أصدرت مؤسسة المورد بيانا صحفيا تدين فيه تصريحات وفتاوى إهدار دم الفنانين والمبدعين التى تلت أحداث العنف التى شهدتها غالبية المدن التونسية فى الأيام الأخيرة. وكان قصر "العبدلّيّة"، بمدينة المرسىالتونسية، قد تعرض يومى 10 و11 يونيه إلى هجوم من تونسيين، يحسبون على التيار الإسلامى السلفي، قاموا بتخريبه وحرق لوحات فنية به وُصفت بالمسيئة للمقدّسات، كانت تُعرض فى إطار تظاهرة فنية سنوية تحمل اسم «ربيع الفنون». واتّسعت دائرة أعمال العنف لتستهدف مبانى إدارية منها مراكز شرطة ومحكمة فى أماكن متفرقة من العاصمة، مع تركّز الاضطرابات فى محيط قصر العبدلية، وتسببت هذه الأحداث فى مقتل شخص وإصابة أكثر من مائة آخرين، بعد تدخّل الشرطة وحدوث مواجهات بينهم وبين السلفيين، مما دفع السلطات التونسية إلى فرض حظر التجوّل فى عدة محافظات. وتدين مؤسسة المورد الثقافى، كذلك دعوة حسين العبيدي، إمام جامع "الزيتونة" وسط تونس العاصمة، بخطبة الجمعة 15 يونيو، إلى إهدار دم الفنانين والمبدعين، وتؤكّد أن عليه أن يتحمّل تبعات هذا التحريض على القتل أمام القضاء، كما تدين تلك الدعوة مجهولة المصدر على الإنترنت لقتل الفنانين التشكيليين الذين شاركوا فى هذا المعرض والتى وصفتهم بالكفّار، بما تحمله من إرهاب للفنانين والمبدعين، ونؤّكد تمسّكنا وتبنينا للحوار كوسيلة للنقد والتعبير عن الرفض، وكقيمة سامية من قيم التحضّر لم ينلها الإنسان إلا بعد كفاح مرير ضد الشمولية وثقافة الصوت الواحد التى تفتقر إلى أى إبداع، فنرى أن الحوار هو الوسيلة الأنسب للمجتمعات المتحضّرة متعددة الثقافات والهويّات، والأكثر قربا من قيم كافة الأديان السماوية. وتستنكر مؤسسة المورد الثقافى كذلك وترفض قرار وزارة الثقافة بغلق فضاء العبدلّيّة الذى يحتضن المعارض والتّظاهرات الثّقافيّة، وبرفع دعوى قضائيّة ضدّ منظّمى المعرض، الإجراءات التى تجعل من وزارة الثقافة خصما للفنانين لا ممثلا لهم وظهيرا للمعتدين على المعرض ونصيرا لدعوتهم بالمصادرة على الأعمال الفنية وقتل حرية التعبير. وتعرب مؤسسة المورد الثقافى عن تضامنها مع كل الفنانين التونسيين الذين وُجّهت لهم تهديدات بالقتل، مثل الفنانة مفيدة فضيلة والفنانة بشيرة تريكى، على خلفية هذه الأحداث أو غيرها، فى ردّة صادمة نحو ممارسات المجتمعات المتخلّفة التى لا تؤمن بحرية التعبير والفكر ولا تفهم الطبيعة الخاصة للإبداع التى قوامها تعدد رؤى وتأويلات الأعمال الفنية.