سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإندبندنت: الربيع العربى ذهب فى الاتجاه المعاكس ولم ينتقل إلى الصيف المتوقع.. المجلس العسكرى لعب بمهارة على أخطاء معارضيه.. والإخوان أفرطوا الثقة بأنفسهم
تحدثت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن المسار الخاطئ للربيع العربى، ولماذا لم يعقبه الصيف المتوقع، مشيرا إلى أن التاريخ قد ذهب فى الاتجاه المعاكس، حيث تتسلق الحكومات العسكرية للعودة إلى الحكم، كما هو الحال فى مصر أو تقوم الأنظمة بذبح شعوبها مثلما يحدث فى سوريا. ورأت أن اللحظة الحاسمة فى زوال ثورة مصر العظيمة كانت فى الأسبوع الماضى، بعدما قام الجيش بحل البرلمان المنتخب ديمقراطيا وقلص صلاحيات الرئيس لصالح الجيش، واستعادة السلطة القديمة لقوات الأمن. واليوم، سيقرر الجنرالات ما إذا كانوا سيذهبون فى خطوة أخرى ويجعلون نتائج الانتخابات الرئاسية فى صالح مرشحهم أحمد شفيق بدلا من مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى. ويمضى الكاتب باتريك كوكبرون فى تقريره قائلا إن مصر ليست البلد الوحيد الذى تنتصر فيه الثورة المضادة. ففى الدول الأخرى تخمد نيران الربيع العربى ولا يلتفت العالم كثيرا لذلك. والهزيمة ليست كلية، فالعرب لم يعودوا إلى الوضع الذى كانوا عليه قبل ثورات الربيع العربى، بل عادوا إلى تكرار للصراع على السلطة الذى عصف بكثير من دول المنطقة فى الخمسينيات والستينيات. ورغم أن هذه الحقيقة يتم تجاهلها غالبا، إلا أنه هذه الفترة، قبل زمن طويل من مزايا الفيس بوك والجزيرة، شهدت حركات احتجاجية ضخمة ومعارضة مفتوحة، وأيضا حروب كارثية وانقلابات عسكرية. ويشير كوكبرون إلى أن مكونات نجاح الثورة قد تم نسيانها فى لحظة الانتصار عقب الإطاحة بمبارك. فالإخوان المسلمون، تلك الجماعة التى كانت منفعلة دائما تجاه حلفائها الجدد، تصرفت وكأن المستقبل لها بلا شك. ونسيت أن الجيش لا يزال ممسكا بمعظم أدوات السلطة، وتجاهلت حقيقة أنه برغم من أن دورها قد تم التركيز عليه فى الخارج، إلا أنهم كانوا حاسمون فى السيطرة على المعلومات عن الثورة فى مصر، وبمشاركة الإعلام الأجنبى، عملوا على تطمين الولاياتالمتحدة والحكومات الأوروبية والغربية الأخرى على أن بإمكانهم التعايش مع الثورة المصرية. ويرى الكاتب أن الإخوان الذين أفرطوا الثقة فى أنفسهم نسوا وعودهم بعدم السيطرة على البرلمان أو خوض انتخابات الرئاسة. من ناحية أخرى، تقول الإندبندنت إن ثمة مشكلة أساسية فى مصر الآن، ألاو وهى أن المجلس العسكرى ضحى بقائده حسنى مبارك من أجل تجنب تغيير جذرى وللحفاظ على سلطاته وامتيازاته، لكن هذا لم يصل أبدا إلى حد انقلاب عسكرى مثلما يصور فى بعض الأحيان. ويشير كوكبرون إلى أن المجلس العسكرى يمكن تصويره على أنه أستاذ الميكافيللية فى التلاعب الهادف إلى بقاء الوضع الراهن، إلا أن هذا التصوير يحمل قدرا من المبالغة بالتأكيد. ربما كانوا يأملون ذلك، جنرالاته، لكنهم لم يستطيعوا التنبؤ بأن الانقسامات الذاتية لخصومهم ستؤدى إلى إعادة فى الاتنخابات الرئاسية بين مرشحهم المفضل أحمد شفيق ومرشح الإخوان محمد مرسى بعد تم إقصاء اليمين واليسار. ويعتقد الكاتب أن المجلس العسكرى لعب بمهارة على أخطاء معارضيه، والحكومات السلطوية دائما ما تبرر قمعها بالقول إنه ضرورى لمنع الفوضى. ولذا حرص المجلس العسكرى على التأكد من تعمد وسائل الإعلام الحكومية على إشاعة أجواء عدم الاستقرار الاقتصادى وعدم الأمن، واستخدام ذلك بنجاح لتشويه الاحتجاجات وخلق الحنين للنظام القديم.