شاء من شاء ، وآبي من آبي ، ستظل "مصر" محور الأمن والإستقرار فى الشرق الأوسط ، ستظل _ كما هى _ دائماً داعمة للسلام وعُنصر فاعل ورئيسي فى إتمامه وصياغة بنوده وإرساء قواعده ، فنحن الذين صنعنا السلام القائم على الحق والعدل وقت أن كان الكُل يتفرج علينا ويُمصمص شِفاهه وينظُر لنا بأسي ويُنظِر علينا ويسحب مِنا صك العروبة ، ستظل "مصر" حاملة لواء القضية الفلسطينية ونبراساً للقيم العربية ومِصباحاً ينير الطريق للقومية العربية والتماسك العربي .. حينما تقول مصر ( لا ) فإنها قادرة بالفعل علي قولها ، وقادرة علي تحمُل تبعاتها ونتائجها ، قالت ( لا ) _ مرات عديدة _ لتصفية القضية الفلسطينية و ( لا ) لتهجير أهلها .. لذلك ف قُدرة دولة كبيرة بحجم "مصر" يصاحبها قوة جبارة تكمُن فى تماسك الجبهة الداخلية وتوافق تام وتطابق كُلي بين وجهه نظر الشعب مع القيادة الوطنية التي تقود سفينة الوطن .. ( القوة ) فى السياسة الخارجية وفى الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي ، ( القوة ) التى جعلت جميع قادة العالم يُشيدون بالدور المصري فى الوساطة فى المفاوضات التي دارت بين إسرائيل وحركة حماس فى مدينة شرم الشيخ للعمل علي إتمام إتفاق وقف الحرب فى غزة .. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد بالدور المصري وبدور الرئيس عبدالفتاح السيسي ، ليس هذا فقط بل أن مُستشاري الرئيس الأمريكي _ "ستيف ويتكوف" و "جاريد كوشنر" _ أشادا بالدور المصري وبالرئيس السيسى وأضافا إشادة صريحة وواضحة برئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد حينما قال "ستيف ويتكوف" للرئيس السيسي خلال لقاءه معه بقصر الإتحادية _ أول أمس _ نصاً ( لديك فريق رائع لولاه لما تم التوصل لهذا الإتفاق التاريخي ) .. الخلاصة : بُذلت الجهود المصرية للدفاع عن القضية الفلسطينية ولعدم تصفيتها ، جهود خالصة لوجه الله والعروبة ، جهود تحملنا فيها سوءات المراهقين الذين زايدوا علينا بالباطل ، ألقوا علينا إتهامات كاذبة ، أصابنا منهم طوب ورزاز ، أساءوا لنا ، لكن الآن رُدت لهم الإساءة فى صدورهم وهُم يرون الوفود يتوالون علي شرم الشيخ خلال الإسبوع الماضي ، شخصيات رفيعة المستوى فى مدينة السلام شرم الشيخ بعد أن عرض الرئيس ترامب خطته للسلام ، وفود تركية وقطرية وإسرائيلية وأمريكية جلسوا وهُم يعلمون أن وفد الفصائل الفلسطينية المُكون من ( "خليل الحية" قائد الجناح السياسي لحركة حماس _ "محمد الهندي" نائب الأمين العام لجماعة الجهاد الإسلامى _ "جميل مزهر" نائب الأمين العام للجبهة الشعبية ) يجلسون معهم فى نفس القاعة وعلي نفس الطاولة فى مَعية الدولة المصرية ، جلسوا وتفاوضوا وتوافقوا وإتفقوا ونجحت المفاوضات .. سيأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي "مصر" لحضور توقيع الإتفاق ، وهذا _ بطبيعة الحال _ له صدي عالمي ، فالعالم يُرحب ويتحدث قادته عن الإتفاق والسلام وشرم الشيخ ورئيس مصر ودور مصر وقوة مصر وقدرة مصر ومكانة مصر ومخابرات مصر .. الآن "مصر" لا تتحدث عن نفسها وتترك للأخرين هذه المُهمة .. ففى السابق كُنا نُردد جميعاً خلف الشاعر العظيم حافظ إبراهيم _ شاعر النيل _ ( وقف الخلق جميعاً ، ينظرون كيف أبني قواعد المجد وحدي ؟ ) ورغم أنها قصيدة عظيمة وأبياتها ظلت صداها خالدة بعد أن غَنتها "أم كلثوم" ، لكننا الآن نصمت لنستمع للآخرين وهُم ينشدونها بصوت ٍ عالٍ .. إنه الشموخ فى أبهى صورة .. إنه ليس تواضع بل كبرياء ما بعده كبرياء ، إنه مدح وإشادة وتصفيق نستحقه .. إنه الفخر الذي نعيش به .. إنه التباهي بالوطن العزيز ( مصر ) التي تخرج منتصرة فى كل معاركها