سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارة ملك إسبانيا إلى مصر فى عيون الصحف الإسبانية.. لابانجورديا تصف القاهرة باقتصاد محورى وشريك استيراتيجى.. الدياريو تشيد بدورها فى مفاوضات غزة.. والباييس ترى فى تصريحات الملك إنعكاساً لعمق أزمة بالشرق الأوسط
في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، حظيت الزيارة الرسمية التي قام بها ملك إسبانيا فيليبي السادس والملكة ليتيثيا إلى مصر باهتمام واسع من وسائل الإعلام الإسبانية، التي رأت فيها محطة دبلوماسية محورية تحمل رسائل سياسية وإنسانية عميقة. فقد سلطت الصحف الكبرى في إسبانيا الضوء على الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية للزيارة، إلى جانب المواقف التي عبّر عنها الملك تجاه الأزمة في غزة، معتبرة أن تصريحاته تمثل خروجًا عن نهج الحياد المعتاد وتعكس إدراكًا متزايدًا لخطورة الوضع الإقليمي. وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إن تلك الزيارة تعزز من الشراكة الاستيراتيجية بين البلدين ، حيث تعد مصر اقتصاد محورى فى المنطقة، مشيرة إلى أن الملك الإسباني يفتتح ، اليوم الخميس، منتدى الأعمال الإسبانى – المصرى. وفي اليوم الثالث من زيارته للعاصمة المصرية، سيلقي الملك كلمة أمام مجموعة من رجال الأعمال الإسبان والمصريين المشاركين في هذا المنتدى، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، ويحضر الحدث كل من وزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، ووزيرة الدولة للتجارة الإسبانية أمبارو لوبيث سينوفيّا، ورئيس الاتحاد الإسباني لمنظمات الأعمال أنطونيو جاراميندي، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى. وقالت الصحيفة أن مصر أصبحت خلال السنوات الأخيرة من أكبر الاقتصاد فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الناتج المجلى الإجمالى. وتعد الاتحاد الأوروبى الشريك التجارى الأول لمصر ، حيث وجهت مصر فى عام 2024 حوالى 24% من صادرتها إلى دول الاتحاد ، وبشكل خاص إلى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. كما أشارت الصحيفة إلى أن الشركات الإسبانية تلعب دورا ملحوظا فى مصر ، خاصة فى قطاعات النقل والطاقة والمياه ، وهى قطاعات تكتسى أهمية استراتيجية لدى الحكومة المصرية. ومن المقرر أن يتجه كلا من الملك والملكة إلى مدينة الأقصر، حيث سيزوران معبد حتشبسوت في وادي الملوك، وعددًا من المقابر التي شاركت شركات إسبانية في تنفيذ مشاريع إنارتها. وتختتم الزيارة الرسمية يوم الجمعة، حيث سيزور الملكان مشاريع تنقيب أثرية يقودها خبراء إسبان في الأقصر، وعلى رأسها مشروع "ديجوتي" الذي يعمل عليه فريق إسباني منذ 25 عامًا، بالإضافة إلى مشروع معبد ملايين السنين لتحتمس الثالث. وأبرزت صحيفة الباييس الإسبانية تصريحات الملك فيليبى السادس عن غزة ، حيث أطلق العاهل الإسباني تصريحات لافتة وغير مسبوقة بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مثيرًا موجة واسعة من التفاعل داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية. وخلال كلمة ألقاها في القاهرة، وصف الملك الوضع الإنساني في غزة ب"غير المحتمل"، مشيرًا إلى أن الصراع قد تحول إلى "معاناة لا توصف لمئات الآلاف من الأبرياء ودمار شبه كامل في القطاع". كما شدد على ضرورة إيجاد حل شامل يشمل قيام دولة فلسطينية "قابلة للحياة"، تضم غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. تُعد هذه التصريحات خروجا واضحًا عن التقاليد الملكية الإسبانية، حيث يُعرف عن الملك فيليبي السادس التزامه بالحياد السياسي، ونادرًا ما يُدلي بمواقف علنية حول النزاعات الدولية. ووصفت الصحيفة أن تصريحات ملك إسبانيا تعتبر دعما واضحا لحل الدولتين، ووصفتها بخطوة جريئة تعكس عمق الأزمة الإنسانية والسياسية التي يعيشها الشرق الأوسط. وركزت صحيفة إيه بى سى الإسبانية على إدانة الملك للدمار فى غزة ، وأشارت إلى أنه تبنى أخلاقيا وإنسانيا يعيد الدور الرمزى للملكية إلى واجهة الأحداث الدولية. تأتي تصريحات الملك بعد سلسلة من التحركات الشعبية والرسمية في إسبانيا لدعم القضية الفلسطينية، من بينها مظاهرات حاشدة في مدريد أدت إلى إلغاء المرحلة النهائية من طواف إسبانيا، وتصريحات رئيس الحكومة التي دعا فيها إلى استبعاد إسرائيل من المنافسات الرياضية الدولية "ما دامت المجازر مستمرة".