت القضية الفلسطينية من محاولات التصفية والطمس، لعبت مصر دوراً محورياً وحاسماً في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، مستندة إلى استراتيجية متعددة المسارات لم تقتصر على الوساطة السياسية فحسب، بل امتدت لتشمل أبعاداً دبلوماسية وإنسانية عميقة أكسبت القاهرة احترام العالم وتقديره. لقد أثبتت مصر أنها رمانة الميزان وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في معادلة الشرق الأوسط، وأنها تملك من الحكمة والخبرة ما يؤهلها لأن تكون صوت العقل وصاحبة القرار في زمنٍ فقد فيه كثيرون اتزانهم وبوصلتهم. وهكذا، نجحت مصر بقيادة الرئيس في أن تجعل من شرم الشيخ منارة سلامٍ جديدة، حيث وُقّع اتفاق أطفأ نار الحرب، وأعاد الأمل، وأثبت أن مصر ،كما كانت عبر التاريخ، قلب العروبة النابض، ودرع الأمن القومي للأمة بأسرها.