صدر حديثا كتاب "الاستعمار الرقمي.. الهيمنة التكنولوجية وتحديات السيادة الوطنية" للدكتور أسامة منير، عن دار نشر فرست بوك للنشر والتوزيع. ويهدف الكتاب، حسبما ورد في مقدمته، إلى تسليط الضوء على التغيرات الناشئة عن التطورات التكنولوجية الحديثة على الصعيد الدولي والتي أسهمت بصورة كبيرة في إعادة تشكيل الخريطة الدولية وأثرت بشكل كبير على النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وأدت إلى ظهور العديد من المظاهر الدالة على استغلال الدول الأكثر تقدما تكنولوجيا، مختلف التطبيقات الرقمية في إعادة تواجدها المؤثر بمختلف مناطق العالم ، بصورة تعيد إلى الأذهان، الاستعمار في العصور القديمة، فعلى مر التاريخ أسهمت التطورات التكنولوجية في بسط نفوذ المجتمعات الأكثر تقدما على المجتمعات الأخرى، على سبيل المثال أدى اختراع الطباعة في القارة الأوربية إلى نشر الثقافة والقيم الأوربية في باقي أنحاء العالم، وعززت التطورات التكنولوجية خلال حقبة الثورة الصناعية الثالثة، من الاعتقاد السائد عن الفوارق الحضارية والثقافية بين العالم الغربي، والدول الأخرى بمختلف مناطق العالم، وأصبح ذلك الاعتقاد الركيزة الأساسية للفكر الاستعماري، والهيمنة على الدول واستغلال مواردها، وفي العصر الحالي بينما تستفيد الدول المتقدمة من التطورات التكنولوجية المتسارعة، تخشى العديد من الدول النامية، من أن تكون ضحية جديدة للاستعمار، فبعد أن عانت من الاستعمار التقليدي الذي استهدف مواردها الطبيعية والبشرية، تواجه الآن خطر الاستعمار الرقمي. غلاف كتاب الاستعمار الرقمي ويثير التنافس بين الدول ذات القدرات التكنولوجية الكبرى، على التواجد المؤثر بالدول النامية، العديد من التساؤلات حول الدور الذي تلعبه التطورات التكنولوجية في وضع الملامحالرئيسية للصراع الجيوسياسي بين تلك الدول؟ وهل تمثل البيانات المورد الجديد الذي يتنافس عليه العالم، كما تنافس على النفط والذهب في الماضي؟ وكيف يمكن للدول النامية حماية سيادتها الرقمية في مواجهة هذه القوى العالمية؟